2017-01-23T09:53:00-08:00
سيعود اليمن الى ما قبل عام 90 ، و سيكون الجنوب بوصاية سعودية لانها الدولة التي انتصرت لصالح مشروع الانفصال ، اما الشمال سيكون في عداء مع السعودية و خارج عن وصايتها بعد خروج كل اياديها.
سيصبح الجنوب مشروع للسعودية ، و لان الجنوب حدث له في الاونة الاخيرة عملية استلاب للهوية مع حجم الضخ للمعلومات حول هوية الجنوب و تاريخه، فلم يستقروا هل هم سلطنات قديمة ام جنوب عربي ام جنوب يمن ام حضرموت ام عدن، فسيكون من السهولة على السعودية تفعيل مشروعها الوهابي هناك و ستصبح هي الهوية الجامعة للجنوب لاجل استنزاف الشمال.
ستنشى مراكز دينية في كل مكان في الجنوب ، سيصبح العقل في الجنوب محاط بتوحش بالافكار الوهابية ، الاعلام ، الجامع ، المدرسة ، المراكز الدينية ، الجامعات ، المكتبات ، و سيصبح نجوم الجنوب الفكرية و الثقافية و الاعلامية مجموعة من شيوخ الدين الوهابية الذين سيتم صناعتهم لملىء عقول الناس. كما حدث قبل عام 90 في الشمال.
سيتم القضاء على مركزية تريم الدينية ، و سيكون لا موضوع يدور في الجنوب سوى الصوفية و قبحها ، و ستنتشر قصص و مواضيع لمحاربة الصوفية بصورة شرسة، و سيتم انشاء مركز للحديث و السنة في حضرموت للقضاء على مركزية تريم الدينية ، كما حدث في الشمال قبل عام 90 في دماج و زبيد و الجند ، و سيتم استقطاب الشباب و الناس الى هناك و بدعم مالي كبير ، و ستكون قبلة الدينية للجنوب و المنطقة ، كل هذا من اجل تحصين الجنوب وفق المسار السعودي الفكري و ربطه بالسعودية ، من اجل استنزاف الشمال ، و كي يصبح الجنوب مخزن قوي لارسال الارهابين و ا لانتحارين الى العراق و سوريا كما حدث قبل عام 90 في الشمال عندما تم ارسال يمنين الى افغانستان و الشيشان و كشمير.
ستحدث حروب بين الشمال و الجنوب ، كما حدثت في الماضي قبل عام 90، و سيدعم الجنوب خلق و تكوين جماعات دينية في الشمال لاجل خوض معارك ضد سلطة صنعاء ، بطابع ديني حرب بين سنة و شيعة ، في عملية استنزاف طويلة .
سيصبح الجنوب مجرد مشروع تم صناعته لاجل تنفيذ مصالح السعودية فقط، و ليس مشروع وطني ، سيكون الجنوب مجرد اداة تم رسمها لتحقيق مصالح السعودية ، و ينتهي هذا المشروع بالفوضى بعد تحقيق مصالح السعودية التي ارادته من عملية الانفصال. لن يكون هناك مشروع وطني ، لن يكون هناك عمل في البناء و التطوير اقتصاديا و اجتماعيا و فكريا و سياسيا في الجنوب ، لن يعمل الجنوب شيء ، سيستلم اموال من السعودية فقط ، سيكون مجرد مشروع ربط بالسعودية لا تجعلك تبني و تعتمد على نفسك و تطور نفسك ، بل عملاء يذهبون لقصور السعودية.
و لان الجنوب يعاني من انقسامات داخلية سياسية مازالت قائمة، و لا يملكون مركز سياسي واحد يجمعهم ، فان ذلك سيجعل من الجنوب يتقاطرون نحو المسار السعودي السياسي كجامع لهم يوحدهم.
سيكون للقبيلة حضور كبير في الجنوب ، ستعاد الهويات القبلية بشكل عميق، لان العقيدة الوهابية خلقت من رحم القبيلة و فيها احتفاء كبير بالقبيلة و الفكر القبلي .
سيكون هناك لجنة خاصة في الجنوب ، فيها اسماء شيوخ قبائل و رجال دين و سياسين يستلمون اموال كبيرة من قصور السعودية .
سيكون الجيش في الجنوب عقائدي وهابي ، لان الانفصال تحقق تحت نغمة قتال الروافض و المجوس، فهذا الانتصار سيصبح عقيدة الجيش تماما، و سيكون جيش الجنوب مثل الفرقة مدرع في الشمال سابقا ، جنود عقائديين و قادة الجيش عقائدين و يحملون شهادات دينية او من الذين ذهبوا للقتال في العراق او سوريا ، كما حدث في الفرقة مدرع في الشمال. و لابد من خلق رجل دين يشبه الزنداني مهمته اعطاء بعد روحي للجيش في قتال الروافض و المجوس، و سيكون هذا الرجل له حضور كبير في كل المواقف السياسية.
سيكون مسمى الدولة الجديدة ، دول الجنوب اليمني العربي ، و سيقبل الجنوبيين بهذا الاسم ، المهم الانفصال عن الروافض و المجوس ، لانه ليس من مصلحة السعودية غير هذه التسمية ، كما حدث في ايام جمال عبدالناصر تماما ، كي يصبح العقل في الجنوب يستسيغ بسهولة فكرة التدخل في شوون الشمال ، و يجعله مربوط بالشمال بمسمى اليمن ، يعطي له الحق في قتال و محاربة الروافض و المجوس، و ايضا كي يصبح الجنوب مركز لاستقطاب العقائدين في الشمال لاجل اعادتهم الى الشمال و تكوين جبهات في الشمال على مراحل.
و لان عمان خرجت من بيت الطاعة السعودية ، و هي الدولة الوحيدة التي تسير في مسار سياسي مختلف عن السعودية ، في كل المواقف و القضايا في اليمن و الخليج و المنطقة، و لها علاقات سياسية قوية مع ايران ، سيصبح الجنوب مركز لزعزعة امن سلطنة عمان ، كما حدث في الماضي عندما دعم الجنوب جبهة ظفار ، سيكون الجنوب الداعم للفكر الوهابي في مناطق ظفار ذات الغالبية السنية ، و سيتم استقطاب و تدريب شباب و خلق زعامات دينية تعبر عن روح السنة في مناطق ظفار ، و سيبدا الاعلام الخليجي بنغمة الخوارج و الاباضية و الاعلام الجنوبي سيمتلىء بقصص الخوارج و الاباضية ، لاجل زعزعة امن عمان ، و خلق اضطراب داخلي ، يجعل من عمان تستسلم و تخضع و تحول مسارها ليصبح بنفس مسار السعودية تماما .
.
.
سيصعب عليهم استيعاب هذا الشيء ، لانهم لا يفكرون الا من خلال عقدهم المناطقية و التاريخية.
.
.
ابن الشمس
.
.