نقد نظريات د. أحمد الدبش

نقد أحمد الدبش وإصراره على تسمية واطلاق تسمية التوراة على كتاب اليهود هو إسهام كبير جداً منه في تأكيد الرواية التاريخية الصهيونية الوهمية للمنطقة وللقدس و لوطنه كتاب اليهود اسمه العهد القديم وليس التوراة، ولا علاقة للتوراة باليهود لا من قريب ولا من بعيد، لأن التوراة هي خطوط كتاب الله والذي مقروءه هو القراءن الكريم، القراءن الكريم هو قراءن التوراة حقا ويقينا.

هذه الحقيقة البسيطة للتوراة و التي أخفيت عمدا عن الجميع بسبب كتب التراث التي كتبتها حقبة الأتراك في منطقتنا من اجل غرسها في عقول سكان المنطقة.

ما هي مشكلة الكثير من الباحثين ؟

١- قراءة وكتابة التاريخ ليست في المراجع التاريخية أو عدم وجود الوثائق التاريخية بل الصعوبة في مناهج التفكير فقط. المشكلة ليست في نقص الكتب حتى لو وجدت مكتبة كاملة مخزنة في عقل شخص، فلن يقدم أي شيء جديد، لأن المشكلة في وجود خلل لدينا في التفكير المنطقي قراءة التاريخ و الزمن بدقة متناهية وكشف خفاياه بدون حتى احتياج لكتاب واحد.

٢-نجد بأن الكثير من الباحثين يبحثون في كل الكتب الموجودة في المكتبات، لكنهم ينسون كتاب الواقع والاعتماد على الكتب في قراءة الظواهر الحالية يصيب الشخص باعاقة ذهنية تمنعه من فهم الواقع، لأنك عندما تعتمد على كتب قديمة لتفسير ظاهرة ليست موجودة اليوم في الواقع فإنك تنقل الظاهرة من مجال الواقع إلى مجال النصوص، فيتحول العقل من قارىء للواقع الى قارىء للنصوص، ومن سيد للواقع الى تابع للنصوص، و يصبح تفسير الواقع ضمن مجال تاؤيل النصوص، فيتحول الخلاف حول فهم الظاهرة من خلاف على تفسير واقع ما الى خلاف حول النصوص لذاتها و تاويلاتها، فيغيب الواقع تماما بين تأويلات وتفسيرات لنصوص تاريخية. 

لا يمكن بناء معرفة صحيحة بالإعتماد على معلومات غير صحيحة أو وهمية أو غير موثوق منها. لو بنينا تصور فكري بدون أن نقوم بعملية بناء متكامل تبدا من معلومات أساسية يقينية ومؤكدة بنسبة 100%سيكون كل بناءنا المعرفي بناء وهمي سيسكن عقلنا. كيف نقوم ببحث عن التوراة، و نطلق هذه التسمية بدون أن نبحث في معنى وحقيقة هذه الكلمة.

٣- إدراك حقيقة ومعنى التوراة

بالنسبة للمسلم. فمرجعه الأول هو القراءن الكريم، لأن القراءن الكريم هو أول كتاب أطلعه و أخبره بهذه المعلومات. لذلك فمن المنطقية بانها ستكون البداية معرفة معاني تلك المعلومة من القراءن.
المنطق يقول بأن البشر قديما لو فكروا بالكتابة فإن أول طريقة كتابية سيقومون بها هي الكتابة التصويرية، عبر الصور الرسومية، أشكال تصويرية رسومية على الأحجار .

٤- العقل والمنطق يقول بأن بداية الكتابة للبشر ستكون كتابة تصويرية على ألواح حجرية أو طينية، الإنسان سيبدأ الكتابة برموز تصويرية، ثم يتطور نظامه الكتابي معتمد على هذه الكتابة التصويرية. وستكون تلك الكتابة بعد زمن طويل ميراث أمة كبيرة يحافظون عليها. وهذه الكتابة سيكتبها الإنسان ستكون كتابة مقدسة، لأنها أول شكل كتابي و فيها معتقداته وسيكون أثرها مستمر. العقل والمنطق يقول بأن عقيدة اليوم مرتبطة بأول شكل كتابي كتب في المنطقة. في داخله معتقد أمة كبيرة حتى اليوم.

فالعقل والمنطق يقول: بأن أول شكل كتابي موجود في المنطقة هو الكتاب المقصود في القراءن، وعند الملاحظة الدقيقة في نقوش المنطقة والعلاقة بينها، فإن العقل الطبيعي يقول : لا توجد كتابة بشكل صور في المنطقة إلا في مصر( الكتابة التصويرية).

وعند الاطلاع عليها سنجد ملاحظة هامة كما نعرف بأن أي لغة مكونة من عدد من الحروف الصوتية، لنقل 25 رمز أو 30 أو 35.. وكل رمز له شكل كتابي و يكتب بهذه الأشكال نصوص تلك اللغة. لكن لو وجدنا نصوص كتابية مكونة من أكثر من 20 ألف رمز تصويري وبنظام مختلف ومفتوح أي قابل للزيادة.

لو كانت نصوص لغة عادية .. لكانت اكتفت ب 35 شكل تصويري لكتابة نصوصها، 35 تعبر عن مخارج 35 حرف صوتي.

– لكن ما فائدة بقية الاشكال الكتابية الاخرى وإلى ماذا تعبر وما وظيفتها؟

نحن لسنا أمام نصوص عادية نحن أمام نظام كتابي مختلف تماما ليس نظام عادي، وفي داخله نصوص غير عادية. بل نصوص متعلقة بجانب ديني و مقدس.

إذن فالعقل والمنطق يقول بأن نقوش مصر كتابة مقدسة و مؤكد بأنها الكتاب المقصود في القراءن الكريم .

حقيقية التوراة التاريخية والتي أخفيت عمدا في مناهج التفكير والبحث لأجل نجاح كامل المشروع الغربي الشيطاني الصهيوني على المنطقة و شعوبها، وهذه هي التوراة التي سميت زورا و عمدا من قبل الغرب باسم الهيروغليفية، و أخفيت تماما بعد أن تم صناعة ذاكرة جديدة للمنطقة و فيها تاريخ وزمن وهمي، ذاكرة جديدة جعل فيها اسم التوراة هو تسمية كتاب اليهود الذي يحوي قصص مشابهة للقراءن لكنها محرفة و بلسان أعجمي، حتى تعتقد بأنه كتاب من عند الله وخرج من صلب المنطقة و بأنه المقصود بالتوراة المذكورة في القراءن .. وأكثر الناس لا يعلمون.