ملخص موضوع القران والكتاب

● ماذا يُقصد بالكتاب في خطاب القران وكيف يُقرأ :

[كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ]:
 

– هو أول كتاب في الأرض، الكتابة التصويرية على الألواح، والموجود في مصر وفيه تفصيل لكل شيئ.

ويُقرأ قُرآن عربي.. يُقرأ قراءة عربية.. وليس بلغة أعجمية.
 

[ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ].

●ما هي السبع المثاني؟

في اللغة المثنى اثنين من الشيء، و جمع مثنى هو مثاني، و مثاني اي اعداد كثير من اثنين، و جاءوا مثاني اي جاءوا اثنين اثنين . و عليه فان سبع من المثاني، يقصد به سبع مرات من- اثنين، اي 14
 
●المثاني جمع مثنى 2 ، و سبع من المثاني هو 14، و عندما نفتش عن هذا الرقم سنجد بأنها عدد الايات المقطعة التي
.تاتي في بداية سور القران بدون تكرار و 30 مقطع مع التكرار
 

وحسب خطاب القراءن فتلك الايات هي ايات الكتاب، و هي تتوافق مع خطاب القراءن.

سبع من المثاني هو جزء من ذلك الكتاب ولا علاقة للمثاني بالشق الصوتي من القران.

المثاني متعلق بالشق الكتابي أي أنه موضوع مرتبط بخطوط الكتاب.ا
 
●فلو بحثنا سنجد بان مجموع عدد الايات المقطعة المذكورة في القران هو 30 ثلاثين اية وأما مجموع عدد تلك الايات مع استبعاد عملية التكرر فهو 14، والآيات هي:

( المص – المر – كهيعص – طه – طس – يس – ص – عسق – ق – ن – طسم – الر – الم – حم ).

ومجموع عدد حروف هذه الايات بدون تشابه او تكرار هو 14

( ا – ل – م – ص – ر – ك – ه – ي – ع – ط – س – ق – ن – ح ).
 

●ما هي الايات المحكمات والمتشابهات؟

الخطاب يتحدث عن الكتاب بأنه يتكون من ايات ، والايات مكونه من نوعين ….. ايات محكمات ( ام الكتاب ) وايات متشابهات-
:وعليه بما ان الكتاب يحمل صفتين اثنتين متشابها مثاني
 

●فالايات المحكمات هي جميع الحروف المقطعة في بدايات السور وعددها 10

( المص – المر – كهيعص – طه – طس – يس – ص – عسق – ق – ن – طسم – الر – الم – حم ).
 

●فالايات المتشابهات هي المتشابهات في الحروف المقطعة المتكررة ومنها 4

(طسم – الر – الم – حم).
 

يعني : الايات المحكمات المقصود بها الايات المقطعة الغير متشابهة او الغير مكررة وعددها عشر ايات مقطعة، بينما الايات المتشابهة فالمقصود بها الايات المكررة والتي عددها اربع ايات مقطعة.

●اعطني مثل عن الايات المحكمات والمتشابهات :
م ن ز ل ======= منزل
 
كف ي ل ======= كفيل
 
الان ستكون كلمة (منزل ) مكتوبة كلها بايات محكمة ،وكلمة (كفيل) مكتوبة باية متشابه مثنى وايتين محكمتان.
 
يعني بشكل اوضح:
 
كلمة كفيل مكتوبة بالشكل ( كف ي ل )-
 
كف —– اية متشابه مثنى (واحدة من السبع المثاني)
ي —— اية محكمة
ل —— اية محكمة
 
الفرق بين
(كف) و ( ي )
 
ان ( كف) … تملك صوتين اثنين ( مثنى )
بينما ( ي ) …. تملك صوت واحد
 

● كيف تم اخفاء حقيقة الكتاب الموجود في مصر؟

– عبر قراءته قراءة مغلوطة بلسان أعجمي من الذين أوتوه من قبلنا.. مشروع ابليس في الأرض.
 
والتوراة والانجيل هي الخطوط المقدسة التي كتب بها كلام الله المقدس …..والتي تم اخفاءها من قبل قوة غربية اثناء احتلالها لكل الارض وقيامها بترجمات مزيفة ومحرفة لكتابات قديمة جدا في المنطقة بلغات اعجمية 
 
●خطوط الكتاب التي كتب بها كلام الله والتي حفظ منها المسلمين القراءن … والتي اخفيت حتى يتمكن الغرب من تاليف كتاب اليهود ( البايبل ) و صناعة الكيان الصهيوني
 
 ●ما هو القران؟
 
– القران هو قراءة الكتاب..هو مقروء الكتاب الموجود في مصر.
– القرآن موجود في كتابات الأولين.. في كتاب قديم جدًا بالتالي ليس قرطاسًا ورقيًا، وإنما لوح حجري.
– القران نسخة طبق الاصل من التوراة.
 
[إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ].
[بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ].
 
●هل القُرآن وصل إلينا بالطريقة التي فرضتها الرواية الرسمية؟
 
-لا..القُرآن لم يكُن مكتوبًا من البداية بهذا الرسم العثماني الذي نستعمله اليوم
ولا حتى بنفس هذا الخط بدون تنقيط.
 
●القرآن كان مكتوبًا في الأصل بخط كتابي أصلي قديم جدًا، وليس بهذا الرسم العثماني وهو القُرآن موجود
في زُبُر الأولين.
 
●عن كتابة الأولين
 
-كتابة الأولين لا تعني نظام حرفي كالذي يستخدمه البشر اليوم، ولا تعني أبدًا حبر على ورق. بل تعني نظام كتابي مختلف كليًا، الكتابة التصويرية.. كتابة على ألواح حجرية. ألواح تم الكذب بشأن حقيقتها لإبعاد الناس عنها.
 

●هل التوراة كتاب اليهود؟

-لا.. التوراة هي الخطوط الكتابية المقدّسة المسماة زورا الهيروغليفية وفيها كلام الله.
 
– المحتل قام باخفاء الكتاب الموجود في مصر لأجل ان يتمكن من صناعة كتاب اليهود (البايبل) ونشره في الارض.
 
●كتاب البايبل بفرعيه العهد القديم والجديد جاء من بعد القران ما تسمى اليهودية و المسيحية جاءت من بعد الاسلام.
 

●ما هو شكل وطبيعة ونوعية الكتاب الذي أوتي لموسى

-ألواح حجرية فيها كتابة.
 
-الكتابة الموجودة في الكتاب هي الألواح.
 
– خط الكتابة الموجود في الكتاب مكون من رموز تصويرية لأشياء كثيرة ومفصلات تسمى ايات.

 

عن الكِتاب..
 
تخيَّل إنسان يملُك وعي سليم وذاكرة سليمة، فهل تستطيع أن تضحك عليه بسهولة وتسيطرعليه وتستعبده؟ المفروض لا.
 
لكن، إذا حصل له أمر ما أفقده ذاكرته وكل المعرفة المحفوظة في عقله.. عندها ستستطيع بسهولة عبر زراعة معطيات جديدة أن تصنع له ذاكرة جديدة وزمن جديد في عقله يخوِّلك السيطرة عليه.
 
الآن تخيَّل نفس الفكرة على مستوى الأمة وليس على مستوى شخص..
 
عندما تؤمن بأنَّ الناس كانوا أمةً واحدة فإنَّ عقل هذه الأمة وذاكرتها المستمرة من جيل لجيل يجب أن يكون كتاب قديم موجود من البداية.. موجود في واقع الأمة.. فيه المعرفة اللازمة كي يحافظ الناس جيل بعد جيل على حياتهم السليمة ومسارهم السليم في الأرض.. وإذا كان يوجد كِتاب فيه ذاكرة الناس وعلومهم ومعارفهم، وجاءت جماعة شيطانية استولَت على الكتاب وأبعدت الناس عن حقيقته فأصبح الناس أُميِّين بذلك الكتاب لا يعرفون يقرؤونه.. منطقيًا ستنجح هذه الجماعة بتضليل الناس والسيطرة عليهم عبر صناعة معطيات جديدة كاذبة لهم ونشرها ضمن مناهج ومؤسسات فكرية ونظام مُحكَم.. وسيدخل الناس في ضلال مبين ولن يعودوا للحقيقة إلا بالعودة للكتاب.
 
سينجح الشياطين بالسيطرة إلى أن يخرج في الناس من يقرأ لهم الكتاب ويعلِّمهم الكتاب.
هذه خلاصة رسالة الله لنا للخروج من مشروع إبليس.
 
●[ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ]: 
 
– ذلك الكتاب.. إشارة لكيان مادي ليس بين أيدي المؤمنين.
 
●[وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ]:
 
 – الكتاب أوتي لموسى، وفي مصر طبعًا، وفيه بصائر للناس وهدى لهم وذاكرتهم.
 
●[ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ]:
 
– الكتاب فيه تفصيل لكلِّ شيئ.. كلِّ شيئ.. شاملة لكل مجالات الحياة.
 
‫●[وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ‬]:
 
 – الكتاب ليس حبر على ورق.. وإنما ألواح.. منطق سليم لأنه كتاب قديم جدًا.
 
●[وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ]:
 
– جماعة أوتوا الكتاب.. لكن كَتَموه عن الناس.. من هُم هؤلاء؟
 
●[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ]:
 
– جماعة أوتوا الكتاب.. تحصَّلوا عليه.. اختلفوا من بعد ما جاءهم العِلم. من بعد ما علموا الحقيقة.
 
●[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ]:
 
– فريق منهم يريد تضليلنا وإبعادنا عن الإيمان.
 
●[لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا]:
 
– يعملون على إيذائنا.. ومعلومة جديدة تظهر هنا هي أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا..
 
●[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ]:
 
– إعادة لفكرة أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا.. قبل المؤمنين.
 
فإذًا القرآن يخاطِب المؤمنين به، ويحدِّثُهم عن جماعة أوتوا الكتاب من قبلهم.. لكنهم قرروا إخفاء الحقيقة عن الناس.
 
●الخلاصة: جماعةٌ تحصَّلت على “الكتاب” وأدركت حقيقته. فريق منهُم استطاع فك نصيب أو جزء من الكتابة ومضمونها بعد ما عقلوا أنَّه من عند الله، وعرفوا أنَّ فيه الدليل على أنَّ دين الله الوحيد من البداية هو الإسلام.. واستفادوا منه ومن العلم الموجود فيه.. لكن أخفوا حقيقته وقرَّروا عدم إخبار الناس به وما فُتِحَ عليهم منه..
 
●[أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ]
 
– طالما يقول الله أنهم هُم الذين كتبوا الكتاب بأيديهم وادَّعوا بأنه من عند الله فهو يتحدَّث عن أصحاب مشروع العهد القديم، مشروع كتاب الديانة اليهودية.. الكتاب الذي أقنعوا الناس بأنه كتاب سماوي.. كيف قاموا بهذه العملية؟
 
●[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]
 
– يلوون ألسنتهم بالكتاب.. هُم أنفسهم الذين حرَّفوا قراءة الكتاب.. لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ.. جعلوه بلسان أعجمي بينما هو بلسان عربي.
 
●الآن سنذهب للواقع:
 
– منذ ثلاثة قرون تقريبًا جماعة تحصَّلت على كتاب قديم، أول كتاب في الأرض، الكتابة التصويرية على الألواح، والموجود في مصر، وبعده مباشرةً عاشت هذه الجماعة “ثورة” علمية صناعية والخ.. منظومة فاسدة صعدت في هذا العالم عبر احتكار المعرفة وتضليل الناس وايذاء الشعوب وسرقتها.. لكنها قالت للناس أن الكتاب الذي تحصلت عليه في مصر وفككته فيه قصص سحرية خرافية وليس عالم واقعي وعلوم حقيقية.. وأخرجت منه قراءة بلسان أعجمي جبتي وليس عربي.. فهل القرآن يتحدَّث عنهُم؟ عن أصحاب خُدعة الجبت؟
 
●[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا]:
 
– نعم.. القرآن نبأنا نحن.. خطابه الحي رسالة لنا نحن.. خطاب القرآن المباشر هو قضيتنا اليوم.
 
●إسمع:
[لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ]:
 
– مؤمنين.. يعني معاهم القرآن.. يبعث منهم رسول.. واحد من المؤمنين الذين يملكون القرآن.. ودوره تلاوة آيات الكتاب وتعليمهم الكتاب بعد أن كانوا في ضلال مبين.
 
●[هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ]:
 
– نفس الفكرة.. لكن مصطلح الأميين بدل المؤمنين.. لأن المؤمنين لا يعرفون كيف يقرؤون الكتاب.
 
●[قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا]:
 
– اشارة زمنية لبداية اللعبة.. زمن تحويل مضمون الكتاب من على الألواح إلى قراطيس ورقية.
 
اللهُ متمُّ نوره ولو كرِه الكافرون.
 
ملخص كل نقاشات “ما هو الكتاب” في هذا الرابط:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0349pjqLNciArcE6WD9b6UxKm29RvJCPm6gM6UGxYNZ7dLwDM8KCHZKQp4gZkSUfEAl&id=100027788172171&mibextid=Nif5oz
 
[وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ]
 
كَتَموا الكتاب عن الناس واشتروا به ثمنًا قليلًا.. من هُم هؤلاء؟ وما معنى اشتروا به ثمنًا قليلًا؟
 
في البداية سنبحث عن الذين أوتوا الكتاب:
 
[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ]:
 
جماعة أوتوا الكتاب.. تحصَّلوا عليه.. كتاب مرتبط بحقيقة أن دين الله هو الإسلام.. اختلفوا من بعد ما جاءهم العِلم. من بعد ما علموا الحقيقة.
 
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ]:
 
فريق منهم يريد تضليلنا وإبعادنا عن الإيمان.
 
[لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا]:
 
يعملون على إيذائنا.. ومعلومة جديدة تظهر هنا هي أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا..
 
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ]: إعادة لفكرة أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا.. قبل المؤمنين.
 
فإذًا القرآن يخاطِب المؤمنين به، ويحدِّثُهم عن جماعة أوتوا الكتاب من قبلهم.. والكتاب أول كتاب في الأرض [ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ].. لكنهم قرروا إخفاء الحقيقة عن الناس.
 
سنكمل البحث في القُرآن عن الجماعة الذين يخفون الحق الموجود في الكتاب ويعملون على تضليلنا:
 
[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ]:
 
معلومة جديدة تظهر هنا وهي أنهم أوتوا نصيبًا من الكتاب.. اي استفادوا من العِلم الموجود فيه.. ليس كله.. نصيبًا منه.. وهذا يعيدنا للآية الأولى.. واشتروا به ثمنًا قليلًا.. أي أنَّ ما تحصَّلوا عليه في هذه الدنيا من وراء إخفائه هو قليل جدًا مقارنةً بما كان الله سيعطيهم مقابل تبيينه للناس.. ثمنًا قليلًا بالمعايير الإلهية.. بئس ما يشترون.
 
الخلاصة: جماعةٌ تحصَّلت على “الكتاب” وأدركت حقيقته. فريق منهُم استطاع فك نصيب أو جزء من الكتابة ومضمونها بعد ما عقلوا أنَّه من عند الله، وعرفوا أنَّ فيه الدليل على أنَّ دين الله الوحيد من البداية هو الإسلام.. واستفادوا منه.. لكن أخفوا حقيقته وقرَّروا عدم إخبار المُسلمين به وما فُتِحَ عليهم منه..
 
من هُم هؤلاء؟ اسمع كلام الله:
 
[أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ]
 
طالما يقول الله أنهم هُم الذين كتبوا الكتاب بأيديهم وادَّعوا بأنه من عند الله فهو يتحدَّث عن أصحاب مشروع العهد القديم كتاب الديانة اليهودية.. الكتاب الذي أقنعوا الناس أنه كتاب سماوي.. كيف قاموا بهذه العملية؟
 
[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]
 
يلوون ألسنتهم بالكتاب.. هُم أنفسهم الذين حرَّفوا قراءة الكتاب.. لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ.. جعلوه بلسان أعجمي بينما هو بلسان عربي.
 
الآن سنذهب للواقع:
 
منذ قرون جماعة تحصَّلت على كتاب قديم، أول كتاب في الأرض، الكتابة التصويرية على الألواح، والموجود في مصر، وبعده مباشرةً عاشت هذه الجماعة ثورة علمية صناعية والخ.. منظومة فاسدة صعدت في هذا العالم عبر احتكار المعرفة وتضليل الناس وايذاء الشعوب وسرقتها.. لكنها قالت للناس أن الكتاب الذي تحصلت عليه في مصر وفككته فيه قصص سحرية خرافية وليس عالم واقعي وعلوم حقيقية.. وأخرجت منه قراءة بلسان أعجمي جبتي وليس عربي.. فهل القرآن يتحدَّث عنهُم؟ عن أصحاب خُدعة الجبت؟
 
[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا]
 
القرآن حي.. القرآن حقيقة عالمنا اليوم.
ما هي التوراة؟
 
التوراة نظام كتابة.. كتابة قديمة على الألواح الحجرية. كتابة مقدَّسة ولها قواعد علمية دقيقة لتفكيكها وإخراج مضمونها.
 
التوراة تُشكِّل أبرز دليل أثري علمي على عقيدة ولسان الفطرة الأولى في الأرض.. لأن منطقيًا لا يمكن الإستدلال على لغة أو عقيدة كانت موجودة قبل أول كتابة محفوظة.
 
لذلك، التوراة تشكِّل مرجعية التحكيم بين المسلمين وبين شياطين الصهيونية لإثبات من الأصل ومن الدخيل في هذه الأرض.
وردت كلمة التوراة ثمانية عشر مرة في القران ولم ترد أي منها على ان التوراة هي كتاب ورقي.
 
هذا مفهوم التوراة بإختصار. والمشروع الصهيوني قام على إبعادنا عن هذا المفهوم لحماية نفسه من السقوط بالقواعد المنطقية والعلمية.. إذ جعل الصراع بين نصَّين فقط.. بين كتاب العهد القديم الذي كتبوه بأيديهم وادَّعوا بأنه من عند الله.. وبين القرآن الذي أقنعونا بأنه نزل بعد العهد القديم فأصبحت المرجعية التاريخية والزمنية تعود لكتابهم وليس للقرآن..
 
هل فهمت الرابط بين مفهوم التوراة والمشروع الصهيوني؟
 
هل فهمت لماذا المشروع الصهيوني بدأ بغزو آل نابليون لمصر والسيطرة على حقيقة الكتابة التصويرية على الألواح الحجرية فيها؟
 
الآن.. كيف نتأكد من هذا الكلام؟ فلنبحث سويًا عن حقيقة التوراة في القرآن. لماذا في القرآن؟ لأننا نؤمن أنه النص الأصلي الصحيح والمعيار الأعلى.. وورود التوراة في القرآن على أنها أنزلها الله، يدفعنا بديهيًا للبحث عن حقيقتها في القرآن قبل البحث عنها في الوثائق التاريخية البشرية..
 
من خلال البحث عن التوراة في القرآن سنجد أن القرآن يمدح التوراة، ويقول فيها هدى ونور وأكثر من ذلك هي مرجعية الحكم الأول:
 
●[إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ]:
 
– فإذًا القرآن يقول أنزلنا التوراة بشكل عام كقاعدة عامة وليست مخصصة على أحد، وبأنها فيها هدى ونور، وهي مرجعية تحكيم للأنبياء المسلمين وليس مخصصة لنبي معيَّن. أي أنزلها الله ليحكم بها النبيون الذين أسلموا.
 
●ما علاقة موسى بالتوراة؟
 
– لا يوجد ولا آية تدل على تخصيص التوراة لموسى..
 
– وحتى اذا اعتبرنا التوراة هي الكتاب فلا يوجد ولا آية تقول إنا نزَّلنا الكتاب على موسى.. بل اللفظة المقترنة بموسى دائمًا هي “آتينا موسى الكتاب”.
 
– فإذًا الله آتى موسى الكتاب. وطبعًا يوجد فرق بين الكتاب والتوراة وإلّا لما كان الله فصلهما عن بعضهما حين يقول عن عيسى [وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ].
 
– ولاحظ هنا أيضًا كلمة (يعلمه) تدل على أن عيسى تحصل عليها بعد ان كانت موجودة مسبقًا، ولم ينزلها الله عليه.
 
●الخلاصة إلى الآن:
 
■ التوراة لم تنزل على شخص محدد، بل جعلها الله كمرجعية تحكيم أساسية.
■ كل النبيين كان معهم التوراة، وموسى لو أتاه الله التوراة فهذا طبيعي لأنه نبي مُسلِم.
■ التوراة خاصة بالمسلمين وفيها هدى ونور. وليس كتاب ديانة ثانية.
■ التوراة لم تنزل على موسى، والكتاب لم ينزل على موسى، بل اتاه الله الكتاب، وعلَّمه الكتاب.
 
●السؤال الأهم ماذا يوجد في التوراة؟
 
-فيها حكم الله [وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ]
 
-فيها هدى ونور [إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا]
 
-فيها مكتوب النبي الأُمِّي [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ]
 
-فيها مثل محمد والذين معه [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ]
 
●فإذًا التوراة ليست الكتاب.. ولكن مكتوب فيها النبي الأمي.. وهي مرتبطة دائمًا بالكتاب.. فهل هي كتابة..؟
 
– يقول مكتوب في التوراة، كأننا نقول مكتوب في النسخ والرقعة مثلًا.. وهذه الحقيقة توضح الآيات التي تقول “يعلِّمه التوراة”، وتعطي معنًا اوضح لآية:
 
●[إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء]:
 
 – فالآية تتحدث عن شيئ مجهول وعن كتاب الله، وهذا الشيئ المجهول مرتبط بكتاب الله لأنه سيكون مصدر تحكيم.. أي عبر هذا الشيئ سيحكم الانبياء الذين اسلموا للذين هادوا… والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله.. من الكتاب.. فإذًا التوراة شيئ يظهر مضمون الكتاب.. فكيف يكون التحكيم أو الحُكم؟
 
●[وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا]:
 
 الحكم عربي، اظهار مضمون الكتاب يكون بالعربي.. فإذًا هي خطوط كتابية قديمة والإختلاف حول لغتها.. بمعنى آخر هي كتابة قديمة جدًا مقدسة أنزلها الله ويعلمها لأنبيائه.. وحصل الخلاف والضلال بسبب تغيير لغتها.
 
●انظر حولك في الواقع.. ما هي الكتابة القديمة الموجودة على ألواح حجرية وقام المشروع الصهيوني بإخفاء حقيقتها وتفكيكها زورًا بلسان أعجمي وإخراج كلمات محرفة منها..؟
 
– نعم.. المشروع بدأ من مصر، والقرآن نبأنا نحن.
 
[قُل هو نبأ عظيم، أنتم عنه معرضون]
القران هو قراءة الكتاب..هو مقروء الكتاب الموجود في مصر.
 
القرآن موجود في كتابات الأولين.. في كتاب قديم جدًا بالتالي ليس قرطاسًا ورقيًا، وإنما لوح حجري.
 
القران لم يكن مكتوبا بالخط العثماني..كان مكتوب بخط التوراة (المسمى زورا الهيروغليفية) وأجدادنا حفظوا القران منه.
 
●مفردة “القرآن” معناها ليس كتاب الله كما يعتقد المُسلمون اليوم.. مفردة (قرآن) كانت تُستعمَل في لساننا لأي قراءة لأي كتابة، واستبدلت اللفظة بنفس الكلمة لكن بصيغة مؤنث ( قراءة ).. لماذا؟ كي لا نتخيَّل أننا نملك القراءة.. كي لا نعرف أننا نملك قراءة كتاب الله وليس الكتابة الأصلية.. أي أنَّ القرآن الذي معنا هو قراءة صحيحة لكتاب قديم من عند الله. أول كتاب في الأرض.. هذا جوهر اللعبة.
 
– نعم أي قراءة لأي كتاب كُنا نسميها “قُرآن”.. فنقول (إقرأ قُرآن جيد للكتاب) اي إقرأ قراءة جيدة للكتابة. أمَّا القرآن مع ال التعريف هو “القراءة” لكتاب الله. القرآن الكريم هو القراءة الكريمة.
 
● قرآن الكتاب هو القراءة الصحيحة للكتاب.
[فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ].
 
– هذه الحقيقة تم إبعادنا عنها.. القرآن هو قراءة من ذلك الكتاب، أول كتاب في الأرض، قراءة الكتابة الأولى في الأرض.
 
●[ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ]
 
●[نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ]:
 
– نعم القرآن موجود في كتابات الأولين.. في كتاب قديم جدًا بالتالي ليس قرطاسًا ورقيًا، وإنما لوح حجري.. كتاب تم إخفاء حقيقته عن الناس. إسمع:
 
[إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ]
 
[بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ]
 
والأنباء الموجودة في الكتاب، ذلك الكتاب، الكتابة الأولى.. هي نبوءات مكتوبة من البداية وتتحقق تباعًا في الواقع.
 
[قُل هو نبأٌ عظيم * أنتُم عنهُ مُعرِضون]
 
●لماذا مفردات أساسية مثل قراءة، كتابة، لغة، وغيرها.. غير موجودة في القُرآن؟ هل لأنَّها مصطلحات مُستحدثَة؟ ولماذا؟
 
– لو ندقِّق في لساننا من خلال ثقافتنا الشعبية وكلمات القُرآن، سنجد ملاحظة هامة مفيدة لفهم خطابه.. لدينا مفردات تغيَّرت صيغتها من المُذكَّر إلى المؤنَّث، مثال: كُنَّا نقول لسان عربي وليس لغة عربية.
 
 ●المصطلح الأصل هو لسان وليس لغة.. نقول مثلًا فلان “لسانه زفر” ولا نقول “لغته زفرة”. 
 
– مصطلح لسان في القرآن هو مصطلح “لغة” في وعينا الحالي، وكلمة لغة مأخوذة من “لغو” بالتالي من الخطأ قول “لغة عربية” لأنَّ معناها في لساننا الأصلي “لغو عربي”. أيضًا كنا نقول “كتاب” وليس كتابة. كنا نقول أكتب كتاب عربي وليس “كتابة” عربية.. لذا لا نجد مفردة “كتابة” في القرآن.
 
●ومفردة “كتاب” في القرآن تشمل معنى “كتابة” بحسب وعينا الحالي. 
 
– لاحظ أيضًا كلمة ذاكرة التي نستعملها، غير موجودة في القرآن. الكلمة الأصلية ذِكر.. أو مثلًا كلمة نبوءة على أهميتها أيضًا غير موجودة في القرآن، لأن الكلمة الأصلية نبأ.. أو مثلًا حقيقة، أصلها حقيق أو حق، والخ.
 
●الكثير من المفردات تبدَّلت وأصبحت بصيغتين مذكَّر ومؤنَّث.. 
 
– والمشكلة أننا أصبحنا نعتقد أنَّ الصيغتين تحملان معنيين مختلفين، فتغيَّر مفهوم الكلمة في وعينا الحالي.. يعني عندما يقول القرآن كلمة نبأ لا نتخيَّل أبدًا أنه يقصد نبوءة في وعينا الحالي، وعندما يقول ذكر لا نتخيَّل أنه يقصد ذاكرة، وعندما يقول كتاب لا نتخيَّل أنه يقصد كتابة.. والخ..
 
●حتمًا هذا التحول كان مفروضًا وممنهجًا.. لماذا؟ الهدف كان تحريف وعينا بالنسبة لمفهوم الكتاب وخصوصًا إلغاء حقيقة القرآن نفسه.
 
[كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ].
 
 
القُرآن “نُبوَّة” آخر الزمان:
 
شرحنا سابقًا أنَّ القرآن فيه نبوءات، أي فيه أنباء تحصُل من حولنا ولكن نحنُ عنها غافلون.. فكيف ذلك؟
 
لنأخذ مثال الآية التالية:
 
[وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ]:
 
الله يكلِّمنا هنا عن حادثة مُعيَّنة مثل إجتماع للأعداء قرَّروا فيه أن لا يسمعوا للقرآن وأن يلغوا فيه كي ينتصروا علينا..
 
الحادثة ترد في القرآن بصيغة الماضي (وقالَ)، ولكن هل وقعت قبل نزول القرآن؟
 
هل ممكن للأعداء أن يُقرِّروا بأن لا يسمعوا للقُرآن قبل نزوله؟ مُستحيل..
 
لأنَّهم عندما يقولون “هذا القُرآن” فهو كيان كامل موجود أمامهم، أي نازل ويقرؤونه، وهُم لا يريدون السماع له أو اتِّباعه..
 
فإذًا هذه الحادثة المذكورة في القُرآن وقعت بعد نزوله، بالتالي هي “نبوءة” أتى بها القُرآن ستحصُل..
 
وهذا يُفسِّر قاعدة النبوَّة في قوله تعالى [قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ *لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ]..
 
لكن لماذا صيغة الماضي غالبة في القُرآن؟
 
لأنَّ المُتكلِّم هو الله، والله غير خاضع للزمن، وكُل ما يحصُل وسيحصُل بالنسبة لنا، قد وقع بالنسبة له هو..
 
المشهد من البداية إلى النهاية موجود أمامه، هو الذي عَلِمَ بما كان قبل أن يكون..
 
للتأكيد سنأخذ نبأ آخر:
 
[وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ]..
 
هذه الآية عن أهل الجنة والنار نبوءة لم تحصُل بعد بالنسبة لنا، ولكنها ترد بصيغة الماضي، فإذًا المعيار لموضعة الأنباء على الخط الزمني ليس صيغة الماضي نفسها..
 
الآن سنعود للآية الأولى ونسأل متى وقعت هذه الحادثة أو هذا الإجتماع الذي قرر فيه الأعداء إلغاء ما في القرآن للإنتصار علينا؟
 
الجواب بسيط، عندما قاموا بلعبة العهد القديم تمهيدًا لإختراق أرضنا..
 
جعلوا “الكتاب” قصص وقعت في قديم الزمان وأسقطوا عليه معاني مغلوطة بسبب الترجمات المحرفة، وجعلوا تلك القصص تفسيرات لقرآننا وأدخلوها في منظومتنا الروائية عند كتابة أرشيفنا أثناء الحكم العثماني، وبالتالي ألغوا معاني القرآن الحقيقية في عقولنا..
 
[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]
 
[قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ].

عندما ينزل الله كلامًا له سينزله بلسان يفهمه الناس، لكن هل يُعقَل بأنَّ الله الإله الواحد سينزل نفس الكلام بلغتين مختلفتين؟

نحن معانا قصة موسى ويوسف وآدم والخ بلسان عربي، والديانة اليهودية اليوم معاها قصص مشابهة باللغة العبرية.. لماذا هذه الظاهرة؟

لو كانت طبيعية لكان من الأولى أن ينزل الله نفس هذه القصص باللغة الصينية واليابانية والإنكليزية والكنغولية والخ ويرسل رسول لكل دولة عندها لغة خاصة بدل أن تكون مثلًا الشعوب اليهودية اليوم تملك ترجمة للعهد القديم مقدَّسة بلغتهم المحلية..

فلماذا لا يُقدِّسون اللسان الأصلي لكتابهم كما هو حال المُسلمين في العالم..

هذا ليس سياق طبيعي لديانة أصلية تقدِّس لسان الكلام الذي نزل به نصَّهُم المقدَّس.

كما يعرف جميع المسلمين قصص القرآن ليست مثل قصص كتاب اليهود..

نعم يوجد تشابُه في الإطار العام لقصص الأنبياء لكن اللسان مختلف وأسلوب سرد القصص مختلف..

والإختلاف الجوهري هو صيغة المخاطَب، فالخِطاب الحي في القرآن غير موجود في كتاب اليهود..

فهل يُعقَل بأنَّ كتاب اليهود المختلف والواضح أنه محاولة تقليد، هل يُعقَل أنَّ إسمه التوراة والله يمدح التوراة في القرآن؟

هل يُعقَل أن يملك المسلم نص مُقدَّس يمدح التوراة كتاب اليهود وهو يؤمن أنَّ كتاب اليهود محرَّف وليس حق؟

أساسًا هل يُعقَل أنَّ اليهود جماعة أصيلة أصحاب دين سماوي يقومون بتحريف كتابهم؟ هل يوجد جماعة بشرية لديها نص أصلي سماوي تقوم بتحريفه؟

عندما نُسمِّي كتاب اليهود التوراة، ونعتقد أنه مُحرَّف، ونحن نملك كلام مقدَّس يحتوي على نفس قصص كتاب اليهود..

فالمفروض بحسب هذا المنطق أن يكون قرآننا هو المطابق للتوراة قبل التحريف.. لأنَّ الإله واحد والقصص واحدة..

هذا هو المدخل الأساس.. الله أنزل دين واحد فقط، ونحن المُسلمون نملك النص الأصلي لهذه القصص، واليهود معاهم نص مُحرَّف عن هذا النص الأصلي، نص مُحرَّف عن النص الذي نملكه نحن..

كتابهم ليس سوى عملية تحريف للقرآن الذي نملكه..

بمعنى آخر، نحن المُسلمون نملك القراءة الصحيحة للكتاب المكتوب بكتابة التوراة.. القُرآن يعني قراءة.. نحنُ نملك قرآن التوراة الحق.. قرآن الكتاب…

والكتاب أوَّل كتاب في الأرض، ألواح حجرية قديمة، مكتوب عليها بكتابة تصويرية قديمة ومُقدَّسة..

الكتابة اسمها التوراة… وهي مرجعية التحكيم بيننا وبينهم لأنها الدليل المادي لإظهار من هو الأصل ومن هو المُزيَّف..

كلام الله منذ البداية كان يُكتب من قبل الأنبياء بكتابة مُقدَّسة توقيفية.. وهذا الكتاب الأول مرجع الناس جميعًا..

كتاب الفطرة الأولى، الحقيقة الأولى، اللسان الأول في الأرض، الأسماء الأولى..

لاحظ كيف يصبح معنى الآيات واضِح جدًا:

[إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ]
[وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ]
[كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا]
[لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ]

الكتاب يُقرأ باللسان العربي، لأنه أوَّل لسان في الأرض، لهذا الله يُشدِّد على كون القُرآن عربي، وأي رسول هو حتمًا يتكلم باللسان العربي بالإضافة للسان قومه..

لأنه يؤتى الكتاب وعبره سيقوم بإظهار الحق لقومه..

سيحكم لهم من الكتاب.. وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا.. كتابات الأوَّلين..

أما الأعداء.. فقد أخرجوا قراءة مُحرَّفة بلسان أعجمي..

فأدخلوا الناس في أكاذيب ضخمة وزمن وهمي.. هذه هي الخلاصة..

المطلوب فقط أن نبحث عن الجماعة الذين حرَّفوا قراءة أول كتاب في الأرض..

سنعرف أين الكتاب، وسندرك أنَّ القرآن حي يخاطبنا نحن اليوم، سنرى بوضوح حقيقة المشروع الصهيوني، سندرك أنَّ القرآن نبأ لنا نحنُ لإخراجنا من مشروعهم الشيطاني.

[قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون].

● القُرآن يقول لنا بأنَّ الكتاب فيه تفصيل وتبيان لكُلِّ شيئ.. والله عندما يقول تفصيل وتبيان لكلِّ شيء يقصد فعليًا كل شيئ.. لأنَّ كلامه حق.

[ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْئ]
[وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيئ]

 – أمَّا بالنسبة للقُرآن، فهو قراءة من الكتاب.. [اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ].. لكن هل القُرآن فيه تفصيل لكلِّ شيئ؟

[نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ]
[وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ]

– فإذًا القُرآن تعاليم، وأنباء، لإنذارنا وإخراجنا من الظلمات، ولمعرفة حقيقة عالمنا اليوم. القرآن معيار وبوصلة المؤمنين.. لكن ليس فيه كل القصص والعِلم والمعلومات التاريخية.

-على سبيل المثال فإنَّ قصص بعض الرسل كما يقول الله غير مذكورة في القُرآن.. وهذه النقطة مهمة لإدراك لماذا الكتاب فيه تفصيل لكلِّ شيئ.. فالقُرآن بشكل عام يعمل على توجيهنا نحو الكتاب.. لأنَّ الكتاب هو الذي فيه كل شيء.

[مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْئ]

● بحسب القرآن أيضًا الأعداء أوتوا نصيبًا من “الكِتاب”.. أوتوا الكتاب من قبلنا.. واستفادوا منه وأخفوا الحقيقة عن الناس.
كيف؟ إسمع:

[وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ]

● كَتَموا الكتاب عن الناس واشتروا به ثمنًا قليلًا.. من هُم هؤلاء؟ وما معنى اشتروا به ثمنًا قليلًا؟

في البداية سنبحث عن الذين أوتوا الكتاب:

[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ]:

– جماعة أوتوا الكتاب.. تحصَّلوا عليه.. كتاب مرتبط بحقيقة أن دين الله هو الإسلام.. اختلفوا من بعد ما جاءهم العِلم. من بعد ما علموا الحقيقة.

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ]:

– فريق منهم يريد تضليلنا وإبعادنا عن الإيمان.

[لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا]:

– يعملون على إيذائنا.. ومعلومة جديدة تظهر هنا هي أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا..

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ]:

-إعادة لفكرة أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا.. قبل المؤمنين.

– فإذًا القرآن يخاطِب المؤمنين به، ويحدِّثُهم عن جماعة أوتوا الكتاب من قبلهم.. والكتاب أول كتاب في الأرض

[ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ].. 

لكنهم قرروا إخفاء الحقيقة عن الناس.

سنكمل البحث في القُرآن عن الجماعة الذين يخفون الحق الموجود في الكتاب ويعملون على تضليلنا:

[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ]:

– معلومة جديدة تظهر هنا وهي أنهم أوتوا نصيبًا من الكتاب.. اي استفادوا من العِلم الموجود فيه.. ليس كله.. نصيبًا منه.. وهذا يعيدنا للآية الأولى.. واشتروا به ثمنًا قليلًا.. أي أنَّ ما تحصَّلوا عليه في هذه الدنيا من وراء إخفائه هو قليل جدًا مقارنةً بما كان الله سيعطيهم مقابل تبيينه للناس.. ثمنًا قليلًا بالمعايير الإلهية.. بئس ما يشترون.

● الخلاصة: جماعةٌ تحصَّلت على “الكتاب” وأدركت حقيقته. فريق منهُم استطاع فك نصيب أو جزء من الكتابة ومضمونها بعد ما عقلوا أنَّه من عند الله، وعرفوا أنَّ فيه الدليل على أنَّ دين الله الوحيد من البداية هو الإسلام.. واستفادوا منه.. لكن أخفوا حقيقته وقرَّروا عدم إخبار المُسلمين به وما فُتِحَ عليهم منه..

● من هُم هؤلاء؟ اسمع كلام الله:

[أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ]

– طالما يقول الله أنهم هُم الذين كتبوا الكتاب بأيديهم وادَّعوا بأنه من عند الله فهو يتحدَّث عن أصحاب مشروع العهد القديم كتاب الديانة اليهودية.. الكتاب الذي أقنعوا الناس أنه كتاب سماوي.. كيف قاموا بهذه العملية؟

[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]

– يلوون ألسنتهم بالكتاب.. هُم أنفسهم الذين حرَّفوا قراءة الكتاب.. لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ.. جعلوه بلسان أعجمي بينما هو بلسان عربي.

– الآن.. لنخرُج من رواية الغرب التي تقول بأنَّ الألواح التي أوتيت لموسى هي ألواح خشبية نزلت عليه من السماء، وكأنَّ الله رماها له.. لنخرج من هذا المنطق الخيالي الكرتوني. فالألواح التي أوتيت لموسى ألواح حجرية قديمة جدًا تحصَّل عليها في مصر. هذا منطق الواقع.. فهل القرآن يتحدث عن كتابة قديمة على ألواح حجرية في مصر؟ وهل يتطابق هذا المنطق مع قضيتنا اليوم؟

● من أقل من ثلاثة قرون جماعة من الغرب تحصَّلت على كتاب قديم، أول كتاب في الأرض، الكتابة التصويرية على الألواح، والموجود في مصر، وبعده مباشرةً عاشت هذه الجماعة ثورة علمية صناعية والخ.. منظومة فاسدة صعدت في هذا العالم عبر احتكار المعرفة وتضليل الناس وايذاء الشعوب وسرقتها.. لكنها قالت للناس أن الكتاب الذي تحصلت عليه في مصر وفككته فيه قصص سحرية خرافية وليس عالم واقعي وعلوم حقيقية.. وأخرجت منه قراءة بلسان أعجمي جبتي وليس عربي.. فهل القرآن يتحدَّث عنهُم؟ عن أصحاب خُدعة الجبت؟

[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا]

●هل أدركتَ لماذا القُرآن يبدأ كلامه بعبارة “ذلك الكتاب”؟

– القرآن حي.. القرآن حقيقة عالمنا اليوم.

القُرآن لم يصِل إلينا بالطريقة التي فرضتها الرواية الرسمية..
 
القُرآن لم يكُن مكتوبًا من البداية بهذا الرسم العثماني الذي نستعمله اليوم، ولا حتى بنفس هذا الخط بدون تنقيط..
 
هذه الرواية المفروضة علينا غير صحيحة.. ومستحيلة.. لماذا؟
 
●لو نتأمَّل واقع أجدادنا سنجد أنهم كانوا يحفظون القرآن مع أنهم لا يعرفون القراءة والكتابة بهذا الخط..
 
– فلو كان الناس يؤمنون أنَّ هذا الخط توقيفي ملازم للقرآن من بداية وصوله لهم لكانوا تعلَّموه أيضًا.. 
 
●لماذا يحفظون النص ككلام فقط بدون الكتابة؟
 
– ببساطة لأنَّ المقدَّس هو القرآن، أي القراءة، أي النص الصوتي، وليس الرسم العثماني.. المُقدَّس هو الكلام، القُرآن، لهذا حفظوه.. الناس يحفظون المقدَّس.
 
●بمعنى آخر، لو كان هذا الرسم ملازمًا للقرآن من البداية لكان كل بيت عربي اليوم يملك نسخة قديمة من أجداده مكتوب فيها القران بالرسم العثماني تعود لما قبل دخول الطابعة.. نحن أمة تقدِّس القرآن، فهل يعقل أننا لا نملك ولا مخطوطة قديمة للقرآن قبل الطابعة؟
 
– سيقول البعض نعم يوجد.. لكن نحن لا نقصد مخطوطة هنا ومخطوطتين هناك في متحف في تركيا أو في مكان ثان.. نتكلَّم عن ثقافة أمة كاملة.. هذا القران مقدَّس، فالمفروض كل بيت من بيوتنا يملك نسخة قديمة ورثها من أجداده كإمتداد غير منقطع من وقت ظهور القرآن لليوم.. أين هي؟
 
– سيقول البعض تم حرق المكتبات.. لكن نتكلَّم عن بيوتنا وبيوت أجدادنا وليس عن مكتبات.. المفروض أجدادنا يمكلون مصاحف ويتوارثونها بطريقة مقدَّسة.. أنظر حولك كيف نهتم بالمصاحف اليوم ونقدِّسها ستفهم المقصد.. لم تدَّعِ ولا دولة من دول رواية التاريخ أنها حرقت المصاحف.. فكلها كانت حاكمة بإسم الإسلام، فأين مصاحف أجدادنا القديمة التي يجب أن تملأ كل بيت؟؟ فكِّر بهدوء..
 
●لماذا من الصعب علينا إدراك أن القرآن كان مكتوبًا في الأصل بخط كتابي أصلي قديم جدًا، وليس بهذا الرسم العثماني؟ ما المانع أن يكون القرآن مكتوب بكتابة أصلية قديمة.. أول كتابة في الأرض.. كتابات الأولين.. ألا تُفسِّر هذه الحقيقة قول الله بأنَّ القُرآن موجود في زُبُر الأولين؟
 
– نعم.. هذه الحقيقة الوحيدة التي تُفسِّر كلام القرآن عن نفسه:
 
●[نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ]:
 
– وإنه لفي زبر الأولين.. القرآن بلسان عربي مبين موجود في كتابات الأولين. فكِّر فيها جيِّدًا. كلام الله باللغة العربية موجود في كتابات الأولين..
 
– يعني يوجد كتابة للسان العربي قديمة جدًا قبل هذا الرسم العثماني.. كتابة الأولين.
 
– يعني القرآن حتمًا كان مكتوبًا بكتابة قديمة مختلفة.. وكتابة الأولين لا تعني أبدًا نظام حرفي كالذي يستخدمه البشر اليوم، ولا تعني أبدًا حبر على ورق..
 
– بل تعني نظام كتابي مختلف كليًا، الكتابة التصويرية.. كتابة على ألواح حجرية.. ألواح تم الكذب بشأن حقيقتها لإبعاد الناس عنها.
 
●هذه الحقيقة الوحيدة التي تفسر كلام القران عن نفسه عندما يقول أنه موجود في لوح قديم محفوظ والأعداء يخفون هذه الحقيقة.. إسمع ماذا يقول القرآن عن نفسه:
 
[بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ]:
 
– وطالما يتحدث عن كتابة قديمة وألواح فهو يتحدث عن المفهوم الأصلي التوقيفي للكتاب.. عن أول كتاب في الأرض. وهذه الحقيقة الوحيدة التي تفسِّر مواجهة الوحي للأعداء عندما يتحداهم بأن يأتوا بكتاب من قبله.. إسمع:
 
●[ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ]:
 
– فهل يوجد كتاب قديم يقوم الشياطين بإخفاء حقيقته عن الناس، وهو الكتاب الذي فيه تفصيل لكلِّ شيء، وفيه القرآن الذي نملكه اليوم؟
 
نعم.. ذلك الكتاب لا ريب فيه.
 
●الكتاب الذي ارتبط به كل النبيين من البداية.. من يقرأ القرآن بدون رواية التفسير سيرى بأن خطاب القرآن مشغول بالكتاب.. كل حديثه عن الكتاب، أول جملة تقول “ذلك الكتاب”.. وسيرى بأن كل الأنبياء ارتبطوا بالكتاب.. يحيى أخذ الكتاب بقوة، عيسى أتاه الله الكتاب، موسى أوتي الكتاب.. نفس المصطلح.. “الكتاب”.
 
– نعم موسى أوتي الكتاب بمصر.. والكتاب تم إخفاءه عن المسلمين وكل الناس من بعد موسى. الكتاب مُخبَّأ عن الناس اليوم.. مكنون.
 
هذا يفسِّر لنا وصف القرآن لنفسه:
 
[إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ]
 
●كيف تم اخفاء حقيقة الكتاب؟
 
– عبر قراءته قراءة مغلوطة بلسان أعجمي من الذين أوتوه من قبلنا.. الذين يؤمنون بالجبت.. فقاموا بأخراج معلومات وهمية منه وإقناع الناس بها.
 
[لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ].
 
هذا العالم المُزيَّف الكاذب لن يسقط إلا بخروج من يعيد المؤمنين للكتاب ويعلِّمهم الكتاب، بعد أن كانوا في ضلال مُبين.
 
[فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ]
 

لماذا مفردات أساسية مثل قراءة، كتابة، لغة، وغيرها.. غير موجودة في القُرآن؟

هل لأنَّها مصطلحات مُستحدثَة؟ ولماذا؟

لو ندقِّق في لساننا من خلال ثقافتنا الشعبية وكلمات القُرآن، سنجد ملاحظة هامة مفيدة لفهم خطابه.. لدينا مفردات تغيَّرت صيغتها من المُذكَّر إلى المؤنَّث، مثال:

كُنَّا نقول لسان عربي وليس لغة عربية. المصطلح الأصل هو لسان وليس لغة.. نقول مثلًا فلان “لسانه زفر” ولا نقول “لغته زفرة”. مصطلح لسان في القرآن هو مصطلح “لغة” في وعينا الحالي، وكلمة لغة مأخوذة من “لغو” بالتالي من الخطأ قول “لغة عربية” لأنَّ معناها في لساننا الأصلي “لغو عربي”.

أيضًا كنا نقول “كتاب” وليس كتابة. كنا نقول أكتب كتاب عربي وليس “كتابة” عربية.. لذا لا نجد مفردة “كتابة” في القرآن. ومفردة “كتاب” في القرآن تشمل معنى “كتابة” بحسب وعينا الحالي.

لاحظ أيضًا كلمة ذاكرة التي نستعملها، غير موجودة في القرآن. الكلمة الأصلية ذِكر.. أو مثلًا كلمة نبوءة على أهميتها أيضًا غير موجودة في القرآن، لأن الكلمة الأصلية نبأ.. أو مثلًا حقيقة، أصلها حقيق أو حق، والخ.

الكثير من المفردات تبدَّلت وأصبحت بصيغتين مذكَّر ومؤنَّث.. والمشكلة أننا أصبحنا نعتقد أنَّ الصيغتين تحملان معنيين مختلفين، فتغيَّر مفهوم الكلمة في وعينا الحالي.. يعني عندما يقول القرآن كلمة نبأ لا نتخيَّل أبدًا أنه يقصد نبوءة في وعينا الحالي، وعندما يقول ذكر لا نتخيَّل أنه يقصد ذاكرة، وعندما يقول كتاب لا نتخيَّل أنه يقصد كتابة.. والخ..

حتمًا هذا التحول كان مفروضًا وممنهجًا.. لماذا؟

الهدف كان تحريف وعينا بالنسبة لمفهوم الكتاب وخصوصًا إلغاء حقيقة القرآن نفسه. لأنَّ مفردة “القرآن” معناها ليس كتاب الله كما يعتقد المُسلمون اليوم.. مفردة (قرآن) كانت تُستعمَل في لساننا لأي قراءة لأي كتابة، واستبدلت اللفظة بنفس الكلمة لكن بصيغة مؤنث ( قراءة ).. لماذا؟ كي لا نتخيَّل أننا نملك القراءة.. كي لا نعرف أننا نملك قراءة كتاب الله وليس الكتابة الأصلية.. أي أنَّ القرآن الذي معنا هو قراءة صحيحة لكتاب قديم من عند الله. أول كتاب في الأرض.. هذا جوهر اللعبة.

نعم أي قراءة لأي كتاب كُنا نسميها “قُرآن”.. فنقول (إقرأ قُرآن جيد للكتاب) اي إقرأ قراءة جيدة للكتابة. أمَّا القرآن مع ال التعريف هو “القراءة” لكتاب الله. القرآن الكريم هو القراءة الكريمة.

قرآن الكتاب هو القراءة الصحيحة للكتاب.

[فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ].

هذه الحقيقة تم إبعادنا عنها.. القرآن هو قراءة من ذلك الكتاب، أول كتاب في الأرض، قراءة الكتابة الأولى في الأرض.

[ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ]

[نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ]

نعم القرآن موجود في كتابات الأولين.. في كتاب قديم جدًا بالتالي ليس قرطاسًا ورقيًا، وإنما لوح حجري.. كتاب تم إخفاء حقيقته عن الناس. إسمع:

[إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ]

[بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ]

والأنباء الموجودة في الكتاب، ذلك الكتاب، الكتابة الأولى.. هي نبوءات مكتوبة من البداية وتتحقق تباعًا في الواقع.

[قُل هو نبأٌ عظيم * أنتُم عنهُ مُعرِضون]

 

لماذا يقول الرَّسول بأنَّ قومه اتَّخذوا القُرآن مهجورًا؟

[وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا]

حسب التصوُّر من داخل رواية مكة، فإنَّ الرسول جاء بالقُرآن لقومه، وأعطاهم آياته على مراحل لمدة أكثر من عشرين سنة، وبعد موته تم جمع القُرآن..

فهل يعقل أن يقول الرسول عن قومه، الذين لا يملكون القُرآن، بأنهم اتَّخذوه مهجورًا؟

ولماذا يقول “هذا” القُرآن؟ أليست إشارة أنه يتكلَّم عن كيان كامل موجود ومتاح للناس؟

فكيف يقول أنهم اتخذوه مهجورا وهو الذي جاء به إليهم على مراحل ومات قبل أن يتم جمعه ونشره للناس؟

هذا التصوُّر مستحيل.

منطقيًا الرسول يقول هذا الكلام في النهاية..

أي يتحدث عن قومه الذين يملكون القُرآن كثقافة قديمة راسخة وليس كظاهرة جديدة..

هذا هو السياق الصحيح والتفسير المُعتمد بشكل عام..

لكن السؤال الذي يفرض نفسه:

لماذا الرسول في الآخِر سيقول بأنَّ قومه اتخذوا القرآن مهجورًا طالما يوجد الكثير من المُسلمين يُقدِّسون القُرآن ويلتزمون به؟

كيف يقول الرسول هذا الكلام والمسلمون يقرؤون القُرآن ويحفظونه ونملك العديد من كتب التفسير وفي كل منطقة هناك ثقافة سماع القُرآن والأمسيات القُرآنية، وفي كل منطقة من مختلف المذاهب يوجد ناس صالحون يلتزمون بتعاليم القُرآن..

فهل يعقل أنَّ الرسول سيُعمِّم فيظلم فئة من قومه؟

هذا التصوُّر أيضًا مُستحيل. لأن الرسول لن يظلم أحدًا، وعندما سيقول بأنَّ قومه اتخذوا القُرآن مهجورًا فلأنَّ قومه فعلًا اتخذوا القُرآن مهجورًا..

وهذا معناه ببساطة أنَّ ما نقوم به اليوم من قراءة أو سماع أو حفظ للقُرآن والتفسير من داخل الرواية..

كل هذا لن يغيِّر من حقيقة أننا اتخذنا القُرآن مهجورًا.

هناك منطق مختلف يمكن أن يساعدنا على فهم لماذا الرسول سيقول هذا الكلام عن قومه..

ماذا لو أننا هجرنا حقيقة القُرآن؟ نملك القُرآن لكن لا نعلم حقيقته..

هجرنا حقيقة أنه قراءة من الكتاب، حقيقة من أين جاء القُرآن، من أي كتاب، حقيقة زمن الخطاب، زمن الرسول المُخاطَب..

هل هجران حقيقة القُرآن هو ما سيقصده الرسول بقوله في النهاية؟ نعم.. لقد هجرنا قرآن ذلك الكتاب الذي ارتبط به كل النبيِّين المسلمين.

وهذه الحقيقة تغيِّر كل المفاهيم المفروضة، وعندما نعود لحقيقة أنَّ القُرآن قراءة من أول كتاب في الأرض، كل مقاربتنا لخطاب القرآن وكلامه عن الكتاب ستختلف..

وسننتبه أن رواية مكة التي جعلت الإسلام آخر دين وجعلت القرآن آخر كتاب دين لكن يصل للناس بدون وجود كتابة مقدسة يتلوه منها الرسول..

سننتبه أنها رواية مغلوطة هدفها منعنا من فهم خطاب القرآن ومنعنا من إدراك حقيقة واقعنا وحقيقة الظلمات التي تم إدخالنا فيها.

بالتالي.. متى سيقول الرسول هذا الكلام؟

عندما يخرج في النهاية ليقرأ ذلك الكتاب لقومه الذين هُم أصلًا مُسلمين ويملكون القُرآن.

[قُلْ هَُوَ نبأٌ عَظِيمٌ أنتُمْ عنهُ معرِضون]

أين الأنبياء؟
 
●لماذا، وفق منهجية علم الآثار المفروضة، لا يوجد ذكر لأنبياء القُرآن في نقوش وكتابات المنطقة القديمة؟
 
هذا السؤال الذي يجب أن يطرحه كُل مُسلِم…كُل هذه الإكتشافات الضخمة والتفكيكات لنقوش المنطقة ولا يوجد ذكر لأي من الأنبياء في أي مكان في المنطقة.. وكأنهم مثل الوهم التاريخي، وكأنَّ كلام الله كاذب..
 
طبعًا هذا السؤال مرَّ بخاطر الكثير، بل إنَّ هذه الحالة جعلت الكثير من الباحثين يعتقدون بأنَّ الأنبياء قصص مجازية للعبرة فقط..
 
والأمر المُهِم الذي يتجاهله الكثير من المُسلِمين هو أنَّ نقوش المنطقة (وعلى رأسها نقوش مصر) ليس فيها ذكر للأنبياء لكن فيها ذكر لعدد كبير جدًا لملوك وشخصيات لا تعبد الله وتعبد آلهة متعددة مثل راعمسيس، سرجون، شيشناق، حمورابي وغيرها الكثير الذي أخرجها الغرب من النقوش.
 
●ما هو المُهِم في هذه الظاهرة؟
 
– هذه الشخصيات موجودة في كتاب الغرب البايبل (بفرعيه العهد القديم والعهد الجديد) المكتوب بعدد كبير من اللغات والذي يحسبه المُسلِم توراة وإنجيل، أي يحسبه كتاب من عند الله وكتاب أديان من عند الله.. لكنها ليست موجودة في القُرآن.
 
●نعم البايبل فيه نوعين من الشخصيات:
 
-الأول شخصيات ملوك وأبطال لا تحمل صفة دينية وغير مذكورة في القرآن لكن موجودة في نقوش المنطقة مثل راعمسيس وحمورابي وسنحاريب وسرجون وقورش وشيشناق ونبوخذنصر والخ..
 
-النوع الثاني شخصيات تحمل صفة دينية وتشبه نوعا ما شخصيات أنبياء موجودة في القرآن وقصصها يشبه نوعًا ما قصص أنبياء القران مثل شولومون ابراهام جاكوب جوزيف موشي والخ..
 
●الآن.. لو نبحث في كشوفات الآثار تبع الغرب، طبعًا الغرب هو من يكتشف آثارنا ويفكك الكتابات القديمة في المنطقة، سنجد ملاحظة مهمة:
 
– بسهولة اكتشف الغرب في نقوشنا شخصيات النوع الأول تبع البايبل، مثل راعمسيس وشيشناق بالخط الهيروغليفي، وحمورابي وقورش بالخط المسماري والخ.. لكن حتى اليوم وبعد أكثر من 200 سنة من تفكيك نقوش المنطقة لم يكتشف الغرب أي أثر للنوع الثاني تبع البايبل مثل ابراهام وشولومون وجاكوب وموشي.. يا ترى ما السبب؟
 
هذا السؤال هو الذي يفضح اللعبة الغربية الصهيونية، ويسهل الوصول للجواب الحقيقي على سؤالنا الأصلي:
 
● لماذا لا يوجد ذكر لأنبياء القُرآن في علم الآثار ونقوش المنطقة؟
 
– كمؤمنين بأنَّ القُرآن حق وأنَّ أنبياء القُرآن أشخاص واقعيين وقصص حق جرى في الأرض، نؤمن أنها ليست صدفة أبدًا أن يكتشف الغرب أسماء شخصيات النوع الأول تبع كتابه وليس شخصيات النوع الثاني (الشخصيات الدينية)..
 
●العمل متعمد ومقصود وممنهج، لعدة أسباب:
 
– أولًا لو قال الغرب بأنه اكتشف أسماء النوع الثاني (الدينية) داخل نقوش المنطقة القديمة سيحصُل في اللاوعي عند المُسلِم اتصال تاريخي مع دينه، حتى لو لم تكن نفس الأسماء لكن مشابهة لها، وسيعرف أن دينه سياق قديم متصل بالبداية، بينما هدف الغرب صناعة وعي جديد عند المُسلِم بأنَّ دينه ظهر في مكة لسلخه عن الإرتباط بكتابات أجداده الأولين..كيف ذلك؟
 
– لو أخرج الغرب الشخصيات الدينية من النقوش، مع الوقت سيحصل جدل حول أسماء الأنبياء بين المُسلم وباقي الديانات.. مثل هل اسمه شولومون أو سليمان؟ جاكوب أو يعقوب؟ سيحصُل جدل حول لسان الكتابات القديمة، وحول طبيعة الدين الأول.. وعندها سيبدأ المُسلِم بفهم خطاب القرآن..
 
بمعنى آخر، سيفهم المُسلِم أن القُرآن لا يقصِد بالكتاب المصحف بالرسم العثماني، بل يقصد كتابات قديمة، كتابات الأولين..
 
– سيفهم لماذا القرآن يتحداهم بأن يأتوا بكتاب من قبله أو دليل أثري علمي لو كانوا صادقين:
 
[ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ].
 
– سيفهم لماذا يقول القرآن عن نفسه أنه موجود في زبر (كتابات) الأولين:
 
[وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ].
 
– سيُدرِك المُسلِم معنى (يُحرِّفون كلام الله)، ومعنى (يلوون ألسنتهم بالكتاب)، ومعنى (كتاب فُصِّلَت آياته قُرآنًا عربيًا)، ومعنى (إنَّ الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكِتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم)..
 
– سيُدرِك المُسلِم حقيقة كتاب الغرب (البايبل)، وحقيقة اللغات الرسمية لكتابهم الذي جعلوها سابقة للسان العربي..
 
●وهكذا مع الوقت تنكشف اللعبة الشيطانية.. والغرب لا يريد ان يسلك هذا الطريق ولا يفتح مدخل للوصول للحق.. لذلك فقرر منع النوع الثاني من الشخصيات تبع كتابه من الظهور في اثار وكتابات المنطقة القديمة.. واستطاع تحويل النوع الأول تبع راعمسيس وقورش وحتشبسوت وشلولخ إلى حقيقة كانت في الماضي عبر الادِّعاء بأنها داخل النقوش فأصبح كتاب الغرب يملك شرعية تاريخية وأسبقية زمنية على قُرآن المسلمين..
 
– لقد قلبوا الوهم إلى حق، وقلبوا الحقيقة إلى وهم.. هذا هو السحر الذي تلته شياطين الغرب على ملك سليمان، وهذا السحر الذي الناس داخله اليوم..
 
●هذه خلاصة مشروع الغرب الذي احتلَّ مصر والمنطقة وقام بتزوير القيم للصوتية لآيات الكتاب الأول.. فمثلًا اخفوا اسم سليمان واستبدلوه بإسم من شخصيات النوع الأول تبع كتابهم (راعمسيس).. ثم قاموا بتأليف كتاب يحوي اسم يشبه اسم سليمان وألَّفوا قصة تشبه نوعًا ما قصة سليمان الموجودة في القرآن..
 
– وهكذا اعتقد المسلم بأنَّ كتاب الغرب من عند الله.. وعلى هذا قِس كل القصص لتفهم لعبة الشيطان.
 
●فالقرآن عندما يتحدث عن اللسان الأعجمي الذي ألحدوا إليه فهو يقصد بالدرجة الأولى اللغة الجبتية الذي جعلوها لغة كتاب مصر:
 
●[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا]
 
– يؤمنون بالجبت.. بينما الكتاب يُقرأ باللسان العربي:
 
[كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ]
 
[لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ]
 
الآن.. بعد أن تؤمن بهذا الواقع الذي نحن داخله اليوم.. اسمع كلام الله:
 
●[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ]:
 
من هُم الأمِّيُّون؟
 
– طبقًا للقرآن هُم الذين لا يعلمون الكِتاب.
 
●[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ]: أي الذين لا يعلمون حقيقة الكتاب ولا كيفية قراءته:
 
أي نحن اليوم.
 
[هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ].
 
[قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون].

لماذا مُعظَم الآثار القديمة موجودة في منطقتنا وخاصةً مصر؟ لماذا لا يوجد كتابة قديمة بهذه الكثافة وواضحة على الأحجار في العالم إلَّا في منطقتنا.. وخاصةً مصر؟ لماذا الكتابة التصويرية (أوَّل تعبير كتابة) موجودة في مصر؟ لماذا يوجد في مصر مبنى قديم ضخم ومعجز وبتصميم فريد من نوعه دون بقية العالم؟ لماذا يوجد في مصر أجساد لبشر قدماء وبحالة جيدة دون بقية العالم؟

لو بحثنا في الأرض كلِّها، الصين وروسيا وأمريكا وأوروبا، سنجدها خالية من آثار قديمة واضحة تدل على حضارة أو أُمَّة خاصة عاشت فيها.. فيها بعض الآثار لكن ليس بتنسيق واحد وكامل (طقم واحد)، لن نجد مباني قديمة بطراز واحد من بناء الإنسان الذي يُفترض أنه كان فيها، لن نجد كتابة واحدة بعناية فائقة كتبها الإنسان القديم فيها، لن نجد قبور قديمة وأجساد محفوظة بعناية ومعلومات واضحة عن أصحاب تلك الأجساد.. فقط مصر، لماذا مصر؟

بعيدًا عن نظريات الغرب وتبريرات كتب الطابعة.. هل ببساطة مصر هي الأصل؟ هل مصر بداية ظهور الإنسان والحضارة؟

نعم هذا المنطق يفرض نفسه.. ويُفسِّر لماذا يوجد في ثقافتنا الشعبية الحيَّة (غير المطبوعة) اعتقاد بأنَّ مصر أُم الدنيا.. ويُفسِّر لماذا المشروع الصهيوني بدأ باحتلال مصر واحتكار تفكيك الكتابة القديمة فيها.. فماذا يوجد في مصر؟

مصر فيها الحقيقة..

مصر مركز العلم والأسرار وذاكرة الإنسان في الأرض.

مصر أرض الأنبياء منذ البداية.

مصر أُم الدنيا.. مصر أُم القُرى.

هذه الحقيقة عمل الغرب على إخفائها عن الناس.. لقد صمَّموا خطة عالمية من حوالي ثلاث قرون اسمها (خطة إحتلال مصر)، مضمونها يدور في الجانب الديني والسيطرة.. وقائم على قاعدة عدم تمكنهم من نشر أديانهم وثقافتهم الجديدة في العالم وحكم الأرض إلا بعد احتلال مصر وتغيير حقيقة مصر.

الواقع واضح.. الغرب خرج من بضعة قرون لإحتلال كل الأرض، من الأمريكيتين لأفريقيا لأستراليا وصولًا لمنطقتنا، وقام بطمس معرفي كبير لسكان الأرض وقسَّمها إلى حدود متفرِّقة وكتب لكل بقعة تاريخ جديد وذاكرة جديدة لصناعة وعي زمني وتاريخي يناسب مشروعهم ويخفي أصل الإنسان والنقطة التي خرج منها في الأرض.

هذا يشرح لماذا قاموا بإحتلال الأرض في فترة ما قبل دخول الطابعة… فقد قاموا بصناعة آثار مزيفة حتى عندما يدخل التاريخ المطبوع الكاذب يجد الجيل الجديد أنه ممكن يكون مطابق.. كيف؟

خرجوا في الأرض ونحتوا اثار صغيرة في مناطق مقفرة لا يسكنها أحد وصنعوا تماثيل ومباني مزيفة لشخصيات التاريخ الجديد.. مثلًا:

في أوروبا صنعوا مباني وتماثيل وكنائس ونسبوها لحضارات الرومان واليونان.

في إيران في منطقة جبلية نائية عملوا تماثيل لأربعة أشخاص ونقش كتابي مسماري واحد فقط لتثبيت تاريخ فارس والزرادشتية ورواية اليونان.

في الأردن في منطقة مقفرة نحتوا مبنى في البتراء لترسيخ تاريخ الأنباط.

والخ..

جوهر اللعبة كان في مصر: صنعوا حجر مُزيَّف (حجر رشيد)، بهدف تزوير الكتاب الموجود في مصر (المسمَّى زورًا هيروغليفية) وهو أول كتاب في الأرض يحوي حقيقة وتاريخ الأرض.. فجعلوا مصر إيجبت (عالم الجبت) لسلخ الناس عن واقعهم وأصلهم.. سنتكلم عن حجر رشيد بالتفصيل في مقال آخر..

سلخوا الناس عن أصلهم، عن فطرة الله الأولى.. قاموا بمجازر وإفساد كبير في أرضنا وتقسيمها وتنصيب حكام تابعين لهم.. وصولا لسايكس بيكو وإقامة دولتهم المزعومة.

الواقع أيضًا واضح.. كُل النظريات عن أصل الأنسان والتاريخ خرجت بعد احتلال مصر.. حتى العلوم والثورة الصناعية بالصدفة أيضًا خرجت في أوروبا بعد احتلال مصر.

[أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ]

[كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ]

[مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ]

[أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ]

[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]

[لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ]

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا]

[إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ]

[فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ]

نبأ إبنَيْ آدم.. قصة بداية البشرية أو نبوءة لنا نحنُ؟
 
●أوَّلًا سننقل القصة الموجودة في كتاب اليهود لنعرف المصدر الحقيقي للوعي المفروض علينا كمُسلمين:
 
– العهد القديم، (التكوين 4):
 
1 وَعَرَفَ ادَمُ حَوَّاءَ امْرَاتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ». 2 ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ اخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيا لِلْغَنَمِ وَكَانَ قَايِينُ عَامِلا فِي الارْضِ. 3 وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ ايَّامٍ انَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ اثْمَارِ الارْضِ قُرْبَانا لِلرَّبِّ. 4 وَقَدَّمَ هَابِيلُ ايْضا مِنْ ابْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ الَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ. 5 وَلَكِنْ الَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ. 6 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟ 7 انْ احْسَنْتَ افَلا رَفْعٌ. وَانْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَالَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَانْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا». 8 وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ اخَاهُ. وَحَدَثَ اذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ انَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ اخِيهِ وَقَتَلَهُ. 9 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «ايْنَ هَابِيلُ اخُوكَ؟» فَقَالَ: «لا اعْلَمُ! احَارِسٌ انَا لاخِي؟» 10 فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ اخِيكَ صَارِخٌ الَيَّ مِنَ الارْضِ. 11 فَالْانَ مَلْعُونٌ انْتَ مِنَ الارْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ اخِيكَ مِنْ يَدِكَ! 12 مَتَى عَمِلْتَ الارْضَ لا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِها وَهَارِبا تَكُونُ فِي الارْضِ». 13 فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي اعْظَمُ مِنْ انْ يُحْتَمَلَ. 14 انَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الارْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ اخْتَفِي وَاكُونُ تَائِها وَهَارِبا فِي الارْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي». 15 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ اضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلامَةً لِكَيْ لا يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.
 
● أما في التلمود فالقصة تحتوي على تفاصيل أخرى مثل نار تسقط على القربان لمعرفة من قبل الرب قربانه، وتحتوي معلومات عن وجود أختين توأمين لكل واحد، وقد أمر آدم إبنَيه بالزواج من أخت الآخر، فقبل هابيل ورفض قايين لأنه كان يريد الزواج من أخته التوأم.
 
●ماذا عن الاسلام؟
 
قصة إبنَي آدم في الإسلام لها صيغتين:
 
-نبأ موجود في القرآن،
-وقصة داخل كتب التراث (التفاسير والأحاديث).
 
●القصة الموجودة في كتب التراث الإسلامي الروائي متطابقة جدًا مع رواية العهد القديم والتلمود، مع الإختلاف بإسم الابن القاتل.. في العهد القديم والتلمود هو قايين، وفي كتب التراث التي وصلت للمسلم فهو قابيل. وهذا التطابق الذي لا يمكن تجاهله يفرض إحتمال أن تكون القصة في العهد القديم والتلمود والقصة في كتب التراث عند المسلم، قد خرجتا من بيئة وعقلية واحدة.. وربما في زمن واحد لكن بلغات مختلفة وبأساليب مختلفة.
 
دعونا نحلل القصة:
 
عندما تقرأ القصة تشعر بأنَّ أول مولودين لآدم قد ولدا مباشرة بتخصصات مهنية وعملية.. كل واحد معه مهنة وحرفة يحصل منها على ما يعيش به في عالم عدد سكانه أربعة أشخاص..! والأجمل أنهما يتقنان حرفتين تحتاجان إلى تراكم معرفي كبير سابق.. الزراعة والرعي.. لكن الصيد الذي هو المفروض أول نمط إقتصادي للبشر غير موجود…
 
واحد يزرع ثمار.. وواحد يرعى غنم..
ماذا عن والدهما آدم؟ لا نعرف.
 
قد يعتقد البعض أنَّ طرح هكذا أسئلة مبالغة في التفكير وغير مهم.. لكن مازال الرواية حريصة على ذكر المهن وحرفة الأخوين، فالمفروض أن تصل القصة كاملة عن مهنة أبيهما وكل الأسرة.. وإلا من الأولى أن تبقى القصة بسيطة بدون الحرص على ذكر مهنتيهما.. لذلك نحنُ نعتقد أن ذكر مهنتيهما هدفه اعطاء معنى جديد ومختلف لموضوع القربان.. سنعود لهذا التفصيل لاحقًا.
بمعنى آخر كان يمكن أن تكون القصة عن ولدين لآدم واحد أحبه الرب وآخر لم يحبه.. ولا داعي للثمار والأغنام.. لا داعي لقصة فلاح وراعي.. وتصل العبرة المرجوة من القصة ببساطة.
 
ثُمَّ لماذا يتقربان من الله؟
 
القصة كأنها تقول لنا بأنَّ الإبنين بعد ولادتيهما مباشرة لم يكونا يعرفان الرب، لكن بعد فترة طويلة عندما كبرا أرادا عبادة الرب والتقرب له..
 
فهل يعقل بأنَّ آدم الذي خلقه وعلَّمه الأسماء كلها وتاب عليه وجعله من المصطفين.. يكون إبناه لا يعرفان الرب..؟ بمعنى هل يعقل بأن الإبنين طوال حياتهما ولم يتقربان للرب وهما أولاد آدم الذي يعرف الرب؟
 
والصدفة الجميلة، أنهما قررا التقرب للرب في وقت واحد وكانهما واقفان خلف خشبة مسرح ويريدان تمثيل مشهد للجمهور، فدخل الأول وهو يحمل ثمار.. ثم دخل الاخر وهو يحمل اغنام.. والاثنين يراقبان النتيجة.. والجمهور ينتظر.
 
هذا هو المشهد الذي تفرضه الرواية.
 
هل يعقل بأنَّ التقرُّب للرب لا يكون سوى بالماكولات أو الأغنام؟ وكيف عرف الاثنين أن الرب تقبل من واحد منهما، فغضب الاخر وقرر قتل أخيه؟
 
لابد من وجود حركة سحرية تربط السماء بالارض لجعل القصة منطقية.. العهد القديم لا يذكر كيف عرف.. لكن التلمود ورواية التفسير تقول أنهما عرفا النتيجة عبر النار.
 
الآن.. هابيل وقابيل على خشبة المسرح، والجمهور يراقب المشهد، و ينتظرون إشارة من الرب.. فجأة تأتي نار وتضرب قربان هابيل كدليل للجميع على أن الرب قبل منه وترك قربان قابيل لم يقبله. فيصفّق الجمهور لهابيل ويحيه بحرارة، فيغضب قابيل فيقتل أخيه.
 
سؤال جديد: لماذا لم يخاطب الرب الإثنين بدون نار، ويقول لهما بأنه قبل قربان احدهما؟ ألم يخاطب الرب قابيل بعد أن قتل أخيه؟ لماذا الرب كان صامت واستخدم النار للتاكيد على وجوده وقبول القربان ولم يستخدم النداء والكلام من البداية؟
 
لاحظ أيضًا.. لماذا جواب قابيل للرب فيه نوع من عدم التعظيم والتقديس؟ كأنه يخاطب شخص عادي فيقول: «لا اعْلَمُ! احَارِسٌ انَا لاخِي؟»
 
هل يعقل أنَّ شخص أراد التقرب لإله يعبده فيخاطبه بتلك الطريقة؟ وهل يكذب قابيل على ربه بتلك البساطة ويقول لا أعلم؟ المشهد يصوِّر الرب على أنه خاضع لعنهجية قابيل.. هذه القصة غير مقدسة أبدًا.. هذه النصوص ليست من عند الله.. صنعتها عقلية لا تقدس الله.
 
الآن.. ما فائدة القصة؟ أي ما هي الفائدة التي ستعود على إنسان يؤمن بهذه القصة في وعيه وحياته..؟
 
اثنان معاهم حرفتان.. واحد تقبل الرب منه اغنام ولم يتقبل من الفواكه، فقتل احدهما الاخر، والقاتل قلّل أدب مع الرب فلم يعاقبه الرب وتركه ينجب الذرية البشرية وقال لعباده لا تقتلوا أحد..
 
كان يمكن للرب أن يذكر في كتابه: لا تقتلوا نفسًا.. وهذا ما فعله. فما فائدة القصة وتفاصيلها؟ لا نعلم.
 
بالنسبة لكتب التراث المعتمدة لتفسير القران، فالفائدة هي أن هذه آيات نزل بها جبريل على الرسول كي يتلو على اليهود قصة ابني آدم هابيل وقابيل، وما آل إليه أمر المطيع منهما ربه الوافي بعهده، وما حصل للعاصي ربه الجائر الناقض عهده.. وبنفس الوقت يثبت لليهود أنه مرسل من عند الرب.
 
قصة التراث مع سبب النزول لا تجاوب على سؤال ما الفائدة التي نحصل عليها في حياتنا اليوم؟ وهدفها ببساطة تثبيت فكرة أن اليهودية ديانة سابقة للإسلام وكتاب اليهود سابق للقرآن.. هذا أساس لعبتهم.. إقناعنا أن كتاب اليهود سابق للقرآن.
 
لاحظ أيضًا.. ما الغاية من قصة الأختين في التلمود؟ هناك سر.. مستحيل أن يأتوا بتفصيل غير موجودهم في كتابهم الأصل بدون غاية ما.. وهذه الغاية هي حتمًا معالجة جزئية خاصة بثقافة المسلم.. فهل يعقل أنَّ أخوين لديهما اختين.. جميعهم اخوة.. وتكون اخت هابيل غير اخت قابيل لانهما ولدين تؤامين؟ أي منطق هذا..
 
يريد هابيل أن يتزوج اخت قابيل؟! لكنها اخته..!
هل يتزوج شخص من أخته؟
 
البعض يقول البداية البشرية كانت هكذا.. غير صحيح.. ماذا لو كان هناك ما هو غائب عنا.. ففطرة البشر ترفض هذا المنطق.
نقطة اخرى مهمة.. هي الموجودة في التراث الذي وصل للمسلم بقصة الغراب الذي دفن غراب آخر أمام قابيل وعلمه كيف يدفن جثة أخيه:
 
السؤال: اذا كانت بداية البشرية ويخرج منها ولدان لدى كل واحد منهما مهارة وحرفة، الزراعة والرعي، مع وعي وجود الله ومعرفة منه، وأبوهما شخص تعلم الاسماء كلها من الله ومصطفى منه.. فهل يعقل أن يكون لا يعرف القاتل كيف يدفن جثة اخيه؟
 
هل يعقل أنَّ الطير الذي هو من مخلوقات الله في الارض لديه غريزة والانسان الذي هو ايضا من المخلوقات بدون غريزة؟
 
كيف عرفت فطرة الاثنين بان التقرب لله يكون باغنام وفواكه ولم يعرف احدهما كيف يدفن جثة اخيه؟
 
ثم ما فائدة دفن جثة اخية.. خلص قتله وانتهى الامر!
 
فهل الغراب عندما دفن غراب آخر، جعل قابيل يشعر بأنه مسلم ويمارس طريقة دفن المسلمين، فتأثر قابيل؟
كيف يكون الغراب مسلم وأول ابن لآدم غير مسلم؟!
 
ثم هل مشهد غراب يدفن غراب اخر يجعل الشخص يندم؟فكر فيها.. لماذا لا يكون مشهد عملية دفن غراب لغراب اخر يزيد في نفس الشخص الكراهية و الحقد اكثر؟ لماذا ظهرت عاطفة قابيل الاسلامية في هذا المشهد فقط، بينما لم تظهر عاطفته وهو يقتل اخيه؟ او عندما قدم قربان ثمار لله؟
 
حسب التصور، قابيل بداية البشرية ولا يعرف كيف يدفن الميت.. لكن الغراب وصل لقابيل معلومة لا يعرفها من قبل فهيجت داخله عاطفة فطرية جعلته يندم.. ما هذا المنطق؟ اذا قابيل لا يعرف الدفن ولا معنى الدفن ولا يعرف بان الدفن عملية فيها انسانية، فكيف يندم لان غراب يدفن غراب اخر..؟!
 
كأن مخرج المشهد يريد ان يوصل لنا معلومة بان قابيل عرف الإسلام مع الغراب.. المخرج يريد استعطاف قلب المسلم اكثر ليجعله يقبل بالقصة.. وبنفس الوقت خلق قصة مختلفة عن القصة الحقيقة الموجودة في القران.
 
لماذا؟ لأن القصة الموجودة في القرآن مختلفة كليًا عن قصة اليهود المعتمدة في كتب التراث.. قصة القرآن حقيقة واقعية مختلفة عن هذه الميثولوجيا الغربية..
 
●قصة اليهود هدفها منع المسلم ممن فهم كلام القرآن.
 
اسمع قصة القرآن:
 
[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ]
 
●هل يتحدث القرآن عن أي معلومة من المعلومات السابقة الموجودة في قصة قابيل وهابيل؟
 
– لا.. النص واضح وبسيط.. لا يتحدث عن اسم هابيل وقابيل، ولا يتحدث عن فلاح وراعي، ولا يتحدث عن ثمار وفواكه واغنام، ولا يتحدث عن نار، ولا يتحدث عن اختين، ولا يتحدث عن غرابين واحد منهما يدفن الآخر..
 
– اذًا.. كله أوهام.. رواية اليهود التي دخلت تراث المسلم أوهام..
 
[فبأي حديث بعد الله واياته يؤمنون]
 
●الآن، هل القرآن يتحدث عن إبنَي آدم.. أول مولودين لآدم؟
 
– لا.. الكلام واضِح.. إبني آدم، لا هابيل ولا قابيل ولا الرب يهوه ولا من يحزنون.. إبني آدم.. أنا إبن آدم، وأنت إبن آدم.. كلنا أبناء آدم.. أليس القرآن في خطابه للناس يقول يا بني آدم؟ فهل يخاطب كل الناس أم يخاطب أول مواليد لآدم؟
 
●يخاطِب الناس.. وعندما يقول إبني آدم فهو يقصد إثنين من البشر.. وهنا يقصد أخوين من البشر.
 
لاحظ في آخر القصة يقول “من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل” فالقصة تخص فئة من البشر ظهرت لاحقًا.. أي أنه لو كان يتكلم عن أول مولودين لآدم لكان قال في النهاية “من اجل ذلك كتبنا على بني آدم”..
 
●فهل الآيات تتحدث عن قصة حدثت في الماضي قبل القرآن؟
 
واتلُ عليهم نبأ ابني آدم بالحق.. نبأ.. نبأ غيب.. نبوءة؟!
 
يتبع.
 
السحر في ثقافتنا هو عمل يجعلك ترى شيئًا بغير طبيعته الأصلية، أو ترى أشياء لا تخضع لقوانين الواقع والمنطق.. بمعنى آخر، هناك شيئ أصلي حقيقي يحمل صفات وخصائص وقوانين ثابتة، وحصل عمل مفاجىء بدون تهيئة مُسبقة جعل هذا الشيئ يبدو مُختلِفًا عن صفاته وخصائصه الأصلية، أي جعله يتصرف بقوانين جديدة مختلفة عن قوانينه الثابتة الأصلية.. ولماذا بدون تهيئة مسبقة؟ 
 
خذ مثال الشلال الذي يسير فيه الماء من أعلى إلى أسفل، فلو تحوّل فجأة من أسفل إلى أعلى فهذا سحر في ثقافتنا.. أما لو جاء رجال أعمال صمموا منتجع مثلًا وجعلوا الشلال يسير بشكل عكسي فهو ليس سحر لأن الموضوع يأخذ وقت وأمام الناس وليس عمل مفاجئ.
 
●السِّحر بشكل عام نوعان:
 
– الأوَّل هو السِّحر الذي يدخُل في جوهر الأشياء ويُغيِّر صفاتها وخصائصها الطبيعية الثابتة.. موجود كفكرة في ثقافتنا المتوارثة لكن ليس بالضرورة واقعي وحق.. مثل الإعتقاد بأنَّك إذا وضعت ورقة فيها كلمات سحرية في بيت عائلة أو طعام شخص ستخلق عندهم صفات وخصائص جديدة غير طبيعتهم الأصلية. هذا العمل نُسمِّيه سحر.
 
– النوع الثاني هو السحر الذي لا يدخل في جوهر الأشياء، بل يعتمد على صناعة صورة طبق الأصل للشيئ مع تغيير في خصائص وصفات الصورة الجديدة، وجعلها تحل مكان الشيئ الأصلي في إدراك الآخرين.. أي تغطية الشيئ الأصلي بصورة مطابقة له لكنها تحمل صفات وخصائص جديدة فيتم إيهام الآخرين بأنَّ الشيئ الأصلي اختلفت خصائصة لكنه في الحقيقة هو لا زال ثابت على حقيقته الأولى والنسخة الجديدة هي المختلفة..
 
●هذا النوع هو الموجود في الواقع ويستخدمه السَّحرة المشاهير لإبهار المُتفرِّجين ومن يتابع برامج السحرة والمواهب يُدرِك هذا الأمر جيدًا.. مثلًا عندما يقوم ساحر بتحويل لون القلم أو ورقة اللعب من أحمر إلى أسود هو فقط أظهر قلم آخر أو ورقة جديدة وأقنعنا بخفة يده أن الشيئ الأصلي غيَّر خصائصه. وهذا العمل نُسمِّيه سحر.. لكن لا أحد يملك عقل يمكن أن يصدِّق بأن الساحر غيّر خصائص القلم أو الورقة الأصلية..
 
●الخلاصة.. السِّحر هو رؤية شيئ بغير خصائصه الأصلية، وطريقة عمله الواقعية هي صناعة نسخة جديدة عن الشيئ بخصائص جديدة وجعل الآخر يعتقد أن النسخة الجديدة هي الشيئ الأصلي. فهل يتوافق هذا التعريف مع السِّحر الذي يتحدَّث عنه القُرآن؟
 
بحسب القُرآن لفظ السِّحر ومشتقاته ورد كثيرًا في قصة موسى وفرعون.. وكما نعلم قصة موسى وفرعون تدور حول الكتاب الذي أوتي لموسى بمصر.. وهناك موضع آخر في القرآن يرد فيه لفظة السِّحر:
 
●[وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون]
 
– السِّحر جاء من الشياطين الذين كفروا.. هم الذين يعلِّمون الناس السِّحر..
 
●فمن هُم هؤلاء الشياطين؟
●والسؤال الأهم ما علاقة التلاوة بالسحر؟
 
– يوجد شياطين تتلوا على مُلك سليمان فيكفرون ويعلِّمون الناس السِّحر.. 
 
●فما علاقة التلاوة والكفر بتعليم الناس السحر؟
●وكيف يقبل الناس تعلُّم السحر من شياطين؟
●ثم لماذا سليمان لم يقم بأي خطوة لإيقاف هذا الكفر والسحر؟ هل كان موجود؟
●إذا اعتبرنا التلاوة تستلزم كتابة؟ فهل مُلك سليمان هنا هو كتابة تخص سليمان وليس شخص سليمان؟
 
– بمعنى آخر هل يوجد كتابة فيها سليمان أو أثر منه أصلي طبيعي لكن الشياطين كفروا بها وأخفوا حقيقتها عبر صناعة نسخة عنها وأقنعوا الناس أنَّ النسخة الجديدة غير الأصلية هي الشيئ الأصلي، فأصبح ملك سليمان بالنسبة للناس يبدو بصورة مغايرة كليًا عن حقيقته الأصلية..؟ نعم.
 
●نعم يوجد كتابة أصلية مرتبطة بسليمان.. سليمان الذي أوتي ملك عظيم وعلم عظيم.. ملك لا ينبغي لأحد من بعده.. سليمان الذي ورد في قصته عبارة [قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ].. 
 
– يعني يوجد كتاب قديم فيه علم.. الكِتاب.
 
●كتاب ارتبط به سليمان، ذلك الكتاب لا ريب فيه الذي ارتبط به كل النبيين.. 
 
– كتاب فيه علم ومعارف، وقام الأعداء بصناعة نسخة مزيَّفة عنه وأقنعوا الناس أنها أصلية.. 
 
– صنعوا قاموس مزيَّف لقراءة الكتاب.. قاموس اتَّبعه الناس بإسم العلم ودراسة الآثار.. هذا هو معنى الناس اتبعوا ما تتلوه الشياطين على ملك سليمان، فتمَّت فتنتهم وتضليلهم بإسم العلم والمعرفة.
 
●ما علاقة قصة موسى وفرعون بالسحر؟
 
– الفكرة أصبحت أوضح.. 
 
●هل موسى واجه فرعون وسحرته في قضية تفكيك هذا الكتاب القديم؟
 
– نعم نبأ موسى وفرعون يدور حول الكتاب بمصر.. الألواح.. الكتاب الذي ارتبط به سليمان.. وحول قراءته حصلت اللعبة والسحر لتضليل الناس.
 
● فما هو زمن موسى وفرعون بعيدًا عن روايتهم؟
●ما هو زمن تفكيك الألواح بمصر؟
 
[قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمٰوٰتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنّٰى تُسْحَرُونَ].
العقيدة الحق تُمثِّل البُنية الفكرية العُليا الأصلية التي تضمن للناس مسارًا سليمًا في الأرض من البداية للنهاية.
 
– لأنها مُرتبطة بالخالق وفطرته في الأرض.. ومنطقيًا ستكون موجودة في كتاب الخالق من البداية ومحفوظة فيه، حتى إذا حصل خلل في تفكير الناس لأيِّ سببٍ كان.. يمكنهم دائمًا الرجوع إليها عبر العودة لكلام الخالق في كتابه.
 
●هذه الفكرة المنطقية غابت عن عقولنا لأنَّنا قد تمَّ إقناعنا بأنَّ كتاب الله ليس أوَّل كتاب في الأرض، وإنما ظهر في الآخِر، فأصبحنا نظنُّ أنَّ العقيدة تتطوَّر أو تتبدَّل كل فترة وفق ما يتخذه البشر من قرارات وما يصنعونه من أحداث وصولًا للعقيدة الصحيحة في الآخِر..
 
– ومع أنَّ هذا المفهوم المغلوط يُصحِّحه لنا الخالق، عالِم الغيب سبحانه، عبر التركيز على حقيقة وجود القُرآن العربي في أول كتاب في الأرض، في زُبُر الأولين.. لكننا لا نريد أن نسمع.
 
●إصلاح مفهوم العقيدة سيَجعلُنا نُدرِك بأنَّ العقيدة الحق لا يُمكن أن تكون رواية تاريخية كتبها البشر.. مُستحيل.
 
– العقيدة الحق تبدأ بفهم حقيقة الوجود من كتاب الخالِق، وتكتمل بإتِّحاد خِطابه مع الواقع المُعاش.. أي بإتحاد كلام الله الموجود من البداية في أول كتاب، مع واقعنا اليوم.
 
●فهل يُمكِن لكلام قديم موجود في كتاب قديم أن يكون مرتبطًا بواقعنا اليوم؟ نعم
 
– هذا هو مفهوم النبأ، أو “النبوءة” وفق مصطلحاتنا الحالية.
 
[قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون].
 
●إدراك أنَّ الخطاب نبأ، لنا نحن، يجعلنا ندرِك أنه من المُستحيل فهم واقع اليوم وكيف تمت صناعته، إلا من خلال خطاب القُرآن.. وطالما عقيدتنا تعتمد روايات بشرية تاريخية من خارج القُرآن، حتمًا ستصطدم عقيدتنا مع واقعنا.. كيف؟
 
-نحنُ المسلمون اليوم نملك قضية واقعية كُبرى تتمثَّل بمقاومة ومواجهة مشروع ضخم قام على زرع اليهود بالقوة في أرضنا. لكننا بنفس الوقت نملك عقيدة تقول بأنَّ اليهودية دين سماوي سابق لديننا، وأنَّ اليهود كانوا موجودين في هذه الأرض قبلنا، وأنَّ أجدادنا المُسلمين خرجوا من مكة لأخذ أراضِ الآخرين بالقوة.. هل تُلاحِظ التناقُض؟ نؤمن أنها أرضهم وأننا نحنُ من احتلَّها أولًا، لكننا نريد مواجهتهم اليوم ومنعهم من إسترجاعها.
 
●هذا هو الصدام بين العقيدة والواقع.. وهذا الصدام سيفرُض على جميع المُسلمين، حتى لو كانوا صالحين، القبول بمشروعية اليهود الدينية والتاريخية في أرضنا.. وستتحوَّل القضية من صراع وجودي لصراع ثانوي يُمكِن حلَّه بضمانات الإعتدال والتعايُش وغيرها من مُصطلحات الكيوتية.
 
●كيف نحل هذه المعضلة؟ 
 
– عبر إصلاح مفهوم العقيدة، وتنزيهها عن كُل الروايات التي كتبها البشر.. 
 
عندها فقط سنرى بوضوح أنَّ اليهودية ليست دين سماوي، وليست ديانة قديمة، ولم يكن يوجد يهود في هذه الأرض، والمُسلمون لم يأخدوها بالقوة.. بل هذه الأرض لم يكُن يوجد فيها سوى الإسلام منذ البداية.. وكُل المتغيرات، ورواياتها، صناعة حديثة من قبل نفس المشروع الذي يأخذ أرضنا بإسم الدين والتاريخ.
 
[فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ].
 
من الواضِح أنَّ أغلب الذين يرددونها لا يُدركون خبث هذه العبارة ولا يعلمون لماذا يتم الترويج لها.
 
 لا يعلمون أصلًا أنهم ضحية لمنهجية فكرية أكاديمية حاكمة تقوم على فصل المجالات لعزل المفاهيم التي يُفترض أن تكون جامعة، كالدين والمقاومة، عن مختلف المعطيات الفكرية التي تحدد وعينا ونظرتنا للواقع وقضيتنا.. ضحية لمنهجية هدفها إقناع المُتخصِّصين ومن يثق بهم بأنَّ التاريخ مثلًا عِلم بحد ذاته ومُستقِل عن مفهوم الدين وخصوصًا عن القُرآن.
 
ومن نتائج هذه المنهجية المفروضة أن يعتبر المُسلِم عاديًا غياب ذكر أنبياء القُرآن في نقوش منطقته، أو عاديًا إعتبار أنبيائه المسلمين شخصيات تابعة لحضارات أُخرى أو أديان أُخرى.. وقبل الحديث عن خطورة هذا المنطق وخدمته لإدعاءات العدو بمشروعيته التاريخية والدينية في أرضنا، لنُفكِّر قليلاً في أصل هذه المنهجية..
 
●ما معنى علم التاريخ؟
 
– هل البحث في القراطيس الورقية وسيلة مضمونة لمعرفة التاريخ؟ أليس من المُفترض أن نبحث أولًا في ظروف وسياق وطبيعة المرحلة التي أنتجت القراطيس الورقية؟
 
●هل يُخفى على أحد أن القراطيس الورقية قام بفرضها على آبائنا في القرون الأخيرة مشروع شياطين الغرب المُسمَّى زورًا إستعمار..؟
 
– مشروع جاء لإحتلالنا وتقسيمنا وقتلنا وسرقتنا وإستعبادنا لكنه جاب معه طابعة ومُستشرقين لإكتشاف وكتابة تاريخنا.. معقول؟
 
●لنعترف أنَّ البقاء داخل هذه القراطيس فقط ليس من العِلم شيئًا.. وليس من التخصُّص شيئًا.. وإنما كَسَل وتبعية عمياء.. لماذا؟
 
– لأنَّ عِلم التاريخ، أو ذاكرتنا الحقيقية، موجود في الكتابات القديمة على الألواح الحجرية، كالكتابة التصويرية في مصر، وطالما لسنا نحنُ من فككها، فنحنُ مجرد ببغاوات نُردِّد ما قيل لنا..
 
●هذا يُفسِّر لماذا مشروع نابليون كان مهتمًا بتفكيك الكتابة على الألواح في مصر.. فهل نحنُ ندرس كيف قام شياطين الغرب بتفكيك كتابات الأولين؟
 
– كيف عرفوا لسانها وأي قواعد اعتمدوا لإخراج المقاطع الصوتية من كل رمز وكل صورة؟ هل تأكَّدنا بأنفسنا من أنَّ منهجيتهم علمية متماسكة؟ لا، نحنُ نردِّد فقط ما تمَّ الإجماع عليه أثناء إحتلال آبائنا..
 
●المُسلِم الذي يؤمن بأنَّ القُرآن مُقدَّس حفظه الله من التحريف، عليه أن يؤمن بأنه الوسيلة الوحيدة والمعيار المضمون الوحيد لنعرف كيف نقارب التاريخ وكيف نقارب موضوع الكتابات القديمة وكيف نعرف مضمونها. وكُل من يقول بفصل القُرآن عن علم التاريخ فهو يخدم المشروع المُعادي لأمة القُرآن، علِمَ أم لم يعلَم.
 
●أين المخطوطات العديدة من كُتُب التُّراث والتَّفسير والسِّيرة المنسوبة لأعلام المُسلمين عبر قرونٍ طويلة؟
 
– طالما يوجد مئات السِّنين بين بداية الأزهر وبين دخول الطابعة لمصر، كما قيل لنا، فالمفروض أنَّ الأزهر يملُك كُل المخطوطات القديمة لعلماء المُسلمين على مدى تلك الفترة.. فلماذا لا يظهرونها للناس؟
 
●ولو سلَّمنا جدلًا بهذه السردية الرسمية، فالسؤال الأهم: من قام بتحويل المخطوطات القديمة إلى قراطيس ورقية مطبوعة؟ من طبعها؟
 
– من كان يملك السُّلطة وقتها؟
– هل محمد علي باشا الألباني مثلًا رجل ثقة؟ وهل من الصُّدفة أنَّ هذا الموضوع حصل في زمن غزو آل نابليون لمصر؟
– أي في زمن بداية المشروع الصهيوني وتوطين اليهود في منطقتنا؟
– هل يُعقل تقديس قراطيس ورقية مطبوعة بدون التساؤل حول زمن وسياق وظروف خروجها لآبائنا الذين كانوا تحت أبشع وأجرم إحتلال في تاريخ الأرض؟
 
●يُمكِن أن نُلاحظ أيضًا كيف قدَّموا تسلسُل الأحداث.. يقولون أنَّ الطابعة دخلت مع نابليون ثُمَّ خرجت معه، وبعدها بعشرين سنة تقريبًا جاء محمد علي باشا وأدخل لمصر طابعة جديدة.. لماذا؟
 
– طبعًا يريدون أن نفصل في عقولنا بين مشروع نابليون وبين كتابة الرواية التاريخية للمنطقة.. لا يريدوننا أن نربط لعبة التزوير والتضليل الكبرى بمشروع آل نابليون. يريدوننا أن نعتقد أنَّ الطابعة لم يكن لها أي دور في غزو الغرب ومشروعه ضد أُمَّتنا. هذه الخلاصة.
 
– لعبتهم أصبحت واضحة.. موعدُهم السَّاعة.
 
[فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ].
  
 
 
●ما حقيقة شعوب المنطقة قبل العرب؟
 
التاريخ الذي كتبه الغرب الصهيوني يقول بوجود شعوب وحضارات في منطقتنا قبل العرب.. ولكنها في الحقيقة شعوب موجودة في الكتابات فقط وليس لها وجود منفصل عننا على أرض الواقع. كيف ذلك؟ هي لعبة ترجمات وتعريب أثناء كتابة التاريخ.
نأخذ مثال “الفينيقيون”:
 
(فينيق) في اليونانية الأولى phoenica تعني الأرجواني أو الأحمر.. وموضوع الفينيقيين هو الأساس والأوضح لأنَّه نفس موضوع الهنود الحمر.
 
فعندما ذهب الغرب الصهيوني لإحتلال أميركا أطلق على شعبها الأصلي مصطلح “الهنود الحُمر”.
 
الهنود تعريب لكلمة indigenous ومعناها السكان الأصليين. والحُمر لأنَّ بشرتهم سمراء، مثلنا نحن، والغرب الذي يسمِّي نفسه العرق الأبيض، يسمِّينا نحن “العرق الأحمر”.. فاذًا الهنود الحمر بكل بساطة هم السكان الأصليون ذوي البشرة السمراء.
 
ما علاقة ذلك بالفينيقيين؟ قديمًا حين أتى الروم اليونان إلى منطقتنا أطلقوا على سكان المنطقة تسمية الفينيقيين بكل بساطة لأنها تعني بلغتهم “الحُمر” أو الشعب ذو البشرة السمراء..
 
●لكن من هم السكان الأصليين؟
 
هل هم الكنعانيين مثلًا؟ لنبحث في الكلمتين:
 
الحرف (فِ) في اليونانية الأولى هو أداة تعريف، وعليه فإنَّ أصل كلمة فينيق هي (انق).
تعريب هذه الكلمة يحولها إلى (عنق)، لأن حرف ال (ع) غير موجود في اليونانية، وكلمة عنق جاء منها كلمة عنقاء ولذلك الطائر الأسطوري المعروف طائر الفينيق هو طائر العنقاء.
 
أثناء “الترجمة السبعينية”، حين ترجم الروم العهد القديم من اليونانية إلى الآرامية، وهي تعريبة معكوسة بسبب اختلاف اتجاه الكتابة، كلمة (عنق) أصبحت (قنع). وحرف (ق) هو (ك) في المخرج الصوتي، فأصبحت الكلمة (كنع) ومنها جاء (كنعان) في النصوص الآرامية.
 
[يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ].
[يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ].
 
الخلاصة: هذه الشعوب عبارة فقط عن ترجمات محرفة ومعكوسة للأصل ولم يكن لها وجود على أرض الواقع.. فمن هم السكان الأصليين للمنطقة؟
 
هم الشعب ذو البشرة السمراء الذين يحملون عقيدة واحدة ولغة واحدة منذ البداية..
 
[كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ].
 ما معنى أن يكون القُرآن باللِّسانِ العربيِّ موجودًا في زُبُر الأوَّلين؟ أو أن يكون قراءة من الكتابات الأولى في الأرض..؟ 

[وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ]

ما معنى أن يكون القُرآن العربي موجود في كتاب هو أوَّل كتاب في الأرض؟

[ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ]

● معناه أنَّ اللِّسان العربي قديم جدًا.. لسان أوَّل كتابة في الأرض،

● معناه سقوط كل رواية الغرب للتاريخ التِّي أخرجوها زورًا من نقوش منطقتنا،

● معناه سقوط خرافات راعمسيس وحتشبسوت وإيزيس وطائر الفينيق وسومر وآشور وباقي الأكاذيب الغربية لسلخ الناس عن أصلهم وتغيير هويتهم،

● معناه سقوط خرافة أنَّ الله أنزل عدة أديان وكل السردية الرسمية التابعة لها،

● معناه إدراك المُسلِم بشكل أوضح لحقيقة أنَّ دينه فطرة الله التي فطر الناس عليها،

● معناه سقوط خرافة أنَّ اللغة العربية لغة حديثة ظهرت بعد الجبتية والعبرية والخ وإدراك حقيقة أنَّ العهد القديم والجديد كتب حديثة كتبها الغرب بعد وصول  القُرآن للناس، 

● معناه سقوط خرافة أنَّ اليهود كانوا قبلنا في أرضنا.. وخصوصًا، بداية خروجنا من الزمن الوهمي الذي فُرِض على آبائنا.