ما هو الكتاب- الجزء الثاني:لماذا المسلمون قد حفظوا القراءن من مصحف غير هذا المصحف العثماني و مكتوب بخط مختلف ؟

ما هو الكتاب- الجزء الثاني:لماذا المسلمون قد حفظوا القراءن من مصحف غير هذا المصحف العثماني و مكتوب بخط مختلف ؟

12/15/2020 0:00:00

رابط المقال

الجزء الثاني : لماذا المسلمون قد حفظوا القراءن من مصحف غير هذا المصحف العثماني و مكتوب بخط مختلف ؟

تحدثنا في مقالنا السابق ( الجزء الاول ) عن الاسباب التي تجعلنا نعتقد بان المسلمين حفظوا القراءن من مصحف غير هذا المصحف الحالي، و هي ثلاثة اسباب: المصحف، و خطاب القراءن ، و الواقع .

ثم تحدثنا في المقال عن السبب الاول ( المصحف الحالي ) ……… و توصلنا عبر تفكير منطقي حول ظواهر موجودة في المصحف الحالي و من خلال ملاحظة الاثر الذي انتجه المصحف في الواقع.

و قلنا بان القراءن اليوم مكتوب على مادتين مختلفتين ، او هناك مصحفان اثنان في الوقت الحالي ، المصحف الاول موجود في هذا المصحف الورقي العثماني ، و المصحف الثاني موجود في صدور الناس لان المسلم يحفظ القراءن غيبا …. و ما هو موجود في صدور الناس لا ينطبق على الرسم الكتابي للمصحف الورقي ….و هذا يدل على وجود رسم اخر مختلف حفظ منه المسلمين القراءن .

و هذا الرابط

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=719001045702828&id=100027788172171—— — — — —

الان سننتقل لمناقشة السبب الثاني و هو خطاب القراءن .

¤¤¤¤¤خطاب القراءن ¤¤¤¤¤

الحقيقة ….. باننا عندما نتدبر خطاب القراءن بدون تدخل من تفسيرات خارجية عنه، سنتوقف كثيرا في اماكن كثيرة في الخطاب من اجل فهم المعاني ، خصوصا عند مفردة ( القراءن ) و مفردة ( الكتاب ) .

فمثلا

■ اول خطاب يفتتحه القراءن { ذلك الكتاب لا ريب فيه }، و من يستمع لهذا الخطاب ، فهو سيفهم مباشرة بانه يشير اشارة واضحة الى كتاب في مكان بعيد و غائب .

فالخطاب لم يقل (هذا الكتاب ) و لم يقل ( هذا القراءن )، و كأن الخطاب لا يعترف بهذا الخط الكتابي المكتوب به القراءن .

فهل المصحف الذي نعتقده هو ( ذلك الكتاب ) ؟

{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }

■ ايضا الخطاب يتحدث عن مفردتين مختلفتين (قراءن ) و ( كتاب ) بشكل غريب ، و هذا الشيء سبب للكثير صعوبة في التفريق بين ماهو( القراءن ) و ما هو ( الكتاب )، ثم يتحدث عن قراءن كتاب . و لا تعرف ما الاهمية ، فهذا كتاب و هو قراءن عربي .

فهل الخطاب يتحدث عن قراءن ( ذلك الكتاب ) ؟

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون }

■ ايضا الخطاب يتحدث عن قراءن عربي و اللسان العربي بشكل مستمر و غريب ، و يخاطب المسلم بانه قراءن عربي و يجب ان يعقلوا هذا الشيء ، مع ان الامر لا يحتاج لقول ان القراءن الذي بين ايدينا عربي ، فهو معروف انه عربي و لا يحتاج هذا الشيء للتاكيد و للتشديد ليعرفه الناس، ثم ان كل المسلمين يعقلون بان المصحف قراءن عربي، و لا يحتاج ليقال لهم ( اعقلوا ) .

فتستغرب جدا و تفكر السبب المنطقي ، و كان الخطاب يحدثنا عن مصحف اخر يقرا بلسان عربي .

فهل الخطاب يعني قراءة المصحف الذي نعتقده ؟

{الر تلك آيات الكتاب المبين (1) إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (2)}

■ ايضا الخطاب يتحدث بشكل مشدد و قوي بان القراءن تصديق للكتاب، لكن ما اهمية التصديق ، و كيف يعقل بان هذا القراءن تصديق لهذا المصحف ( يصدق نفسه ) ، كيف لخطاب ان يصدق نفسه ، هل يعقل منطقيا ان انسان يكون مصدق لنفسه ؟

فتستغرب جدا و تفكر حول السبب المنطقي ، و كان الخطاب يحدثنا مصحف اخر .

فهل الخطاب يعني ان هذا القراءن تصديق للمصحف الذي نعتقده و الذي حفظ منه المسلمين القراءن؟

{وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين}

■ ايضا الخطاب يتحدث عن ناس يحرفون كلام الله بشكل غريب ، لكن اين هو هذا التحريف ؟، لانه من الصعوبة جدا الاعتقاد بان الخطاب يقصد نفسه بانه محرف ، بل ان الخطاب يعطينا امثلة على التحريف من اقوال المحرفين.

فتستغرب و تفكر بالسبب المنطقي ، و كان الخطاب يحدثنا عن مكان اخر مكتوب فيه كلام الله و قد حدث له تحريف صوتي و هو يقدم لنا امثلة .

فهل الخطاب يعني بالتحريف، هو تحريف المصحف الذي نعتقده ؟

{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (76) أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون (77) ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون (78) فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (79)}

{فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم }

■ ايضا الخطاب يتحدث عن ناس يلحدون في الكتاب بلسان اعجمي بشكل غريب ، لكن اين هو هذا الالحاد في المصحف الحالي بلسان اعجمي ؟، لانه من الصعوبة جدا الاعتقاد بان الخطاب يقصد المسلمين ، لان كل المسلمين يحفظون القراءن و يقراونه بشكل جيد، حتى ممن لا يتكلمون بالعربي يقراونه و يحفظونه بشكل جيد افضل من العربي .

فهل الخطاب عندما يتحدث عن قوم يلحدون بالكتاب ، فهو يقصد قوم يقراون المصحف الذي نعتقده بلسان اعجمي ؟

{إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير (40) إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز (41) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (42) ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم (43)}

{ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}

■ ايضا الوحي يخاطب المسلمين دائما عن كتاب موسى بانه نور و هدى بشكل غريب …… و لا تعرف ما اهمية الكتاب … خصوصا ان كتاب موسى عبري . فكيف يعقل هذا … فاذا كان لدينا قراءن ، فهو يكفي .

فهل الخطاب يقصد بكتاب موسى المصحف الذي نعتقده ؟

{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون}

{وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون}

■ ايضا الوحي في كثير من الخطاب يتحدث عن كتاب موسى و بان هناك من قد اختلفوا فيه ، و لا تعرف ما هي العلاقة ، خصوصا و ان كتاب موسى عبري و لا يجب ان يكون مهم لنا .

فهل الخطاب يقصد بكتاب موسى المصحف الذي نعتقده و قد اختلفوا فيه و اخفوه ؟

{ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد (44) ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب (45)}

■ ايضا الوحي في كثير من الخطاب يتحدث عن كتاب الرسول و هو مقترن بعد الحديث عن كتاب موسى و مصدق له بلسان عربي، و لا تعرف ما السبب .

فهل الخطاب يقصد بكتاب موسى المصحف الذي نعتقده و الذي القراءن الذي لدينا مصدق له ؟

{ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين}

{وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (29) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم (30)}

■ ايضا الوحي يخاطب الرسول عن الكتاب و يامره بالقراءة بشكل غريب ، و كأن الموضوع صعب جدا حتى ياتي امر له بالقراءة . لكن قراءة ماذا ؟ ، كيف ياتي له كتاب ثم يطلب منه ان يقرا ، او كيف يكون المصحف الحالي بالكتاب ، و يامره باخذ الكتاب و قد اعطاه قراءن .

فهل الوحي يامر الرسول بقراءة المصحف الذي نعتقده؟

{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين}

{اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5)}

■ ايضا الوحي يتحدث عن تنزيل القراءن على قلب الرسول و بانه موجود في زبر الاولين ( كتب الاولين ) بشكل غريب . فما علاقة زبر الاولين بالقراءن . و ما اهمية زبر الاولين ؟…… يكفينا القراءن …. فتستغرب حول السبب المنطقي ، و كان الخطاب يتحدث عن خط كتابي قديم من الخطوط الكتابية للاولين .

فهل الوحي يخاطب الرسول عن خط المصحف الذي نعتقده و يامره بقراءته ؟

{وإنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين (195) وإنه لفي زبر الأولين (196)}

■ ايضا الوحي في كثير من الخطاب يتحدث عن الرسول بانه يبدي ما كانت يخفيه قوم من الكتاب ، و يتحدث من بعد كتاب موسى الذي تعرض للاخفاء ، و لا تعرف ما السبب ، فما اهمية كتاب من بعد موسى و لدينا القراءن يكفي ؟!

فهل الخطاب عندما يتحدث عن الكتاب المخفي فهو يقصد المصحف الذي نعتقده ؟

{وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}

{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم (16)}

■ ايضا الوحي يتحدث عن رسول لم يكن يعرف ما هو الكتاب و لا الايمان بشكل غريب جدا ، و لا تعرف لماذا يخاطبه بذلك . مادام انزل له كتاب فما الحاجة لمثل هذا الخطاب.

فهل الخطاب عندما يتحدث عن الرسول الذي لم يكن يعرف ماهو الكتاب، فهو يقصد رسول قد عرف و ادرك امر المصحف الذي نعتقد بان المسلمون قد حفظوا منه القراءن و الذي قد تم اخفاءه ؟

{وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}

■ ايضا الوحي يتحدث عن رسول ( يتل صحف مطهرة ) للكافرين بشكل غريب ، و لا تعرف ما هي الاهمية . خصوصا و ان الكفار لا يحتاجون لمن يتل لهم صحف و هم لا يؤمنون بها . فكيف يعقل هذا ؟! .

فهل الخطاب عندما يتحدث عن الرسول الذي يتلو صحف مطهرة ، فهو يقصد المصحف الذي نعتقده و الذي تم اخفاءه و الذي سيتلوه الرسول بعد ان عرف ماهو الكتاب ؟

{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة (1) رسول من الله يتلو صحفا مطهرة (2) فيها كتب قيمة (3) وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة (4)}

—— — — —

كل تلك الاسئلة السابقة و التي تخلق استغراب في عقل من يتدبر خطاب القراءن ، لا يوجد لها جواب منطقي مقنع و يحل مشكلات كثيرة و تناقضات اثناء فهم خطاب القراءن، الا فكرة واحدة و هي :

وجود مصحف اخر مكتوب بخط مختلف، و قد حفظ منه المسلمين القراءن ، لكن فيما بعد تم اخفاءه عن المسلمين ، و قد تم تزوير قراءته الاصلية العربية الى قراءة اعجمية .

و هذه النتيجة التي توصلنا لها اثناء تدبر خطاب الوحي تلتقي و تتكاف و تتازر و تتحد ، مع نفس النتيجة السابقة التي توصلنا لها في الجزء الاول، عندما قمنا بدراسة ظاهرة المصحف الحالي، و عرفنا بانه مصحف حديث و ليس بعمر 1400 سنة ، و هناك مصحف اقدم منه ، و قد حفظ منه المسلمين القراءن .

بل ان نتيجتنا السابقة التي توصلنا لها ، تفسر الكثير من خطاب القراءن.

فهو يشرح فعلا واقع الحال، بكون المسلمين لا يعرفون بان هناك مصحف مخفي عليهم، فالخطاب يتحدث عن رسول يبدي كتاب مخفي، بل يشرح الاسباب الحقيقة التي ادت لاخفاء المصحف ، و هو ظهور قوم كافرون حرفوا كلام الله فيه ، و زوروا قراءته و جعلوا قراءته بلسان اعجمي ، و هو الان موجود لكن اصبح بلسان اعجمي .

{الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (52) وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (53)}

بل ان هذه النتيجة ……… تزيد اكثر من شرح خطاب الوحي و فهمه و فهم اسباب التحدي في الخطاب بان ياتوا بمثل هذا القراءن بعد ان تم تزوير المصحف ( ذلك الكتاب ) ، لان القراءن الذي بين يدينا هو متطابق مع المصحف الذي تم اخفاءه و تزوير قراءته، و عندما يتطابق معه فهو قد خرج من ذلك المصحف المخفي ، المصحف الاصل الحقيقي الاول للقراءن الذي حفظ منه المسلمين القراءن في صدورهم .

{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}

كل الاسئلة التي تواجهنا اثناء تدبر خطاب الوحي، لا حل لها منطقي واقعي مقنع، الا هذا الشيء و الذي يتفق مع نتيجتنا السابقة التي توصلنا لها في الجزء الاول .

المسلمون حفظوا القراءن من خط كتابي مختلف عن الخط الحالي

—— —

في المقال القادم سنتحدث عن السبب الثالث ( الواقع ).

 

 

اترك تعليق