1/19/2021 0:00:00
في الرياضيات اذا كان لدينا مجموعتان ( A B ) الاولى فيها عناصر و الا خرى فيها عناصر ، و لا توجد عناصر مشتركة بينهما ، فنحن نسميهما بالمجموعتان المستقلتان او المنعزلتان او المنفصلات…. لكن لو كان هناك عناصر مشتركة بين المجموعتين فنحن نسمي المجموعتين ( بالمتقاطعة).
مثال :
المجموعة A تحوي ( 2 ، 4 ، 6… )
المجموعة B تحوي ( 3 ، 5 ، 7… )
المجموعة C تحوي ( 2 ، 5.1 )
ما هي بنية المجموعات الثلاث ؟
المجموعة A هي الاعداد الزوجية و لا تقبل الا الاعداد الزوجية
المجموعة B هي الاعداد الفردية و لا تقبل الا الاعداد الفردية
المجموعة C هي مجموعة تحوي عنصرين فقط
المجموعة A منفصلة عن المجموعة B
المجموعة A متقاطعة مع المجموعة C
من خلال دراسة هذا المثال سنجد :
# بانه لا يمكن ان تتقاطع المجوعتين A B ، و بانه لا يمكن ان يظهر عنصر في المجموعة A متشابهة مع B.
# نحن سمينا المجموعتين A C بالمتقاطعتين بسبب وجود عنصر متطابق و مشترك في كلا المجموعتين و هو ( 2)
# المجموعتان B C ليست متقاطعتين بالرغم من وجود عنصر متقارب جدا في المجموعة A و هو ( 5) مع عنصر اخر في المجموعة C و هو ( 5.1)
هذا المثال هو ما حدث لنا
كيف ؟
لو اعتبرنا منطقتنا هي مجموعة رياضية ، و هذة المجموعة تحتوي على عدد من العناصر تتميز بوجود رابط بنية ثقافية واحد و هو دين واحد و نص ديني بلغة واحدة ( الاسلام + القراءن )
و لو تلاحظ الى اوروبا ستجدها ايضا تمثل ايضا مجموعة تضم داخلها عدد من العناصر ، و تتميز ببنية ثقافية واحدة تملك دين واحد الكريستيان و نص ديني واحد حتى لوكان مكتوب بلغات عديدة و ليس بلغة واحدة. ( المسيحية + البايبل).
الان لو افترضنا مجرد فرض بان المجموعات الرياضية في مثالنا السابق تمثل واقعنا ، فالسوال هو : ما هي المجموعة الرياضية في المثال السابق الذي تمثل كلا من المنطقة و الغرب ؟
– لو كان الغرب يملك نص ديني مثل النص الديني للهندوسية
فالمجموعة A تمثل المنطقة
و المجموعة B تمثل الغرب
مجموعتان منفصلتان غير متقاطتعتين و لا يوجد بينهما اي عناصر مشتركة. بينيتان ثقافيتان منفصلتان
– و لو كان الغرب يملك دين الاسلام و نص ديني اسمه القراءن
فالمجموعة A تمثل المنطقة
و المجموعة A تمثل الغرب ايضا
مجموعتان متقاطتعتان يوجد بينهما عناصر مشتركة، اي بنيتان ثقافيتان مشتركتان.
– لكن الغرب يملك نص ديني اسمه البايبل
فالمجموعة B تمثل المنطقة
و المجموعة C تمثل الغرب
لماذا ؟
لان اي بنية ثقافية لا تستطيع اختراق اي بنى ثقافية اخرى ، الا عبر شيئ واحد و هو :
الاحتلال و فرض عنصر من بنية المحتل الثقافية.
لكن المشكلة بان العناصر الثقافية للمحتل لا يمكن لها البقاء داخل البنية الثقافية المحتلة و الإستمرار مدة طويلة ، لانها ستذوب داخل البنية الثقافية المحتلة ، او تتعرض للطرد ، و لا يوجد حل الا عبر ادخال عناصر من ثقافة المحتل لكنها متشابهة مع عناصر بنية الثقافية المحتلة بشكل مخادع، لتعتقد البنية المحتلة بان العناصر الدخيلة جزء من بنيتها الطبيعية .
و هذا ما حدث لنا
لقد تعمد الغرب تاليف كتاب ديني البابيل لاجل ان يصل المسلم لهذا المنطق.
فالمسلم يعتقد بان المنطقة هي المجموعة B ، و يعتقد بان الغرب هو المجموعة C ، لكنه يعتقد بان المجموعتين B C متقاطعتين و تملك عناصر مشتركة بينهما و بانهما من بنية ثقافية واحدة ، بينما الحقيقة بان المجموعتين منعزلتلان و مستقلتين و غير متقاطتين.
و اما سبب الاعتقاد الخاطىء لدى المسلم هو : ان المسلم يعتقد بان العدد ( 5) في المجموعة B متطابق مع العدد ( 5.1) في C، بينما العددين غير متطابقين ابدا.
او بمعنى اخر…… .المسلم يعتقد بان ( القراءن = 5 ) الموجود في بنيته الثقافية متطابق مع ( البايبل) الموجود عند الغرب، بينما الحقيقة ان النصين الدينين غير متطابقين و ليسا من بنية واحدة رغم التشابهة بينهما .
و هذا هو المنطق الذي يريده الغرب.
فالغرب تعمد صناعة نص ديني البايبل ( يحوي قصص انبياء) ليكون متشابه مع القراءن ( يحوي قصص انبياء) لكنها غير متطابقة ، و هذا العمل هو مجرد عملية اختراق ثقافي فقط، ليحسبه المسلم من عند الله و بان الله قد انزل مثل هذا النص الديني ، او ليحسب المسلم بان العدد 5 هو نفسه العدد 5.1 ، او حتى تعتقد عناصر المجموعة المحتلة بان عنصر (كتاب البايبل و اليهودية ) جزء من بنيتة الثقافية الطبيعية الاصلية الدينية و اللغوية ……. بينما هي عناصر دخيلة في وظيفة اختراق ثقافي لصالح المحتل ، و حتى يمكن لعناصر الأحتلال من البقاء و الاستمرار داخل البنية الثقافية التي تم احتلالها لخدمة المحتل .
{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون * و إن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب و ما هو من الكتاب و يقولون هو من عند الله و ما هو من عند الله و يقولون على الله الكذب و هم يعلمون}
{ ان الدين عند الله الاسلام و ما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم}
هذا هو السياق الحقيقي الذي خرج منه عنصر الكيان الصهيوني التابع للغرب ، و السياق الطبيعي لفكرة صناعة اليهودية و كتاب البايبل و تلك هي الالية التي استطاع الغرب عبرها من ادخال اليهودية و توطينها في المنطقة ثم تجميعها ، و ذلك هو الهدف الحقيقي من عنصر الكيان الصهيوني الدخيل على المنطقة.
و هذا العمل لا يمكن لاي محتل القيام به الا بعد ان يتم اخفاء الوثيقة الكتابية الرسمية التي كانت تحوي على النص الديني للبنية الثقافية المحتلة.
و هذا ما قام به الغرب في غزوة نابليون للمنطقة التي استطاعت اخفاء الوثيقة الكتابية التي حفظ منه المسلمين القراءن، ليتمكن من زرع الكيان الصهيوني الذي يحمل كتاب البايبل و من زرع اقليات تؤمن بكتابه الديني البايبل حتى يتم استثمارهم لصالح تدمير و تفكيك البنية الثقافية.
{ و مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}
{ يا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}