خرافة الهكسوس و غزوهم لمصر

خرافة الهكسوس و غزوهم لمصر

3/11/2021 0:00:01

رابط المقال

خرافة الهكسوس و غزوهم لمصر .

لو تلاحظ الى ترجمات فرنسا لنقوش مصر القديمة بعد غزوتهم لمصر ، ستجد بان فرنسا اول شيء قامت به ، هو وضع قائمة اسماء الملوك الذين حكموا مصر ، و تلك القائمة تضم اسماء كثيرة جدا لملوك لا يمكن حفظها كلها من قبل الانسان العادي في مصر و تحتاج الى متخصص، لكن الحقيقة بانه يوجد في القائمة بعض من الملوك المشهورين، و التي لا يمكن للانسان العادي في مصر او في المنطقة ان لا يعرفها، و من بين تلك الاسماء :

خوفو خفرع منقرع

اخناتون

حتشبسوت

نفرتيتي

توت عنخ امون

رمسيس

تحتموس

احموس

كليوباترا

تقريبا عشرة اسماء ، و كل ملك من بين هولاء له قصة معروفة و تلك القصة حاضرة في مخيلة الانسان المصري .

فخوفو ….. هو بنى هرم … و اسمه يطلق الان على اسم الهرم

و اخناتون ….. هو من وحد الالهات في مصر

و حتشبسوت …. هي من قامت باشهر رحلة خارج مصر

و توت عنخ امون …… صاحب اشهر مقبرة

و غالبا ما تجد في مصر حاليا اماكن و مباني تحمل نفس تسميات هولاء الملوك، خصوصا الاماكن و المباني التي تحمل وظيفة متشابهة مع قصة الملوك هولاء ، فمثلا لو شخص اراد عمل وكالة سفريات و سياحة سيختار اسم وكالته باسم حتشبسوت لانها اول من قامت باول رحلة سياحية، و لو هناك شخص يريد بيع تحفةو هدايا سيختار اسم توت عنخ امون .

حتى انه عندما تجري احداث حاليا او يتم تناول قضايا فكرية و تاريخية و دينية ، كثيرا ما يتم استحضار اسماء هولاء الملك من دون بقية ملوك مصر، لايجاد سياق للتلك الاحداث و القضايا، فمثلا عندما يتم الحديث عن تاريخ التوحيد و شخصية ابراهيم، ستجد الكثير يطرح موضوع اخناتون ، و عندما يطرح قضية تولي المراة حكم بلد يطرح موضوع حتشبسوت ، و الخ .

المهم من بين هولاء الملوك القدماء ، هناك ملك اسمه(احمس)، و ربما البعض لا يعرف من هو احمس ، هو احد ملوك مصر القدماء، و هو من اشهر ملوك مصر ، لانه قام بطرد غزاة، قاموا بغزو مصر قديما و هم ( الهكسوس ).

و تقريبا ستسمع هذا الاسم كثيرا في الفترة القريبة القادمة ، لانه سيعرض مسلسل تلفزيوني عنه في رمضان هذه السنة 2021 ، و الذي يتعرض لنقد من المتابعين قبل عرضه من خلال قراءتي لتعليقات البعض على صور اعلانية عن المسلسل لان ملامحه ليست مصرية ، بسبب عدم اختيار شخصية مناسبة لتمثيل دور احمس و بسبب اشياء اخرى.

الحقيقة بان الامر يبدو لي غريب بانتاج مثل هذا المسلسل و عرضه في رمضان، لكن اعتقد بان رمضان قد اصبح افضل فترة لعرض المسلسلات ، لان حجم متابعة المسلسلات في رمضان كبيرة، و لذلك فان عمل مسلسل عنه يبدو لي مقصود و ليس اختيار عشوائي ، و اعتقد بان استحضار هذه الشخصية بسبب قصته، التي تناسب احداث حالية ، لان هذا الملك قد قام بضم الاناضول لمملكته.

ربما بان المسلسل ياتي من باب الرد على المسلسلات التركية التي اصبحت تحضى بمتابعة الكثير و تغزو مجتمعاتنا ، لانها تصنع و تخلق ابطال اتراك في مخيلة الناس مرتبطة بالدين و الخلافة و قتال الاعداء الغرب، فاصبحت تستقطب جمهور كبير لها مثل ( ارطوغل و محمد الفاتح ) ….. و الحقيقة بان هذه المسلسلات التركية تقوم تركيا بانتاجها و تستهدف جمهور المنطقة بالذات، و ليس الغرض منها العمل الفني ، بل غرضها سياسي و دعائي بالدرجة الاولى، اي تحمل وظيفة دعائية لتركيا ، حتى تحسن صورة تركيا، و تتمكن عبر تاثير هذه المسلسلات من ايجاد موطىء قدم لها ، و يسهل تدخل تركيا في المنطقة بعد ان استطاعت ايجاد شعبية لها عبر ابطالها التلفزيونين .

الحقيقة …. بان معظم مسلسلات التركية تتناول قصص وهمية لشخصيات وهمية و ليست قصص و شخصيات حقيقية ، و قد تم تاليفها من قبل مؤلفين قبل 230 سنة و قامت الطابعة بطباعة هذه القصص، لاجل نفس هذا الدور الدعائي الذي تقوم به تركيا حاليا.

لكن ماذا عن( احمس ) هل هو شخصية حقيقية و قصته حقيقية ؟

في البداية دعونا نستعرض التاريخ الرسمي الموجود في مصادر التاريخ الرئيسية .

———————–

– من هو احمس

أحمس الأول، (تعنى ولد من ياه ) كان فرعون من مصر القديمة ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة، وكان عضوًا في العائلة المالكة لطيبة، ابن الفرعون سقنن رع وشقيق الفرعون الأخير من الأسرة السابعة عشر، الملك كامس. في عهد والده أو جده، تمردت طيبة ضد الهكسوس، حكام مصر السفلى. عندما كان في السابعة من عمره قتل والده، وفي حوالي عشرة عندما توفي شقيقه لأسباب غير معروفة،ولم يحكم سوى لثلاث سنوات فقط. تولى أحمس الأول العرش بعد وفاة أخيه، وبعد توليه أصبح يعرف باسم نب-بتي-رع (سيد القوة رع). أحمس اسم ثيوفوري مزيج من مقطع لفظي ‘آه’ وشكل الجمع بين ‘-موسى’. مقطع ‘آه’ يشير إلى ياه.

انهي خلال فترة حكمه على غزو الهكسوس وطردهم من منطقة الدلتا، واستعادت طيبة سيادتها على جميع أنحاء مصر وأراضيها خاضعة لها سابقًا من النوبة وكنعان. اعاد تنظيم إدارة البلاد و فتحت المحاجر والمناجم وطرق جديدة للتجارة، وبدأت مشاريع البناء الضخمة من النوع الذي لم يجر منذ ذلك الوقت من عصر الدولة الوسطى. وضع عهد أحمس الأسس لعصر الدولة الحديثة، والتي بموجبها وصلت الدولة المصرية ذروتها.

– عائلة احمس

ينحدر أحمس من الأسرة السابعة عشر بطيبة. جده سقنن رع تاعا، وجدته تتي شري، كان لديهم من الأبناء ما يتجاوز الأثنى عشر، بمن فيهم سقنن رع و إياح حتب. تزوج الأخ والأخت وفقًا لتقاليد الملكات في مصر القديمة، أنجبا أحمس الأول وكامس والكثير من الإناث. تبع أحمس تقاليد والده وتزوج العديد من أخواته، وجعل أخته أحمس-نفرتاري زوجته الرئيسية.

أنجبا العديد من الأبناء بمن فيهم من الإناث أحمس ميرت آمون وأحمس سيت آمونومن الذكور سي آمون وأمنحتب الأول وأحمس عنخ ورع موس وقد يكونوا أيضًا أبًا لموتون فرت التي تزوجت من تحتمس الأول. على ما يبدو أن أحمس عنخ كان ولي عهد أحمس الأول، لكنه توفي ما بين العام 17 و22 من حكم أحمس.

تبع أحمس الاول في الحكم ابنه الأكبر المتبقي على قيد الحياة أمنحتب الأول.

لم يكن هناك خط فاصل واضح بين الأسرة السابعة عشر والأسرة الثامنة عشر. كتب المؤرج مانيتون لاحقًا خلال عهد البطالمة، معتبرًا طرد الهكسوس النهائي بعد ما يقرب من القرن لتواجدهم واستعادة الحكم المصري على كامل أنحاء البلاد كان حدثًا كبيرًا بما يكفي لتبرير بداية أسرة جديدة.

– الانجازات العسكرية لاحمس

1- طرد الهكسوس

كان سقنن رع أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وخروجهم من مصر وقتل في إحدى معاركه مع الهكسوس ثم استكمل ولده كامس الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس ثم أحمس طرد الهكسوس خارج البلاد. جرى احمس بجيوشه عندما كان عمره حوالي 19 سنة واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة وذهب هو وجيوشه إلى أواريس (صان الحجرحاليا) عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ, كانت هذه المعركة حوالي عام 1580 ق.م.

قام احمس بتطوير الجيش المصري فكان أول من ادخل عليه العجلات الحربية ” والتي كان يستخدمها الهكسوس وهي سبب تغلب الهكسوس على مصر ” وكان يجرها الخيول وطور كذلك من الأسلحة الحربية باستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم ثم بدأ بمحاربة الهكسوس بدءا من صعيد مصر والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين اقوياء ومهرة وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمة مصر آنذاك التي اقامها الهكسوس بجوار مدينة الزقازيق الحالية وظل يحاربهم حتى فروا إلى شمال الدلتا وهو خلفهم فسيناء ثم إلى فلسطين ولم يرجع احمس إلا أن اطمئن على حدود مصر الشرقية انها امنه منهم ومن هجماتهم بعد القضاء عليهم بعد طرد الهكسوس وصل أحمس بجيشه إلى بلاد فينيقيا، كما هاجم بلاد النوبة لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية التي وصلت حدودها جنوبا إلى الشلال الثاني، وصورت حملات احمس في مقبرة اثنين من جنوده هما أحمس بن إبانا وأحمس بن نخبت

وبعد انتهاء احمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه لحدود مصر وجه اهتمامه إلى الشئون الداخلية التي كانت متهدمة خلال فترة احتلال الهكسوس، فأصلح نظام الضرائب وأعد فتح الطرق التجارية وأصلح القنوات المائية ونظام الرى.

كما قام بإعادة بناء المعابد التي تحطمت وأتخذ من طيبة عاصمة له، وكان آمون هو المعبود الرسمى في عصره. واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما. بعد طرد أحمس للهكسوس من مصر عاد إلى البلاد عام 1571 واتجه للإصلاح الداخلي مما جعل المؤرخون يعدونه مؤسس الدولة الحديثة

– مومياوات احمس

يعتقد ان لأحمس مقبرتان أحدهما في أبيدوس وتتكون من معبد منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم اكتشفت عام 1899، وعُرف أنه هرمه عام 1902 ومعبد للهرم والأخرى في طيبة وقد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص. وقد اكتشفت مومياؤه عام 1881 في خبيئة الدير البحرى مع مومياوات بعض من ملوك الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والواحد والعشرون، وتم التعرف على مومياؤه في 9 يونيه عام 1886 بواسطة جاستون ماسبيرو، وكان طول المومياء1.63 سم ولها وجه صغير نسبيا بالقياس مع حجم للصدر.

——————-

– من هم الهكسوس

الهكسوس هم شعوب بدوية غير مصرية من أصول مختلفة دخلت مصر من الشرق في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر.

– اصل الهكسوس

لم يتفق خبراء التاريخ على أصل الهكسوس . ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة، ومنهم من كان سامي الأصل ، بحيث كانت أسماء ملوكهم سامية عمورية مثل ( صقير حار و خيان ابوفيس و خامودي ) و معبودات الهكسوس سامية مثل (بعل و عانته )، وانتقلوا من العراق إلى بلاد الشام ثم إلى مصر.

و كانوا هم حكام الاسرة الخامسة عشر في مصر لكنهم من أصول غير مصرية. وهناك العديد من النظريات حول هويتهم العرقية..

ويتجه أغلب علماء الاثار و التاريخ الى اعتبارهم شعب سامي قادم من سيناء و النقب بالنظر الى اسماء حكامهم، فهي اسماء سامية عمورية، مثل خيان وصكير حار وابوفيس وخامودي، التي تعتبر من الأسامي السامية العمورية.

كانت مملكة الهكسوس تتركز في شرق دلتا النيل ومصر الوسطى, وكانت محدودة في المساحة حيث لم تمتد أبداً لتشمل صعيد مصر والتي كان يحكمها حكام مصريون من طيبة.

– بداية احتلال الهكسوس لمصر

يقول مانيتون : أن الهكسوس هاجموا أرض مصر بأعداد ضخمة لم يقدر المصريون على مقاومتها في بادئ الأمر، وقاموا بحرق المدن وتدمير المعابد وسبي النساء والأطفال و بعد حرب شرسة مع المصريين.

اتخذ الهكسوس عاصمة لهم في شرق الدلتا اطلقوا عليها اسم “زوان” والتي كانت تعرف ب اواريس وتركزت مملكة الهكسوس بشكل أساسي في الدلتا ومنتصف مصر.

وساد الهكسوس تدريجياً لا بشكل مباشر، وكانت مصر السفلى (في شمال مصر) تخضع لحكمهم المباشر، أما مصر العليا (في جنوب مصر) (طيبة ) و بلاد النوبة فكانتا تخضعان للحكم المصري.

– إزاحة الهكسوس عن الحكم

في عهد الملك سقنن رع الثاني نحو(1580 ق.م) كانت طيبة قد بلغت من القوة والمكانة السياسية شأناً جعل الصدام مع الهكسوس أمراً لا مفر منه. وهذا ما دفع ملك الهكسوس «أبوبي» إِلى اختلاق الأعذار لبدء الصراع. وحقق سقنن رع في هذا الصراع بعض النجاح إِلا أنه سقط فيه صريعاً (1575 ق.م)، في معركة خاضها مع الهكسوس وقد لوحظ وجود جروح وإصابات قاتلة في جمجمته.

وخلفه في عرش طيبة ابنه الأكبر كاموس (1560- 1570 ق.م)، وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، وامتد حكمه خمس سنوات فقط تابع فيها الحرب التي شرعها أبوه فشن هجوماً مفاجئاً على معاقل الهكسوس المتاخمة لحدوده بقوات من الجيش وأسطول نيلي كبير، وراح يتقدم شمالاً حتى بلغ عاصمة الهكسوس نفسها. وتتحدث النصوص القديمة التي تعود إِلى عهده عن استيلائه على ثلاثمئة مركب مصنوعة من خشب الأرز مشحونة بالأسلحة والذهب والفضة والمؤن، كما تتحدث عن بطشه بالمصريين الذين كانوا يهادنون العدو. وقبض رجاله في تلك الأثناء على رسول بعث به ملك الهكسوس إِلى أمير النوبة في كوش السودان يحثه على مهاجمة أراضي البلاد من الجنوب، فلم يتردد كاموس في إرسال قوة احتلت واحة البحرية محبطاً خطط أعدائه، ثم ارتد عائداً إِلى طيبة بانتهاء موسم الحملات بعد أن قضى على تمرد قام به أحد أتباعه. وتذكر النصوص اسم كاموس وأخيه أحمس -الذي جاء بعده- عند الشلال الثاني في النوبة، مما يحتمل توغل كاموس في أراضي النوبة حتى ذلك الموقع.

بعد مقتل الملك سقنن رع في حروبه ضد الهكسوس، وكانت دولة مصر العليا المصرية محاصرة من الهكسوس شمالاً ومن ملوك النوبين جنوباً وبعد قتل الملك كامس ، ثم انتقل الحكم إلى احمس الاول الذي لم يكن يبلغ إلا 10 أعوام وقامت والدته بحثه على التدرب على القتال مع المحاربيين القدامى، وعندما بلغ ال 19 قام بعض من رجاله بالتقاط رسالة مبعوثة من ملك الهكسوس إلى ملوك النوبة يحثونهم بالزحف على الطيبة مما أدى إلى قيام احمس بالهجوم على الهكسوس وهزمهم في عدة معارك، وقام بشن عدة هجمات خارجية عليهم في أراضيهم الأصلية، ولم تقتصر جهود أحمس الحربية على مقاتلة الهكسوس, فقد تحول بعدها إِلى جنوب مصر فقاد ثلاث حملات كبيرة متوالية استهدف فيها بلاد النوبة لتأديب أميرها الذي تعاون مع الهكسوس عليه وبذلك أصبحت الحضارة المصرية القديمة تحت حكم ملوك طيبة المصريين.

و تم طرد الهكسوس بدأ بحرب شرسة شنها عليهم المصريون وانتهت بطردهم نهائياً على يد الملك احمس الاول في عصر الأسرة الحديثة، ولم تقم لهم في تاريخ البشرية قائمة بعد ذلك.

– كم استمر احتلال الهكسوس

استمر احتلال الهكسوس لمصر حوالي مائة عام، ولم تكن إقامتهم فيها هادئة؛ بل قوبلت بكثير من الثورات والمقاومة من الشعب المصري.

لم تضف فترة احتلال الهكسوس إلى التاريخ المصري شيئاً يذكر؛ بل كانت فترة سلب ونهب وتخريب. قدم الهكسوس لمصر بعض من التكنولوجيا الحربية التي كانت تستعملها الشعوب السامية من عربات تجرها الخيول والأقواس المركبة والفؤوس الخارقة والسيوف المنحنية.

– ما بعد الهكسوس

تغيرت العقيدة القتالية المصرية من الدفاع إلى الهجوم والغزو وذلك بعدما اتضح لهم أن جيرانهم من الشعوب الأخرى يريدون احتلال أرضهم ولذلك يجب الدفاع عن مصر بخلق بُعد استراتيجى لها في أراضي أخرى مما جعل الدولة الحديثة التي أسسها كامس الأخ الأكبر لاحمس تؤسس جيشاً نظامياً محترفاً ومدرباً لأول مرة في مصر وقد حدث من أسلحته مما جعلهم يوسعون حدود مصر و يقيمون أول وأكبر إمبراطورية في العالم آنذاك من الاناضول شمالاً إلى القرن الافريقي جنوباً ومن الصخراء الليبية غرباً إلى الفرات شرقاً. وهذا الجيش الجديد كان يعاونه الأسلحة المشتركة وأسطول بحري، لأن الجيش المصري أيام حكم الفراعنة الآوائل وحتى الهكسوس كان من المشاة لأن الفروسية كانت الخصان والعربة.

امتدت حدود مصر التي كانت تشمل مملكة كوش في شمال السودان إلى اسيا لأول مرة أيام الفتوحات الخارجية كحرب وقائية ضدها حتى الفرات بالعراق أيام الملك تحتموس الاول وحفيده الملك تحتموس الثالث قام بتوسعة الإمبراطورية المصرية إلى أقصى اتساع وصلت إليها من حدود ايران شرقاً إلى حدود تونس غرباً حالياً ومن جنوب تركيا على يد الملك رمسيس الثاني الذي هزم الحيثين إلى القرن الافريقي لتشمل اثيوبيا و بلادبونت .

بعد نهاية حكم الهكسوس بدأ عصر النهضة الثاني في مصر و كان بداية الشروق للإمبراطورية المصرية والتي عرفت أقصى امتداد لها في عصر الملك العظيم تحتموس الثالث حيث تحولت الإسترتيجية المصرية من الدفاع داخل الأرض المصرية إلى الدفاع من خارجها، فامتدت الدولة المصرية من العراق إلى ليبيا و من تركيا إلى الجندل الرابع في السودان حالياً.

——————————

هذا هو التاريخ الرسمي الذي كتب عن احمس و الهكسوس .

قبل نقاش هذا التاريخ المضحك المليء بالاخطاء العلمية و التاريخية و المنطقية التي لا ينتبها لها الكثير ، سنقوم بعمل تجربة تخيلية لكنها واقعية و نطرح فيها سؤال عام ، بان نتخيل باننا نلتقي بواحد مصري بسيط او متوسط الثقافة، و نساله سؤال عام غير مخصص: من هو الشعب الذي غزى مصر قديما ؟

ستكون اجابته سريعا و بدون تردد هي : الهكسوس .

الهكسوس اسم حاضر دائما في مخيلة الانسان في مصر او في مخيلة سكان المنطقة ، فهم الشعب الوحيد الذي قام بغزو مصر حسب سجلات التاريخ ، حتى ان هذا الاسم اصبح يطلق على اي عمليات احتلال او غزو تتم حاليا من قبل اي دولة او جماعة .

الشيء الملفت هو …….رغم ان التاريخ يذكر غزو اخر لمصر من قبل شعب غير مصري،لكن المصري لن يذكر اسم ذلك الشعب، فلا يستحضر ذلك الغزو الاخر ، بل لا يعتبره غزو، و يعتبره جزء اصيل من تاريخه ، احدثت تاثير كبير و جميل و رائع لمصر .

و هذا الغزو هو غزو اليونانين لمصر.

كان من المفروض بان اجابة اي مصري على سؤالنا السابق تكون : الهكسوس و اليونان …… لكن الغريب بان مخيلة المصري منشغلة فقط بالهكسوس و لا تعتبر اليونان غزاة.

يا ترى ما السبب ؟

التاريخ الذي كتب و طريقة كتابة هذا التاريخ، هو السبب.

فلو تلاحظ لطريقة صياغة هذا التاريخ الذي كتب لمصر ، ستجد بانها طريقة ذكية جدا، و هناك خلف كتابة هذا التاريخ لمصر وعي حريص جدا على اختيار الكلمات و حذر جدا في عمليات صياغة الجمل الوصفية .

فلو قمت بعملية مقارنة بين التاريخ الذي كتب حول الهكسوس الذين احتلوا مصر و حكموها و بين التاريخ الذي كتب لليونان الذين احتلوا مصر و حكموها ….. من خلال المفردات و الجمل الوصفية … ستفهم اسباب اجابة المصري على سؤالنا السابق .

فمثلا

تجد دائما عبارة بان الهكسوس ليسوا مصرين بل عرق سامي، لكن لا تجد مثل هذه العبارة عن اليونان و لا يوجد اي حديث عن اصول اليونانين العرقية و كانهم شعب معروف تاريخيا .

و تجد دائما مفردة ( احتلال ) لوصف دخول الهكسوس مصر، لكن لاتجد مثل هذه المفردة لوصف احتلال اليونان لمصر .

و تجد دائما في التاريخ مفردة (ثورة ) لوصف اعمال اي مصري ناحية الهكسوس، لكنك لا تجد مثل هذه المفردة لوصف رد فعل المصري ناحية اليونانين ..

و تجد دائما في التاريخ مفردة ( كراهية عدو ) لوصف شعور المصري ناحية الهكسوس و ملوكهم، لكنك تجد مفردة ( المحبة و التبجيل) لوصف شعور المصري ناحية اليونانين و ملوكهم .

و ايضا و بالبرغم من ان التاريخ يتحدث بان اليونان غزو مصر، لكن التاريخ المصري القديم لم يذكر اسم ملك مصري قديم حتى يقوم بطرد اليونان من مصر .

لقد ظهرت بطولات المصرين عندما تعلق الامر باحتلال الهكسوس ، لكن تلك البطولات اختفت عند المصري عندما تعلق الامر باحتلال اليونان .

التاريخ القديم الذي كتب لمصر ، يراعي جيدا اليونانين و يجاملهم و يحابيهم ، و يتعامل معهم كانه مصرين و يجعل المصرين يحبونهم و خاضعين لهم و يجعل المصري يحترمه.

ما هو الغرض من كتابة هذا التاريخ بهذا الشكل ؟

التاريخ الذي كتب بهذه الطريقة، غرضه الرئيسي صناعة مخيلتين تاريخيتين في عقل المصري، من اجل ان تكون اجابة المصري هي تلك الاجابة السريعة ،و تجعله يتاجهل عمدا الاحتلال اليوناني،او بطريقة اخرى لتخلق له نظرتين في قراءة واقعه اليوم .

كيف ؟

لان التاريخ الذي كتب لمصر و المنطقة ، مازال يحتفظ بغزوين اخرين لمصر ، و مازالان متصلان بواقع المصري حتى اليوم.

و الغرض الرئيسي من قصة الهكسوس و اليونانين ، هو صناعة نموذجين في مخيلة المصري لقراءة واقعه ،حتى يقوم باسقاطهما بكل مفرداتهما و اوصافهما و صياغتهما ، على واقعه المرتبط بالغزوين الاخرين المتطابقين على النموذجين في مخيلته .

الغزوين الاخرين هما …… الفتح الاسلامي، و حملة نابليون.

فاليونانيون هم اجداد الفرنسين ، و الغرب هم ورثاء الحضارة اليونانية.

و الهكسوس هم عرق سامي ، كما نعرف فان مصطلح السامين يضم العرب ، و لذلك فهم اجداد العرب .

و عندها ستحدث عملية المطابقة في مخيلة المصري ، ففرنسا يمثلها الغزو اليوناني الذي المصري لا يعتبره محتل بل يحبه و يعتبره مصري اصيل، و العرب يمثلها غزو الهكسوس الذي المصري لا يعتبره مصري بل يكرهه و يعتبره عدو و يحقد عليه و يثور عليه و يطرده .

و هذا الامر تجده بشكل واضح ، في عقلية كثير من النخب في مصر خصوصا الذين هم ليسوا من اصل مصر بل الذين هم من اصول بقايا الاحتلال التركي و من اليونانين الذين جلبهم محمد علي باشل و غيرهم من بقايا حملة نابليون، و غيرهم ايضا من الذين يعشقون قراءة ترجمات فرنسا لنقوش مصر ، فستجد عقولهم تتطابق مع التاريخ الذي كتب حول الهكسوس و اليونان .

فهناك مثلا نموذجين مشهورين هما………. انيس منصور و توفيق الحكيم ، اشتهروا بتلك الانسلاخات التي استطاعت حملة نابليون صناعتها في شخصية المصري ، عبر هذا التاريخ الذي كتب لمصر و الذي انتج هذه النماذج الواقعية، بعد ان تم حشو عقل المصري بنموذجين افتراضين ….و غيرهما من النخب خصوصا من يسمون انفسهم علماء المصريات.

المهم

تستطيع ملاحظة انعكاس هذين النموذجين الافتراضين على واقع المصري الذي يوجد فيه نموذجين اخرين ، فواقع المصري يحتفظ بهما …. لان المصري اليوم مازال امتداد لغزوة نابليون، و في نفس الوقت هو عربي و مسلم ، اي انه مازال امتداد لاثر الفتح الاسلامي

لذلك فانت تجد الكثير ممن يتحدثوا كثيرا عن الهكسوس و عن بطولات احمس يقرن الامر بالفتوحات الاسلامية، و يغرق راسك دائما بالغزو العربي و الاسلامي لمصر، فلا يوجد له حديث الا الغزو العربي لمصر،و بان مصر لم تكن عربية و لم يكن سكانها مسلمون ، بل كانت تعبد ايزيس و اوزريس ، و بان مصر كان اسمها كميت ، و لا يوجد شيء يشغله في حياته الا ان مصر كان اسمها كميت ، و الاسم الاصلي لها كميت ، و مصر اسم عربي سامي ، و كراهية شديدة لاسم مصر ، و للعربية .

و في نفس الوقت تجد الكثير ممن يتحدثوا عن اليونان و تاريخ اليونان في مصر و ملوكهم يقرن الامر بغزوة نابليون ، و يغرق راسك دائما باثر غزوة نابليون لمصر و نقلها للحداثة ، فلا يوجد له حديث الا الحداثة الفرنسية لمصر ، و بان نابليون هو من ادخل الحداثة الى مصر، و بانه لولا فرنسا لما عرفت مصر الحضارة القديمة التي جاء العرب و اخفوها، و عشق غريب لفرنسا و الغرب و عشق لنابليون ايضا و لا يسمي غزوته بالاحتلال ابدا، بل تحديث لمصر ، مصر جميلة بالفرنسين ، و الفرنسية لغة الثقافة و العلم و الادب .

ختى انك تجد التاريخ الذي كتب لحكم اليونان لمصر متطابق في مفرداته مع التاريخ الذي كتب ايضا لغزو نابليون …… فالتاريخ الحديث الذي كتب لمصر يسميها حملة نابليون و لا يسميها غزوة نابليون، و يسمي ايضا الاحتلال الفرنسي باسم ( الانتداب او الاستعمار ) و يتعامل مع نابليون كبطل و شخصية رائعة .

اذن نحن امام برمجة لغوية صورية عصبية للمخيلة ، لصناعة عقلية للانسان في مصر تجعله يعيش داخل مخيلته ، و تعيقه عن قراءة الواقع بشكل صحيح، حتى يستمر المصري داخل المشروع الذي جاءت به غزوة نابليون ، و لا يستطيع فهمه او الخروج منه، ثم توجيهه بما يتماشى مع مصالح فرنسا .

لنعود لموضوعنا :

هل احمس شخصية حقيقية ، و هل الهكسوس شعب غزى مصر ؟

لم يكن هناك ملك في مصر اسمه احمس ، و لم يكن هناك شعب اسمه الهكسوس غزو مصر، و فرنسا اخترعت للمصري شعب اسمه الهكسوس حتى ينسى المصري الغزو الحقيقي للفرنسين الذين غزو مصر بواسطة اضخم جيش في العصر الحديث بقيادة نابليون. و حتى تمنع المصري من ان تفكر مخيلته باستحضار اي بطل مصري يمكن ان يطرد اليونان و الفرنسين باعتبارهم هم العدو الحقيقي الذي احتل الواقع الذي هو فيه الان .

في البداية لاحظ الى ترجمة فرنسا للكتابتين في الصورة ، الاولى مكتوب فيها اسم الملك راعمسيس و الثانية مكتوب فيها اسم الملك احمس .

طبعا لو تلاحظ ستجد بان الاطارين متشابهين في رمزين ، و الرمزين في الاطار الاول نطق الفرنسين ( مس ) و في الاطار الثاني ( موس ) .

نحن قد تحدثنا في مقالات سابقة كثيرة بان ذلك الاطار الاول تنطق تلك الرموز (سمعنا ) ، و الاطار الثاني ينطق ايضا ( اسمع ).

الحقيقة التي لا يدركها الكثير من المصرين بسبب الغسيل الضخم الذي تم عليهم الذي صنع في داخل الكثير منهم ذات متضخمة تعشق الوهم ، بان نقوش مصر ليست نقوش بطولات و امجاد و تفاخر و حروب، بل هي نقوش دينية قديمة، و هي اول كتابة كتبها الانسان الاول في الارض .

فلم يكن هناك اي احد يعيش في كل الارض الا في مصر ، و بداية الانسان كانت في مصر، البداية الاولى في مصر ، و بقية العالم كان خالي تماما من الناس ، و من مصر خرج الانسان الاول و هاجر و استوطن بقية الارض حتى امريكا و اليابان .

هذه الحقيقة

فالسؤال الهام : كيف يعقل بان مكان مثل مصر هو بداية الانسان الاول في الارض و فيه كتابة هي كتابة الانسان الاول في الارض، في زمن لم يكن يوجد اي انسان اخر يعيش في بقية الارض، ثم يقول لنا التاريخ بانه في ذلك الزمن ظهر شخص و اصبح ملك و وحد مصر و خاض حروب ضد دول اخرى في الارض و ضد شعوب اخرى، و كل الارض لا يوجد فيها اي انسان يعيش فيها حتى يذهب المصري لمحاربته ؟

لو فعلا قد ظهر ملك في مصر يحارب شعوب اخرى، فستكون تلك الشعوب هي ، شعب الفيله ، و شعب الاذئاب ، و شعب الاسود ، و شعب التماسيح ، و شعب النسور ؟

هل تعلم بأن السيف لايوجد له رمز في نقوش مصر، و لم يكتشف اي اثر قديم لسيف واحد في مصر، و لم تكتشف اي مقبرة لملك يوجد فيه سيف، و لم ترد له صورة في نقوش مصر، حتى الدروع الحربية لم تسجل ابدا و لم تكتشف، لكن الشيء الوحيد الذي ذكر في نقوش مصر و يوجد لها رمز هو السهام لكن ليست سهام حروب ، بل سهام الصيد .

هل تستوعب هذه النقطة ؟

دعنا نحلل هذا التاريخ لنكتشف حجم السخف و العبط و الاخطاء و اللامنطق و المكر الموجود فيه .

– كل الناس خرج من مصر ، فكيف يظهر شعب اخر غير مصري مختلف و يغزو امه مصر و يقتل اخوته .

– لم تعرف مصر السيوف و لا الدروع ، فكيف سيكون هناك جيش لاحمس ليقاتل بهم .

– اذا كان تاريخ احمس مسجل في نقوش مصر ، فما فائدة ذكر قصته من مصادر واحد اسمه ( مانيتون ) .

– لماذا كل هذا التاريخ الذي كتب يتفاعل مع حدود مصر الحالية التي رسمها سايكس بيكو ، و كان وعي حديث من كتب التاريخ.

– لماذا اختفى الهكسوس الذين غزو مصر من كل الارض و لم يعد لهم اي اثر الى اليوم ، بينما اليونانيون الذين غزو مصر مازالوا الى اليوم متواجدين .

– كيف استطاع التاريخ ان يحتفظ باسماء المواقع الجغرافية و يحدد مواقعها اليوم على الخريطة بالرغم من عدم وجود خرائط حديثة في القديم و علىها تسمياتها .

– كيف استطاع واحد يوناني اسمه مانيتون ان يتحدث عن احمس بالرغم من هناك فاصل زمني بينهما هو 1300 سنة، و لا يمكن ان يحتفظ المصري قديما بذاكرة حية عن هذا الملك، الا لو كانت قصته مسجلة في النقوش ، و لابد ان مانيتون يستطيع قراءة نقوش مصر، فلماذا اذن لم يكتب مانيتون كتاب حول طريقة قراءة نقوش مصر، لانه كان سيوفر على فرنسا تعب صناعة شامبليون لفك النقوش .

—————

من هو مانيتون هذا ؟

مانيتون مؤرخ مصري من مدينة سمنود محافظة الغربية .

كان كاهناً في عهد الملك بطليموس الثاني حوالي 280.ق.م” الذي كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة. أخذ مانيتون هذه المهمة على عاتقه واعتمد في كتاباته على الوثائق التي خلفتها الحضارة المصرية والتي كانت تضمها دور حفظ الوثائق بالمعابد بالإضافة إلى كل ما وجده في متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها. فقدت النسخة الأصلية من تاريخ مانيتون أثناء حريق مكتبة الاسكندرية ، ولم يصل من هذا التاريخ إلا مقتطفات نقلها بعض المؤرخين، ومنهم المؤرخ اليهودي يوسيفوس في كتابه “الرد على إيبيون” الذي حاول أن يدافع فيه عن اليهود ذاكراً أنهم هم الهكسوس الذين غزوا مصر بعد انهيار الدولة الوسطى. ومن المؤرخين كذلك المؤرخ الإفريقي جوليوس الذي نقل في مؤلفه بعض أسماء الملوك التي كانت مدونة في تاريخ مانيتون الأصلي.

————

لو تفتش في كل التاريخ الذي كتب سوى لمصر او غيرها ، ستجد ملاحظة بارزة ، و هي …. التاريخ دائما ما يتحدث عن مباني تم بناءها او اي اثر تم صناعته ، لكنه سرعان ما يقول لك التاريخ بانه تلك الاثار اختفت نتيجة كارثة او حرق او تدمير من قبل غزو خارجي .

فمنارة الاسكندرية الضخمة … اختفت بسبب زلزال و لم يبقى منها اي اثر .

و مكتبة الاسكندرية الضخمة …. اختفت بسبب حريق .

و حدائق بابل المعلقة و الضخمة … اختفت بسبب زلزال

و مكتبة الحكمة في بغداد … احرقت و القيت في النهر من قبل المغول .

اشياء كثيرة هكذا ، حتى تؤمن بانها كانت موجودة لكن اختفت، و هذا هو أسلوب كتابة العوالم الافتراضية، فلا بد من كتابة تاريخ لحقبة جديدة يقوم بمحو اثار التخيلية للحقبة السابقة …. و هذه هي قصة مينتون .

اين مخطوطات مينتون هذا؟

اختفت بسبب حريق الاسكندرية، لكن هناك من نقل بعض مؤلفاته ، مثل يوسفوس .

يوسفوس ……. مضحك

لم يقم باي شيء ، فقط اخذ اسم ( يوسف ) و اضفت له مقطع ( وس ) و طلع معك اسم ( يوسفوس ) ، و انا استطيع ان اخذ اسم ( يعقوب ) و اضيف له مقطع ( وس ) و سيصبح ( يعقوبوس)

الموضوع مش صعب ابدا ، حتى يقنعني بان شخص يحمل اسم من اسماء القراءن ( يوسف ) و يضيف له مقطع ( وس) اليوناني .

اخيرا

لو تطالع التاريخ الذي كتب لنا، ستجد ملاحظة هامة جدا، كثير من الاشياء التي دخلت لنا حديثا او الاحداث الواقعية التي جرت معنا في فترة حديثة نسبيا ، ستجد بان كاتب التاريخ قام بكتابة مثل تلك الاحداث لكنه جعلها بتاريخ قديم في تقويم ، حتى يحدث خلط في عقل الناس و يعتقدوا بان تلك الاحداث جرت معنا، حتى يتم صناعة اصل قديم تاريخي لتلك الاشياء حتى لا نعرف بانها حديثة ، و حتى تنسى الشيء الحديث

فمثلا …. لو جاء لنا شخص اسمه ( خالد ) قبل 200 سنة و قام بسرقة كتاب ، فالتاريخ يذكر ايضا بان هناك شخص اسمه خالد جاء من مكان بعيد قبل 1000 سنة و قام بسرقة كتب .

لذلك ……… فالاتراك عندما جعلوا خطاط تركي اسمه (عثمان) يرسم المصحف بخط جديد، قال لنا التاريخ بان هناك خليفة اسمه( عثمان ) قام بجمع المصحف .

و عندما يقول لك التاريخ عبر مانيتون :

” بأن الهكسوس قبل 3000 سنة هاجموا أرض مصر بأعداد ضخمة لم يقدر المصريون على مقاومتها في بادئ الأمر، وقاموا بحرق المدن وتدمير المعابد وسبي النساء والأطفال و بعد حرب شرسة مع المصريين” …. فتاكد بانهم يصفون لك احداث الغزو الحديث لمصر من قبل نابليون و جنوده و الذي مارسوا فيه الحرق و التدمير و القتل و الذبح … لكي تنسى واقع هذا الغزو الحديث.

يا ايها المصري ……. لم يكن هناك شعب اسمهم الهكسوس ليغزو مصر ، الغزو الوحيد الذي جرى في مصر هو غزو الفرنسين بقيادة نابليون .

يا ايها المصري …. اياك ان تنسى غزوة نابليون فرنسا ، اياك ان تنسى الواقع الحقيقي …. و لا تجعلهم يضحكوا عليك بقصص الخيال الوهمي الذي تجعلك تفقد و تنسى الواقع الحقيقي .

 

 

اترك تعليق