06/09/2020 00:00
ام القرى و علاقتها بالمسجد الحرام :
التاريخ الواقعي
ادراك خطاب القراءن … و خصوصا قصة موسى؟!
لماذا قصة موسى ؟
1- لان القصة تتحدث عن ذاكرة الامة .
{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون}
2- القران يتحدث عن علم القرون الاولى ، و هي اشارة هامة لتاريخ الصحيح للامة .
{قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى }
لذلك فان معرفة التاريخ الحقيقي الصحيح الذي جرى في الارض مهم جدا لمعرفة المسجد الحرام .
و لهذا كان هذا هو مدخل مهم لمعرفة تاريخ الامم السابقة التي كانت تحج للمسجد الحرام، و علاقة هذه الفكرة بتسمية ( ام القرى)؟!
ما علاقة ام القرى بالمسجد الحرام ؟!
اولا
في البداية … ساتحدث عن تاريخ فكرتي بخصوص ام القرى .
الحقيقة …. عندما كنت اسمع هذا الاسم ( ام القرى ) لم اكن مقتنع بان هذا الاسم وصف او اسم لمكة اطلاقا …. و لا اعرف لماذا كنت اشعر بشيء غير منطقي ابدا في التسمية .
من المهم جدا … نقل اي تجربة صادقة كيفما كانت … لان التجربة الصادقة يمكن البناء عليها للمعرفة … لذلك نحن نبني معارف على تجارب كاذبة و هذا يجعل مخرجاتنا بعيدة عن الحقيقة .
ربما لاني .. كانت الصورة لمكة خيام و عدة بيوت ، فلماذا سميت ام القرى ، كيف ام القرى ؟! .. هل هناك قرى حولها ؟! .. حول مكة عالم بسيط بدوي و لا يوجد قرى ؟!، هل هي مثلا ام ( الطائف و المدينة) … فلماذا السيرة جعلت المدينة و الطائف لا تنتمي لمكة و عالم مختلف ، فكيف تكون ام القرى و ماحولها ؟! ، ثم المدينة مدينة و ليس قرية ، يعني المفروض بانه عندما تكون مكة هي ام القرى ، فالرسول عندما يبعث في مكة فهو مباشرة رسول لمكة و الطائف و المدينة … اي ان ما حول مكة نفس دين مكة … لكن ماحول مكة مختلف عن دين مكة … ثم ان القراءن يتحدث بان الرسول لام القرى (مكة ) لينذرها و ينذر ما حولها ( الطائف و المدينة ) ، فاين هو بقية العالم .. يعني الرسالة محصورة في ذلك المكان فقط، فهل نحن مسلمون لاننا ما حول مكة … فكيف كانت ام القرى ساعتها و هي منطقة نائية جدا و صغيرة مقارنة مع مدن في المنطقة مختلفة عن محيطها ، فكيف كانت ساعتها ام القرى ؟!
ايضا يعني ام القرى … المفروض يكون مدينة في اليمن … لانه حسب التاريخ اليمن الاصل الاول للعرب … فمنطقي لابد ان تخرج مدينة اسمها ام القرى … لانها اصل العرب ، بداية العرب .
كلمة ام القرى كبيرة جدا في قصة جعلت العالم الكبير القديم ضيق جدا و محصور في مكان ضيق يخنق العقل و الروح حقيقة ، و جعلت ايضا العالم الواقع الحالي الكبير الذي ما حول مكة ضيق جدا في مدينة بدات لنا صغيرة و حديثة لا تتناسب مع الكلمة .
———————
هذا تقريبا كانت افكار غير مرتبة و غير منظمة كانت تتوارد في عقلي بدون ان اركز حول علاقته بالمسجد الحرام ، و بدون اشعر بانها كانت تترتب في عقلي مع الوقت .
—————————-
اذن الموضوع متعلق بالتاريخ المقدم لنا ……….. و نحن الان نحتاج لمعرفة قصة ام القرى لنعرف المكان موجود فيه المسجد الحرام .
قصة ( ام القرى ) … يمكن ادراك معناها من خلال شيئين :
1- قراءة حركة سير التاريخ الواقعي .
2- من خلال التراث الشعبي و تراث الواقع .
لو بدانا بالبحث في التراث الشعبي سنجد ما يلي :
في مصر هناك عبارة معروفة تقال دائما على لسان سكانها . عبارة ( مصر ام الدنيا ) .
انا اجد بان هذه العبارة ليست عبارة عفوية او مفتعلة او دخيلة او جملة سياسية .
لماذا ؟!
المجتمع المصري مجتمع متدين مثل اي مجتمعات المنطقة ، و جملة ( مصر ام الدنيا ) تقال في دائما اطار الحديث الثقافي و حب مصر و لا يتم تداولها في المواقف السياسية ، و هذا الشيء يجعل من الامر صعب تخيل فكرة ان المجتمع في مصر سيزاحم مكة دينيا بهذه الكلمة و يحاول سرقة هذه التسمية منها .
يعني كان يمكن ان تكون العبارة ( مصر هي الدنيا كلها ) ، لكن اصرار العبارة المعرفية على كلمة ( ام ) فهي بالنسبة لي ذاكرة قديمة ، هي عبارة خرجت من عمق اللاوعي الجمعي في ثقافتنا، هي معلومة قديمة يتم استداعاءها من اللاوعي الجمعي القديم .
هذه الجملة تختزن داخلها معلومة و معرفة قديمة و مازالت هذه المعلومة حية لدينا في الواقع .
مصر ام الدنيا … هي ذاكرة قديمة في ثقافتنا .
طبعا هذا الشيء لا يعتبر دليل قاطع لدى البعض ، لكن يمكن اعتبار هذه العبارة قرينة مهمة يتم استخدامها في البحث من اجل الوصول الى النتيجة الصحيحة في معرفة مكان ام القرى .
و ساتوقف قليلا عند هذه النقطة لناقشها لارتباطها بحديثنا السابق حول اسم ( مصر ) و علاقة الموضوع بالنظريات التي يحب الكثير الحديث عنها و ترويجها من الموضات التاريخية الحديثة و التي تتحدث بان مصر القران ليست مصر الحالية .
في البداية انا استغرب من هولاء الذين عقولهم ملتصقة بالكتب ، و لا يريد ان يفكر جيدا بالواقع و يطرح اسئلة منطقية على الواقع :
لماذا هناك اصرار ثقافي شعبي لدى شعب تعداده 90 مليون و عالم محيط به على تسمية مدينة القاهرة ( مصر) ….. بالرغم من ان اسمها هو ( القاهرة ) ؟!
لان الموضوع هو ذاكرة شعبية اصيلة و قديمة، و قد استمر الناس بترديدها بالرغم من قيام المحتل الاستعمار و عبر ادواته الالباني بتبديل اسمها من ( مصر ) الى القاهرة …. من اجل جعل ( القاهرة ) اسم رسمي في المعاملات حتى يبدا يختفي الاسم الاصلي السابق لها من ذاكرة الناس و لسانهم ، لكن سكان مصر و محيطها استمر لسانهم بترديد الاسم الاصلي لها … مصر .
و بجانب الاسم استمرت جملة ( مصر ام الدنيا ) ….. في لسان سكانها و هي استدعاء معلومة قديمة عاش عليها الناس في كل المنطقة .
ايضا لاحظ معي مدى خبث و دهاء الغرب و بان يعرف الحقيقية :
الناس الذين يروجون لهذه النظرية مصر القراءن ليست مصر الحالية يعتمدون على معلومة بان ( مصر عرفت قديما بارض الجبت ) .. و هذا الشيء كما نعرف بسبب الزمن الوهمي و ترتيب الزمني للاديان الذي صنعه الغرب …. و يستدلون بتسمية الغرب في لغاتهم لمصر باسم (ايجبت)
لكن هولاء لا يلاحظون الواقع ..
الغرب يسمون مصر في لغاتهم ( ايجبت ) ….. و لذلك فالمصري اليوم مطلوب منه عند التحدث باللغات الاخري ان يقول بانه من ايجبت و ليس من مصر ، و هكذا حتى يترسخ الاسم ( ايجبت ) من اجل محو اسم (مصر ) من الواقع و يحل محلة اسم ( ايجبت ) … و هذا السبب الجوهري الذي صنع هذا الوعي المغلوط عند هولاء …… مع انه من المفروض بان حكومة مصر تطالب دول الغرب بتغير اسم ايجبت في لغاتهم الى مصر، لانه الاسم الرسمي ، و عليك ان تحترمني و تناديني باسمي الحقيقي …… تماما كما عملت اليونان مع مقدونيا التي دخلت معها في ازمة طالبتها بتغير اسم دولتها .
هذا الاصرار في لغات اوروبا على اسم ( ايجبت ) … سببه ان حضارة ( اليونان ) القديمة التي عاصرت قديما مصر كانت تسمى مصر باسم ( ايجبت ) ، و لان الغرب وريث حضارة اليونان فتم اعتماد رسمي للاسم ( ايجبت في كل اللغات ) .
بالرغم من ان كل اللغات الاوروبية عمرها 300 تقريبا …….. و في ذلك الوقت عندما تم انشاء لغات اوروبا بشكل رسمي كان يجب عليهم تسميه مصر بمصر في لغاتهم، لانه في تلك الفترة التي اسسوا لغاتهم و وضعوا لها قواميس كان اسم مصر هو مصر ، لكن الغرب لم يحترم الواقع ساعتها ، فقرر الغرب كله ان يفتح كتب قديمة عمرها 2000 سنة كتبها اليونان و قرروا ان يلتزم بتسمية اليونان ” ايجبت” .
الان لاحظ في واقع لغات اوروبا الي هم وريث الحضارة اليونانية و الرومانية .
لو تلاحظ الى بعض دول اوروبا ستجد ملاحظة :
هناك البانيا و هي داخل اوروبا بعكس تركيا ، و كما نعرف بان غالبية الالبان مسلمون ، و هم و الاتراك من اصل واحد ، و الالبان استهروا بانهم كانوا في جيش الاتراك و اشتهروا باسم الارناؤوط ، لكن و بالرغم من انهم مسلمون و مرتبطون تاريخيا بالاتراك لكنهم يسمون مصر باسم ( ايجبت ) في قاموس لغتهم الرسمية و لغتهم اليوم ، مع انه يجب ان يعرفون مصر باسم مصر و ليس ايجبت تماما مثل الاتراك ، لان الاتراك يسمون مصر في لغتهم باسم مصر .
ايضا البوسنة و الهرسك يسمون مصر في لغاتهم باسم ايجبت بالرغم من انهم مسلمون و تاريخ المسلمين ارتبطوا مع اسم مصر و ليس ايجبت.
ايضا مالطا …………مالطا دولة اوروبية ، و لغتها كانها لهجة عربية و يفهمها اي عربي بوضوه ، و اي عربي يسافر الى مالطا سيجد بانها لغة عربية، و هذا يعني بان المالطين ليسوا وريثين حضارة اليونان، و المفروض يسمون مصر بمصر في لغتهم ، لكنهم يسمون مصر ايجبت .
اذن الموضوع سياسي و لا علاقة له بالتاريخ و الحقيقة
لكن ….. لو نتفق بان الغرب الذي هو وريث حضارة اليونان يحب ميراثه القديم اليوناني و محافظ عليه ، فقرر ان يلتزم بتسميات اجدادهم و هو ( ايجبت ) …. لكن الغريب و العجيب بان الغرب لم يلتزم بتسميات اجدادهم اليونان دائما .
فكل لغات اوروبا تسمي مصر ……. ايجبت … اسم يوناني
لكن كل لغات اوروبا تسمي القاهرة …. القاهرة … اسم عربي
المفروض بان اوروبا تسمي القاهرة في لغاتها ( هليوبولس ) او (ممفيس) .
لماذا ؟!
لان الغرب ليس منشغل بباحة ميراث اجدادهم اليونان ، و غير مهتم ابدا بالالتزام بتسميات الحضارة اليونانية .. و غير منشغل بحقائق تاريخية … الغرب منشغل بتحريف الواقع فقط … بالطمس المعرفي فقط …… و ازاله الاسماء الاصلية التي صنعت الواقع .
فالغرب يسمي القاهرة باسم القاهرة ……. لان الغرب يعرف بان اسم القاهرة ليس الاسم الاصلي للقاهرة و الذي كان مصر … و لذلك فلا مشكلة لدى الغرب في اعتماد هذا الاسم … بل لانه الاسم المعتمد الرسمي الموجود في التاريخ الوهمي الذي كتب للمنطقة … قاهرة المعز و تاريخ الايوبين و المماليك الخ .
يعني مثلا … لو كانت الثورة المصرية في الخمسينيات سميت مصر بدولة (بوت) …….. فتاكد فان كل لغات اوروبا كانت ستسمي مصر باسم ( بوت ) و ليس ايجبت .
ايضا ساعطيكم من ذاكرتنا الثقافية … بخصوص اليمن و بان الاسم قديم في ذاكرة الناس في كل المنطقة و هم يريدون محوه من الواقع.
قصة تماثيل ابو الهول .. اللغز كان يرد فيه اسم مصر … و هذا يدل على الناس كان الاسم في لسانهم القديم ؟!
لماذا ؟
لان الاكتشاف … ليس اكتشاف حديث .
يعني الناس يعتقدون بان الامر مرتبط بالاسلام حق مكة و هو السبب الذي صنع اسم مصر في لسان سكان المنطقة .. لكن الاكتشاف يتعلق باثار يمنية قديمة مكتوبة بخط المسند … مدفونه بعمق .. يعني الناس توارثوا اسم من زمن قديم …. يعني من زمن ما قبل اسلام مكة
ايضا لاحظ الشيء المضحك … في قصة التابوت الخشبي المكتشف في مصر و الذي عليه نقوش بخط المسند … الذي قيل لانه تاجر يمني .. ههه …. لان المصري قبل 2300 سنة في عهد دخول اليونان … كتب على التابوت بان رجل يمني جاء اسم (مصر) … و كتب اسم مصر … لكن لم يكتب اسم بلاده ( ايجبت او كمت ) … بل ان نفس هذا المصري و في نفس ذلك الوقت يكتب اسم بلاده كميت و ايجبت بالخط الهيروغليفي .
مسخرة
ايضا هناك البعض من اصحاب هذه الموجودة و الذي يحمل مخيلة زمنية خاطئة … ينطلق من قاعدة ان النبي سمها بلاد القبط .
و الحقيقة ان النبي لم يقلها … بل نبي الطابعة العثمانية التي جاءت مع غزو نابليون و جنوده هو من رسم حدود المنطقة و حدود مصر حاليا هو من سماها بلاد الجبت بنفس الاسم الاجنبي Egypt …….. نبي الطابعة العثمانية النابليونية هو من سماها بلاد الجبت على نفس التسمية التي اخترعوها .
اما النبي الحقيقي الاصلي فهو يرفض اسم الجبت الذي جاء حديثا من غازي اجنبي مجرم فاسق و هو نابليون و قومه ، القوم الذين زوروا الكتاب الذي فصلت اياته قرانا عربيا لقوم نابليون الذين يعلمون.
{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ¤ أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ¤ أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ¤ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما }
بينما الرسول الحقيقي الاصلي ……. يتبع كلام الله و يرفض اسم الجبت، و لا يمكن ان ياتي على لسانه هذا الاسم، و من المستحيل ان النبي يلحد في ايات الله بلسان اعجمي ، الني يسميها مصر ام القرى
{ ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}
يعني بالمختصر …. الغرب منشغل بطمس و ازالة كلمات القراءن من الواقع … و هذا العمل الواعي الغربي الموجود خلف التسميات و الذي كتب للناس كل هذا التاريخ … هو وراء صناعة هذه الموجه حول ان مصر القراءن ليست مصر الحالية … التي يتبناها مؤرخين لدينا و قراء و باحثين … سوى كانوا الامر تبني واعي او غير واعي .
—————————-
الان لنعود لموضوعنا … ام القرى و التاريخ الواقعي الحقيقي .
لو تطالع التاريخ الذي كتبه الغرب للزمن القديم في المنطقة، ستجد بان الصورة التي رسمها الغرب لنا تقريبا بالشكل الاتي :
مثل شخص يفتح جهاز الهاتف المحمول فجاءة على خبر عاجل حول وقوع عدة انفجارات مفاجئة في مدينة ما . او مثل شخص يصحو من النوم فجاءة ليجد نفسه في غرفة فيها عدة اشخاص لا يعرفهم و يتحدثون بلغات غريبة ، او مثل ديدان خرجت فجاءه من كل مكان و تكاثرت و قررت ان تعمل لها فضاء جغرافي محصورة داخلها .
لقد كتب لنا الغرب التاريخ …… بطريقة متوافقة مع دارون … بحيث يبدو بانه كان هناك اتفاق مفاجىء جرى في المنطقة اعراق ….. و كان هناك عدة اوراق في وعاء، و مكتوب في كل ورقة نوع الخط و نوع العقيدة و نوع اللغة …. و على كل عرقية اختيار ورقة عشوائية … و سيكون نصيب كل واحد حسب ماهو موجود في الورقة ……. فكان من نصيب مصر الهيروغليفية و من نصيب الهلال الخصيب المسمارية و من نصيب اليمن المسند و من نصيب المغرب الفينقية . و خرج الجميع مرة واحدة لخشبة المسرح لاثبات وجودهم المسرحي في الحياة ام جمهور القراء .
و هذا الامر يدعو للاستغراب
فلا يوجد اي مؤرخ غربي قد طرح سؤال حول اسباب هذا الظهور المفاجىء في هذه المنطقة بالذات .. بل ان العقل الغربي لا يريد اثارة مثل هذا السؤال ، حتى مؤرخينا لم يطرحوا بشكل جاد هذا السؤال .. قد تكون هناك كتب تاريخ تتحدث عن اصول الحضارات، لكني اقصد اسباب هذا الظهور المفاجىء في المنطقة و في هذه الفترة الزمنية بالذات و بهذا الإختلاف ؟
فمثلا …………. لا وجود لتفسير منطقي حول اصول الدين و اللغة و الكتابة التي كتبها الغرب لنا ، و لا يوجد لها سياق منطقي …. فقط ظهور مفاجىء و كل واحد وضع بضاعته في سوق المنطقة .
فلا تعرف اي سياق منطقي يفسر سبب ظهور العقيدة القديمة في العراق و الشام و مصر و اليمن، حتى لو قدم لنا العقل الغربي تاريخ عن قصص عن الالهات و العقيدة عبر ربطها بظواهر الطبيعة كاصل الاول الذي انتج تلك العقائد .
فحسب منطق العقل الغربي، بان سبب اختلاف العقائد القديمة في المنطقة ، هو بسبب البيئة المناخية و الطبيعية المختلفة، فالعراق ظهرت فيها عقيدة مختلفة عن مصر بسبب المناخ و الطبيعة في العراق المختلفة عن مصر و المختلفة عن اليمن و هكذا ….
لكنه تفسير غير منطقي
لانه اذا كانت الطبيعة هي نقطة البداية ….. فنحن نستغرب لماذا لم يكن هناك الهة خاصة بالنيل او الفرات بحكم كون تلك الانهار ارتبطت بشكل قوي جدا بحياة الناس في تلك الجغرافيا … و لماذا كانت الحضارات غير واحدة في عباداتها مادامت الطبيعة واحدة ( النهر ) ؟!
ايضا لا تعرف اي تفسير علمي و منطقي يفسر لك اسباب ظهور تلك الطريقة و تلك الاشكال في خطوط الكتابة و اختيارها دون غيرها . لماذا تلك الطريقة بالذات و ليست طريقة اخرى في الكتابة؟! و هل كان هناك نظام معين لاختيار خطوط الكتابة ام كان نظام عشوائي ؟!
لانك لا تجد في كتابات الغرب اي تفسير جاد حول اسباب ظهور خط المسند و الخط المسماري و للخط الهيروغليفي …. غقط نقوش ظهرت فجاءة و لا نعرف حقب سبقتها تفسر اسباب تلك الانواع من الخطوط .
ماهو المنبع الاول لهذا الظهور … فلو افترضنا حالة زمنية قديمة لا نهائية سابقة لنا … فانه من المنطقي باننا كلما تراجعنا في الزمن للوراء قديما حتى الازل .. فلا بد ان تظهر لدينا نقطة واحدة هي سياق منطقي و طبيعي لهذا الظهور الحضاري في المنطقة .
لماذا ؟
هذا النقطة الاولى هي الموضوع الذي يبدو فيه الغرب غبي جدا و ساذج جدا ……… عندما يكتب لسكان المنطقة تاريخهم القديم .
فكر معي جيدا
نحن ننظر الى الغرب …. كبنية فكرية قائمة على العلم و المنطق و الدليل العلمي ، و خرج منها عدة عقليات عبقرية كما نعتقد، و قد تمكنت من فك نقوش المنطقة و اخرجت لنا كل هذا التاريخ القديم و استطاعت استنطاق هذه الكتابات القديمة … و جعلها تنطق بنفس نطق الانسان قديما … و هذه العقلية الغربية هي من اخرجت لنا عدة نظريات تاريخية تفسر لنا تاريخ المنطقة القديم .
لكن هذه البنية الفكرية هي نفسها البنية الفكرية التي تكوينها العلمي و النظري اخرج لنا ايضا نظريات علمية وحدت كثير من الاشياء حولنا .
فكر جيدا
● البنية الفكرية الغربية … خرج منها علماء استطاعوا ان يوحدوا الحياة في الارض، و استطاعوا ان يربطوا بين الانسان و الحيوان باصل واحد بنظرية داروين منشاها خلية واحدة لا ترى بالعين المجردة . و اصبحت نظرية دارون صحيحة و تدرس في كل الجامعات كحقيقة .. و من يعارضها فسيكون في محل سخرية،لقد جعلت هذه النظرية بداية الحياة من خلية صغيرة لا ترى بالعين المجردة .
تخيل معي صعوبة تخيل فكرة الايمان ان الانسان و القرد و الفأر و الحشرة كانوا من اصل واحد و خلية حية واحدة … تطورت و انشق منها كل هذا التنوع الحيوي .
و مع ذلك نظرية علمية صحيحة
● ايضا البنية الفكرية الغربية ….. خرج منها علماء استطاعوا ان يوحدوا بين اجزاء هذا الكون الشاسع و الضخم ….. و استطاعوا ان يربطوا بين المجرات و الكواكب و النجوم البعيدة جدا و التي المسافات بينها تصل الى ارقام خرافية ……….و تم ربطها باصل واحد وهي نظرية الانفجار العظيم … انفجار ضخم في جزء من المكان بين جسيمات لا ترى بالعين المجردة .. و لا يعارض احد هذه النظرية ؟! . لقد جعلت هذه النظرية بداية هذا الكون العملاق .. من انفجار في نقطة صغيرة في المكان .
تخيل معي صعوبة تخيل فكرة ان الارض و الشمس و القمر و النجوم و المجرات من اصل واحد و كان كل شيء في الكون في اللماضي السحيق نقطة صغيرة . لقد خرج هذا الكون الضخم الحجم من انفجار نقطة صغيرة في المكان.
و مع ذلك نظرية علمية صحيحة .
لكن السؤال المنطقي :
لماذا اذن نفس هذه البنية الفكرية القائمة على العلم و المنطق عاجزة او ربما غبية جدا هذه المرة ، و لم تفكر يوما بتوحيد حضارات المنطقة في حضارة واحدة ، و هي الحضارات القريبة جدا من بعض و لاتفصلها تلك المسافات الشاسعة الموجودة بين المجرات و الغير مختلفة اطلاقا عن بعضها مثل هو الاختلاف الشاسع بين الانسان و الفأر الذي جعله يتوصل لانهما من اصل واحد .
لماذا لم يفكر هذا العقل بتوحيد حضارات المنطقة داخل نظرية تاريخية علمية واحدة و هذه النظرية هي التي خرجت منها كل حضارات المنطقة ؟ ….. لماذا عجزوا عن ذلك رغم انها اسهل من نظرية الانسان و الفار من خلية واحدة ، لماذا يتغابون …لماذا لم يخطر ببالهم ؟! هل يخفون شيء ما ؟ .
الامر يبدو بشكل واضح بانه مرتبط بتوجه فكري معين و ليس غباء و لابد ان يرسموا لنا التاريخ هكذا … اي مطلوب منهم العمل وفق هذه التصور…. و يمكن لانها تخدم السياسية القائمة على فرق تسد، و يمكن الامر مرتبط بشيء اخر خطير .
لكن السؤال المنطقي الاهم : لماذا العقل الغير غربي و الذي يؤمن بنظريات العقل الغربي السابقة الصعبة التخيل ، يجد صعوبة بالغة في استيعاب فكرة منبع واحد خرجت من حضارات المنطقة، خصوصا المؤرخين لدينا و اصحاب العقول العلمية و التي تؤمن بشكل مطلق بنظريات العقل الغربي صعبة التخيل ( بالوحدة بين الانسان و الحيوان و ان البداية كانت خلية مجهرية خرجت منها كل اشكال الحياة ، و الكون الضخم و تلك المسافات الشاسعة بين النجوم و الكواكب كانت نقطة صغيرة في المكان و خرج منها كل هذا الكون الضخم ) ؟!
حتى لو وجدنا مؤرخ و مفكر لدينا … و يتحدث عن اصل مشترك واحد عبر مطابقة رموز و اسماء الهات القديمة و مفردات ترجمات اللغات التي استخرجها العقل الغربي لنا ………… لكنها ليس بالصورة التي يتحدثون حولها و التي استخلصوها من كتابات الغرب ..لان الصورة التي يرسمونها ايضا غير منطقية .
ما اقصده بالمنبع الواحد لحضارات المنطقة …. شيء مختلف تماما .
لان المنطق و العقل و الحكمة … جميعها تقول :
ان المنطقة ظهرت نتيجة انفجار واحد فقط و ليس نتيجة عدة انفجارات ……… و الانسان في كل المنطقة قد تواجدوا نتيجة بقعة واحدة ( خلية حية واحدة) و قد خرجوا منها … تكاثرت و انتشرت في كل المنطقة و استوطنت الارض … و هي تحمل دين و لسان واحد .
او بمعنى اخر :
الناس لم يخرجوا دفعة واحدة بشكل مفاجىء في لحظة واحدة من مثل الديدان او الذباب من كل بقعة في الارض ، ثم قرروا ان يخترعوا لهم لغة ليتواصلوا فيما بينهم و يخترعوا دين ، الناس كلهم خرجوا من بقعة واحدة نقطة واحدة في الارض ، و خرجوا من اول مجموعة بشرية ظهرت في تلك النقطة ، و تلك المجموعة البشرية الاولى كانت تملك لسان واحد و دين فطرة واحدة ، و تكاثرت ثم انتشرت في كل الارض و استوطنتها و استقرت و عمرت الارض ، و لكنها لم تفقد الاتصال بتلك النقطة الاولى التي خرجوا منها ، و منطقيا لابد ان تكون تلك النقطة التي خرجوا منها ، هو المكان الموجود فيه اقد اثر للانسان ( اقدم مبنى في الارض ) … مكان التواصل المستمر ( الحج ).
و تلك النقطة الاولى ستسمى ( ام القرى ) .
و منطقيا ستكون تلك النقطة الاولى ( ام القرى ) هي اول مجموعة بشرية ظهرت فيها و يوجد فيها اول مبنى وضع للناس و اول كتاب كتبه الناس .
و منطقيا ستظهر كتابات قديمة حول تلك النقطة الاولى ( ام القرى ) و قد اتخذت اشكال كتابية متطورة عبر الزمن و قد خرجت من اول اقدم كتاب موجود في النقطة الاولى ، و تلك الكتابات القديمة المختلفة في مناطق تواجدهم قد كتبت في حقب زمنية مختلفة و متباعدة ، بعد رحلة زمنية طويلة من هجرات هذا الشعب و استيطانه في الارض و احتياجة لكتابات اكثر بساطة و سهولة .
لان تلك الكتابة الاولى الموجودة في النقطة الاولى ( ام القرى )، اصبحت بنظر الناس كتابة توقيفية مقدسة تحوي ذاكرتهم الاولى فطرتهم الاولى التي خرجوا منها ، و الناس سيكتبوا كتابات عديدة متطورة حول محيط ذلك الكتاب الاول الموجود في النقطة الاولى ( ام القرى ) .
اي ان كل الكتابات خاصة بحضارة واحدة لها عقيدة واحدة و لسان واحد ، لكنها كتابات متطورة عن شكل اول كتاب لهم الموجود في النقطة الاولى ( ام القرى ) .
{وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير} {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون}
{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }
————-
هل الواقع يؤيد هذه الفكرة التاريخية ؟!
نعم
1- لاحظ ….. لدينا في مصر اقدم مبنى في المنطقة و العالم ، و يوجد فيها اقدم كتاب في المنطقة .
2- يوجد في اليمن ايضا كتابة قديمة مستخرجة من الكتابة الموجودة في مصر ( حركة ام القرى ) ………….. دليل على انها حركة لغة واحدة
3- يوجد في اليمن جثث محنطة تشبه الجثث المحنطة في مصر ، و هذا يدل على انها ( حركة ام القرى ) …. دليل على انه حركة دين واحد
يوجد في اليمن اكتشافات لتماثيل لابول الهول عليها نقوش مسند ، و هذا يدل على انها ( حركة ام القرى ) …. دليل على ان هناك قداسة واحدة لمكان .
اكتشف تابوت خشبي عليه نقوش مسند مدفون جنب احد الاهرامات ، و هذا يدل على انها ( حركة ام القرى ) .. دليل على ان هناك حج واحد لمكان واحد منذ القدم .
اذا … نظرية ام القرى التاريخية صحيحة جدا ، و الواقع يؤيد و يؤكد هذه النظرية بشكل واضح و جلي و بدقة كبيرة.
مصر هي ام القرى … و المسجد الحرام في مصر، و القراءن يؤيد و يؤكد هذه النتيجة و هذه الحركة التاريخية .
{و اوحينا الى موسى و أخيه ان تبواء لقومكما بيوتا في مصر و اجعلوا بيوتكم قبلة }
بدأت بداية جيدة ولكن في الأخير أردت أن تثبت أن مصر هي أم القرى بطريقة واسلوب سريع
حيث جعلت الفكرة المدلسه تأتي في آخر المقالة علما أن الله سبحانه وتعالى يرسل الرسل جميعهم في أم القرى وليس هناك أم القرى واحدة فقط والدليل في قوله تعالى ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴿59 القصص))