7/23/2020 0:00:00
ماهو الكتاب في { ذلك الكتاب لا ريب فيه } ؟!
الحلقة 17
—————————
ما هو مصدر تلك السلطة التي كانت لدى الغرب و التي عبرها اصبح لهم الحق الشرعي في ترجمة نقش مصر ؟
اعتقد بان تلك السلطة الكبيرة هي سلطة الاحتلال ، فالعملية تمت في ظل احتلال كبير ثم في ظل نظام تابع له استمر حتى فترة طويلة .
لكن لو تجاهلنا هذه الفكرة ، لاننا اليوم نناقش الاسس العلمية في موضوع الترجمة ، فهذا سيقودنا الى طرح سؤال :
هل كان هناك من يستطيع قراءة الهيروغليفية في مصر ؟!
هذا السؤال تقريبا يطرح غالبا من قبل الكثير بشكل غير مباشر ،لماذا وحده الغرب من يستطيع قراءة نقوش المنطقة ..
التفكير بجواب هذا السؤال سيقودنا الى ادراك اساس فكرة ترجمة النقوش القديمة في مصر .
ما هي الفكرة الاساسية التي اعتمد عليها الغرب لاقناع مصر و العرب و العالم على صحة ترجمة نقوش مصر و منطقية ترجمته ؟ .
منطلق ترجمة الغرب للنقوش خصوصا ( نقوش مصر ) تعتمد على فكرتين جوهريتين اساسيتين و هي :
1 – لغة نقوش مصر هي لغة منقرضة لا يتحدث احد بها
2 – كل سكان مصر ساعتها لم يكونوا يعرفون قراءة الهيروغليفية ، ولا حتى اي انسان في المنطقة او في الارض كان يستطيع قراءة النقوش المصرية .
و لان الناس لا يستطيعون قراءة النقوش ، فهذا يعني بان الناس يحتاجون لمن يفك الكتابة .. …. و يحتاج الامر لوجود شخص عبقري يستطيع فك تلك النقوش …. و هذا الشخص العبقري هو الغرب .
هذه هي الفكرة الاساسية
الان … دعونا الان نقوم بعمل تجربة افتراضية
لدينا كتاب مكتوب بكتابة قديمة لشعب عاش قبل 10 الف سنة و قد انقرضت لغته، و لا يستطيع اي احد في الارض قراءة هذه الكتابة …….. فالسؤال : كيف سنفك هذه الكتابة القديمة و نستطيع قراءة الكتاب و نعرف كيف كانت لغة هذا الشعب ؟!
سنقوم بهذه التجربة ، و نحضر كل الادوات ف ثم نشاهد خطواتنا الواقعية الصحيحة المنطقية و نشاهد ايضا الخطوات الخاطئة التي تجنبناها و نشاهد نتيجة التجربة ….. ثم نقوم بمقارنة خطواتنا بخطوات الغرب التي قام بها …….. و نلاحظ هل قام الغرب بنفس خطواتنا الصحيحة و المنطقية، و نلاحظ ايضا هل سلك الغرب نفس الخطوات الخلطئة التي تجنبناها و نشاهد نتيجته و نقارنها بنتيجتنا .
شخص اسمه ( عبد الله ) اعطانا كتاب مكتوب بكتابة قديمة بلغة منقرضة لا يفهمها احد ( اعجمية ) ، و طلب منا فك هذه الكتابة ، فكيف سنفك هذه الكتابة القديمة ؟!
■ بخصوص لغة الكتابة .
لو افترضنا ان استطعنا فك و قراءة تلك الكتابة ، فنحن نعتقد بانه لا يوجد اي قيمة لعملنا لاننا لن نعرف شيء منها ، فلا فرق بين اصوات الحيوانات و بين قراتنا للكتاب، لا يوجد اي قيمة معرفية سيحصل عليها اي انسان من فك تلك الكتابة و قراءتها …. لاننا لا نعرف لغة الكتابة القديمة، مجرد اصوات غير مفهمومة، فلا نعرف معاني الكلمات و الجمل داخل الكتاب .
و ستكون التجربة بدون اي قيمة معرفية … و من غير المفيد القيام بهذه التجربة ، و لا تستحق التعب و الخسارة و الوقت لاجل القيام بها، و يحب التخلي عنها.
و في هذه الحالة سنختصر هذا التعب و الجهد من البداية ، و نؤلف لها اي لغة وهمية، بان نعطي حروف الكتاب قيم صوتية من أختراعنا ، ثم نعمل قاموس و نصنع لكل كلمات الكتاب معاني ، لان ( عبد الله ) لن يستطيع ان يكتشف صحة الترجمة… لانه حسب معلومات التجربة فاللغة منقرضة و لن يشك الرجل بترجمتنا لانها لغة منقرضة، لكن علينا البحث عن خطوة واقعية تؤكد له منطقية عملنا و صحته .
لكن لو استبعدنا هذه العمل الغير اخلاقي ، و علينا الالتزام بهذه الشروط و لا يهمنا الفائدة او عدم الفائدة .
سننتقل للخطوة التالية
■ لو فكرنا بعمق بحثا عن جواب لهذه المشكلة … سنصل الى جواب نهائي و منطقي بانه من المستحيل ترجمة هذه الكتابة القديمة ، و لن يستطيع اي مخلوق في الارض من الوصول الى ترجمة هذه الكتابة القديمة .
لماذا ؟!
لان الكتابة تحتاج الى شرط اساسي و هو كائن حي يقراءها، و بدون وجود هذا الشرط فمن الاستحالة قراءتها ، فلكتاب مادة صماء ، و الكتابة اشكال صماء لا تنطق من ذات نفسها، و تحتاج الى كائن حي عاقل ينطقها ليظهر لنا قيمها الصوتية .
مثال …لو وضعتك في جزيرة منعزلة خالية من اي اجهزة كهربائية و الكترونية و اعطيتك شريط كاسيت و طلبت منك ان تبحث عن طريقة تستطيع عبرها بشكل مؤكد من معرفة محتويات هذا الشريط.
اعتقد بان الجواب مستحيل .
هذا حسب شروط التجربة … ( لغة منقرضة و كتابة قديمة لا يستطيع احد قراءتها ) .
لكن لو كانت لغة الكتابة القديمة غير منقرضة و مازالت حية، و نعرف بانها لغة الكتاب ، فهناك امكانية من الوصول الى ترجمة و قراءة تلك الكتابة القديمة لكن ستحتاج الى عملية شاقة و متعبة جدا ، عبر عمليات افتراض كلمات من هذا اللغة الحية و مطابقتها مع كلمات في الكتاب لمعرفة قيم صوتية لحروف الكتابة القديمة ، حتى نستطيع في الاخير التوصل الى قراءة جملة منطقية المعاني ، ثم كل جمل الكتاب ، بحيث تكون قراءتنا للكتاب من اوله الى اخره صحيحة و خالية من الاخطاء المنطقية في النطق و المعنى.
اذا … واقعيا نحن لا نستطيع قراءة هذا الكتاب و لا نستطيع فك كتابته القديمة … و التجربة انتهت حتى هذه النقطة .
لكن انتظر ……… صاحب التجربة و قال : بانه مسموح في التجربة استخدام اي عمل افتراضي غير واقعي لكن موثوق منه .
مادام و انه مسموح لدينا القيام حتى بالاعمال و الادوات الغير واقعية …فلحل هذه الاستحالة الواقعية و المنطقية التي تمنع اي مخلوق في الارض من قراءة هذه النقوش ، فنحن نحتاج الى وجود كائن حي عاقل و موثوق يزودنا بقراءة صحيحة للنقوش بطريقة مباشرة.
و كما قلنا فالكائن هذا غير موجود ….فلا يوجد اي مخلوق في الارض يستطيع القراءة … و لأنه مسموح في التجربة استخدام اي عمل غير واقعي ……. فنحن سنصنع الة زمن … و ندخل اله الزمن و نذهب للماضي و نأخذ الشخص الذي كتب هذا الكتاب الموثوق منه ، و نحضره الى المستقبل و نجعله يقرا هذا الكتاب امامنا .
لكن علينا ان ننتبه، علينا ان لا نحضر اي شخص اخر لابد ان نحضر صاحب الكتاب لانه قد يكون شخص غريب و زائر لتلك البلاد ، لانه ستصبح هذة الكتابة ليست الكتابة الرسمية الخاصة به ، فهو لا يستطيع قراءة هذه الكتابة،ايضا قد يكون هناك شخص داخل هذه التجربة و عدو لنا و دخل معنا اله الزمن ، و ارسل شخص من جانبه من الحاضر الى الماضي في زمن صاحب الكتاب …….. و انتظرنا في الماضي حتى نقوم بالتجربة و نسافر من الحاضر للماضي ، و قمنا باخذه و نحن لا نعرف و عندما احضرناه خدعنا و اعتقدنا بانه يقرا لنا قراءة صحيحة بينما هي مزيفة .
هذه من شروط التجربة … لجعل عملنا و خطواتنا موثوق جدا منها .
تعتبر هذه الطريقة و الفكرة … طريقة صحيحة جدا و منطقية ، و منطقيتها تعتمد على اساس الشروط التي وضعها ( عبد الله) ، و الذي سمح باستخدام ادوات غير واقعية من اجل التوصل الى حل نهائي و مؤكد لهذه المشكلة .
الان …. كيف ستكون مهمة هذا الشخص الذي احضرناه الى المستقبل؟
مهمة الرجل هي القيام بخطوتين :
الاشارة باصبعة الى كل كلمة داخل الكتاب ، ثم قراءتها لنا بشكل مباشر في نفس اللحظة …. حتى نعرف كل القيم الصوتية لحروف الكتابة …. انتهت المهمة .
الان …. سنتمكن من قراءة الكتاب … لكن لن نفهم معاني الكلمات و الجمل داخل الكتاب …. لانها لغة منقرضة .
الان السؤال الهام جدا :
هل نتستطيع تنفيذ ذلك العمل الغير واقعي ( الة زمن ) بطريقة غير مباشرة، اي نقوم بعمل محاكاة ( لالة الزمن ) ….. بحيث تكون محاكاة واقعية يمكن القيام بها في الواقع ؟! .
او هل يمكن البحث عن خطوة واقعية يمكن القيام بها واقعيا تشبه تماما خطوة ( الة الزمن ) التي قمنا بها و جعلتنا نستطيع فك الكتابة القديمة .
نعم … يمكن تنفيذها … عبر لغة و كتابة اخرى وسيطة تقوم بعمل محاكاة لكائن حي عاقل .
كيف ؟
لو عدنا الى تجرتنا الافتراضية .. و ( عبدالله ) قد قرر منعنا من استخدام ذلك الشرط الغير واقعي الذي قد كان سمح به ……. لانه سيصبح حل المشكلة سهل جدا ، و الجائزة التي سيمنحها كبيرة ، و طلب من البحث عن خطوة واقعية .
لكن نحن طمعنا بالجائزة الكبيرة … فداخلنا ( الة الزمن ) بدون ان يعلم صاحب التجربة و ذهبنا للماضي ….. و لكننا لم نحضر الرجل صاحب الكتاب من الماضي ، و مكثنا في الماضي مدة زمنية مع صاحب الكتاب ، و تعلمنا منه قراءة الكتابة القديمة و تعلمنا لغتة ، و ادركنا المعنى العام الذي يتحدث عنه الرجل في كتابه.
و حتى لا نعود للحاضر و لا يكتشف عبد الله باننا ذهابنا للماضي، فان علينا عمل نسخة متطابقة من الكتاب …. لماذا ؟
لانه لو عدنا للحاضر من الماضي و نحن نعرف طريقة قراءة الكتابة و فك الكتابة القديمة …. و بدانا نقرا الكتاب القديم بشكل مباشر و ننطق حروف الكتابة ، فصاحب التجربة سوف يشك ، لانه لابد من وجود سبب علمي جعلنا نستطيع قراءة الكتاب و فك كتابته بسهولة و بباسطة ، لان الواقع يقول بانه لايوجد احد يستطيع قراءة الكتاب في الوقت الحاضر، و من يستطيع قراءة الكتاب و فك حروفه الكتابية القديمة ، فلابد انه قد استطاع هذا بعد جهد و ليس بهذه السهولة ، و بعد ان يقدم طرق علمية و منطقية مقنعة لاقناعنا .
– لكن ما فائدة عمل نسخة من الكتاب ؟!
لو قمنا بعمل نسخة من الكتاب بنفس الخط المكتوب به الكتاب المراد فكه … فاننا منطقيا و طبيعيا لن نكون قد قمنا باي عمل ، فنحن نستطيع ان نقوم بهذه الخطوة في الحاضر بدون احتياج الى سفر للماضي .
– اذن كيف ستكون هذه النسخة ؟
سنكتب نسخة متطابقة من الكتاب لكن بخط مختلف عن الخط المكتوب به الكتاب القديم، و نقول بان صاحب الكتاب قد كتبه.
– لكن صاحب التجربة سيشك … لانه يريد منا فك كتاب واحد بخط محدد و من غير المنطقي بان صاحب الكتاب في الماضي قد كتب الكتاب بخطين ؟!
صحيح ………صاحب التجربة اعطانا كتاب واحد بخط قديم محدد، و من غير المنطقي ان نقنع صاحب التجربة بهذه النسخة بدون ان يشك، لانه لا يمكن ان يكتب شخص كتاب واحد بنسختين مختلفتين بالخط … فلا يمكن تواجد مجتمع يكتب بخطين في نفس الوقت .
ستصبح النسخة فيها شك ، لانها غير منطقية و سيعرف صاحب التجربة باننا استخدمنا اله الزمن في التجربة و هو غير مسموح .
سنقول لصاحب التجربة …. بان هذه النسخة قد كتبها شخص زائر من مكان بعيد جاء لزيارة صاحب الكتاب و هو من بلاد مختلفة كان شعبها يكتب بخط مختلف، و قد كتب هذه النسخة بعد ان قرا الكتاب و اعجب به فقرر عمل نسخة من الكتاب ليقراها سكان بلاده .
– لكن كيف يكون الزائر من شعب مختلف و هو يكتب بخط مختلف و بلغة واحدة نفس لغة صاحب الكتاب ؟!
صحيح ……… لذلك فنحن سنكتب نسخة متطابقة من الكتاب في المعنى فقط ….. لكن بلغة مختلفة و بخط مختلف …. عندها لن يشك صاحب التجربة … و الفكرة منطقية ..
– لكن الامر غير منطقي ……. كيف يمكن عمل نسخة من كتاب بخط حديث و بلغتك الحالية، لان ظهور لغتك في الماضي يدل على ان هناك مجتمع مثل المجتمع الحالي يستطيع قراءة هذه الكتابة القديمة ، و كتابة نسخة بخطك الحالي سيثير الشك بانك قد سافرت باله الزمن و عرفت كيفية القراءة و تريد ان تخدعة بهذه النسخة لانها مكتوبة بخط حديث ؟!
صحيح …….. لكن سنقوم بعمل نسخة بلغة مختلفة عن لغة الكتاب و عن لغتنا و بخط مختلف عن خطنا الحالي …….. و سنخبره بانها لغة قديمة لكننا نعرف قراءتها لانها اسهل .
– لكن ما الفائدة من هذه النسخة ؟!
حتى نستطيع ان نقنع صاحب التجربة بنجاحنا ، عبر القيام بعملية مطابقة بين الحروف الصوتية من كلمات نسختنا مع حروف كلمات الكتابة القديمة في الكتاب .
– لكن لن يحدث تطابق بين اي كلمة مكتوبة بلغة و خط مع كلمة اخرى مكتوبة بلغة مختلفة و خط مختلف ؟!
بل سيحدث تطابق … سيحدث بين الكتاب و نسختنا تطابق في اسماء الاعلام…. لاننا قد قراءنا الكتاب و عرفنا بان الكتاب يتحدث عن اسماء اشخاص ، و من الطبيعي بان طريقة كتابة الاسماء مختلفة من خط الى اخر … لكن طريقة نطق الاسماء واحدة مهما اختلفت اللغة و اختلف الخط .
– لكن كيف سيتاكد صاحب التجربة من كون كلمة في الكتاب القديم متطابقه مع كلمة في نسختك ؟!
سنكتب نسختنا بنفس طريقة كتابة الكتاب تماما و بنفس الطريقة، فكل صفحة من الكتاب القديم يقابلها صفحه في نسختنا و كل سطر من الكتاب القديم يقابلها سطر في نسختنا .
و لقد وجدنا ملاحظة مهمة موجودة في الكتاب القديم، فهو يحتوي على علامة توضع بجانب اسم العلم، و هذا العلامة ستكون واضحة و بعدها سنقرا لصاحب التجربة ورقة من نسختنا تحوي اسم العلم المكتوب في الكتاب القديم ، و بعدها سنقوم امام صاحب التجربة عملية المطابقة بين حروف كلمة الاسم الموجود في الكتاب القديم ، مع الحروف الصوتية للكلمة الموجودة في نسختنا .
و هكذا سيقتنع صاحب التجربة من خطوتنا العلمية و المنطقية .
– لكن كل هذا لا فائدة منه ، لانه كيف سيقتنع صاحب التجربة من ان نسختنا فعلا نسخة متطابقة من الكتاب في الموضوع ، ايضا لو كتبت النسخة ستبدو حديثة و لدينا كتاب قديم ؟
صحيح جدا …. لكن نحن لن نكتب نسختنا في الحاضر … بل سنكتبه في الماضي عندما نسافر باله الزمن الى الماضي … و بنفس المادة التي كتب بها الكتاب القديم .. و نقوم بلصق نسختنا التي كتبناها بالكتاب القديم، و نترك نسختنا في الماضي …. و نركب اله الزمن و نعود للحاضر …. لكن الى ما قبل زمن التجربة بيوم واحد ، اي قبل يوم واحد من اكتشاف الكتاب القديم على يد صاحب التجربة ، و من المؤكد بان صاحب التجربة في اليوم التالي سيكتشف الكتاب القديم و هو ملتصق بنسختنا، و سيبدو على نسختنا ملامح و خصائص الشيء القديم .
و س نحصل على الجائزة الثمينة …. صحيح باننا خدعنا صاحب التجربة لاننا استخدمنا وسيلة ممنوعة ( اله الزمن ) … لكننا لن نخدع صاحب التجربة ابدا و سنترجم له الكتاب بشكل صحيح جدا، و نترجم له المعاني و نجعله يقرا الكتاب بلغة الاصلية التي كتب بها الكتاب .
————————–
و من هنا جاءت فكرة حجر رشيد الماكرة . فالحجر استطاع ان يقوم بعمل محاكاة واقعية لدور الكائن الحي الذي يحتاجه الواقع الخالي من اي شخص يستطيع قراءة النقوش ، و يقوم بقراءة نقوش قديمة بشكل مباشر .
كيف ؟!
كما تحدثنا في تجربتنا ..
فالغرب قام بشكل تام و متماثل بكل خطواتنا التي قمنا بها عندما اردنا خداع صاحب التجربة …. لانه من الاستحالة كما قلنا القيام بهذه المحاكاة لالة الزمن عبر وضع نسخ الا لو اردنا الخداع و لم نلتزم بعدم استخدام اله الزمن .
لكن الغرب بخطوتهم هذه ……. من كانوا يريدوا ان يخدعوا ؟!، و من هو عبدالله في تجربة الغرب ؟! .. هل نحن عبدالله ؟!
الغرب قد قام بعمل نسخة متطابقة من الكتاب في المعنى ….. و جعلها بخط مختلف و لغة مختلفة ( يوناني ) ،و جعل النسخة بنفس مادة الكتاب ، و جعلها ملتصقة مع الكتاب في حجر واحد، حتى نثق بانها نسخة واحدة من موضوع الكتاب …و بانها بعمر واحد قديم … و بان تلك اللغة ( اليونانية ) عاصرت زمن صاحب الكتاب عندما كتب الكتاب .
ثم قام الغرب باقناع صاحب التجربة بفكرة التطابق في الاسماء، و لان الهيروغليفية تحتوي اطارات دائرية …… فالغرب اقنع صاحب التجربة بان الاطارات تحوي اسماء ملوك ، و لان النص اليوناني يحوي اسم ملك يوناني … فتمت المطابقة … و بدا الغرب بمطابقة الحروف الصوتية لكلمة بطليموس الموجودة في نسختة اليونانية ، مع رموز الكلمة الموجودة داخل الاطار في الهيروغليفية .
لكن هناك ملاحظة هامة جدا … نحن في عملنا كانت خطواتنا داخل تجربة افتراضية تخيلية لا يمكن اجراها في الواقع، فلا يمكن تجاوز قوانين الزمن، و لا تواجد اله زمن بشكل واقعي، فالسؤال المنطقي :
نحن في مثالنا السابق وصلنا لخطوة عمل النسخة ، عندما قمنا باستخدام ذلك الشرط الافتراضي التخيلي .. و هو شرط لا يمكن تحقيقة واقعيا … لذلك لا يمكن ظهور النسخة واقعيا .
بينما الغرب اظهر لنا نسخة متطابقة …….. فكيف سافر الغرب الى الماضي و قام بعمل نفس خطواتنا و جعل نسخته ملتصقة بالكتاب ، هل صنع اله زمن و نحن لا نعلم ؟!
من الاستحالة وجود اله زمن …….. و من الاستحالة ان الغرب سافر للماضب ، و لذلك فالغرب لم يسافر ابدا ، و لم يرسل الغرب اي رجل منهم الى الماضي كمندوب عنه ليحكم مصر ( بطليموس ) ، و لم يكتب مندوبهم بطليموس اليوناني الحجر في الماضي ، و لم يحكم مصر و لا يعرف مصر ، لان الحقيقة ان الغرب كتب الحجر حديثا و اقنع صاحب التجربة بانه من الماضي و بان لديه مندوب عنه كان يعيش في مصر في الماضي .
لقد استطاع الغرب اقناع (عبد الله) بهذه النسخة ، بسبب فكرة جوهرية و هي : مادة الكتاب ( الحجر ) و طريقة الكتابة التي كانت عملية قديمة في الكتابة و هي الحفر على الحجر ، و التي اوحت لصاحب التجربة بانها من زمن قديم جدا .
لقد استطاع الغرب صناعة الة زمن بهذه الطريقة بان جعل نسخته تبدو قديمة ، و كذلك عندما قام بتاليف قصة تخيلية افتراضية غير واقعية مثل تجربتنا السابقة ، حول ملوك يونان حكموا مصر قديما ، و في فترة حكم كتبوا هذا الحجر …. و جعلوا هذه القصة التخيلية مادة تاريخية حقيقية تدرس في المدارس و الجامعات، فاقتنع صاحب التجربة بهذه القصة و اعتقد بانها واقعية، و تم خداعه .
و هكذا تم حل تلك الاستحالة في فك و قراءة النقوش القديمة عبر خدعة اللغة الوسيطة .
و بالرغم من تاكدنا من كون الحجر مزيف … لكن لو افترضنا ان الغرب فعلا كان لديه الة زمن …… و قاموا بهذه الخطوة و نحن نثق بانهم سيخدعونا فقط للحصول على الجائزة و لن يخدعونا بالترجمة ابدا .فعمل الغرب يبدو نوعا ما منطقي و كان حريص جدا بنفس حرصنا .
لكن الغرب بعدها قام بخدعة اخرى ايضا بواسطة شامبلبون …. لان شامبليون بعدها كان يحتاج الى احجار كثيرة بنفس حجر رشيد و لانها غير متوفرة ، لجا الى عمل مطابقة بين كتابة قديمة على حجر مع نسخ موجودة على ورق الطابعة ، و لم تتحق الشروط التي توفرت في تجربتنا التي تحتاج الى نفس مادة الكتاب او حجر رشيد .
فقد قام بعملية مطابقة بين وثيقتين بعمرين مختلفين ، طابق وثيقة مكتوبة على حجر قديم بوثيقة مكتوبة داخل ورق حديث مطبعي .
و الاسباب الجوهرية التي ادت الى مرور الخدعة الثانية شيئين :
1- عدم ادراك عمر الوثائق.
فلا يصح ابدا علميا و منطقيا مطابقة كتابة في وثيقة قديم، بكتابة موجود في وثيقة حديثة ،
او بمعنى اخر .. لابد ان تكون الوثيقتين بنفس عمر .
و هذا هو المدخل الرئيسي و الذي بسببه صنع الغرب حجر رشيد، و قيامه بتلك الضجة …….. لاجل يمنح عمله منهج علمي ، لانه بهذه الطريقة يكون قد منح وثيقته اليونانية ( النص اليوناني ) الموجود فيه كلامه عمر متطابق مع عمر الهيروغليفية، او بمعنى اخر لقد جعل لغته تملك نفس عمر الهيروغليفية .
2 – عدم ادراك ميزة الكتابة المصرية الغير متوفرة عند بقية الكتابات .
فالكتابة المصرية يوجد فيها ميزة ، بانها تحمل قيمتين اثنتين و هما ( قيمة صوتية و قيمة معنى ) ، بخلاف الكتابات الاخرى التي تحمل قيمة واحد، و هي القيمة صوتية.
و لا يوجد اختلاف بين القيمة الصوتية و القيمة المعنى ، هما شيء واحد متطابق … المعنى و المنطوق في نقوش مصر هما شيء واحد.
المعنى متطابق مع المنطوق بشكل مباشر في نقوش مصر في لسان واحد ، و بدون احتياج الى معاني لغة وسيطة لتاكيد منطوق رموز نقوش مصر.
– فمثلا شامبليون في حجر رشيد جعل المطابقة بين رموز الهيروغليفية مع ما يقابلها من القيم الصوتية في الحروف اليونانية ( و ليس المعنى)
رمز = مخرج صوتي
ن = n
– لكن شامبليون في القطعة الحجربة الاخرى التي حصل عليها من مصر ، تم عملية المطابقة بين الرمز الواحد في الهيروغليفية مع المعنى .
رمز = معنى
و هنا النقطة التي يجب ان يدركها الكثير ، بان نقوش مصر مختلفة عن اي كتابة ، فهي تحمل قيمتين و ليس قيمة واحدة : الرمز يحمل قيمتين . ( قيمة صوتية و قيمة معنى )
مع ان … الرمز = المنطوق = المعنى
فمثلا رمز ( صورة عين انسان )
الصوت ( المنطوق ) = نجم
و المعنى = نجم
رمز ( ★ ) = نجم ( معنى ) = نجم ( نطق )
و لم يكن الغرب بحاجة الى كل تلك الصعوبة البالغة و الوقت الطويل لمعرفة القيم الصوتية للرموز لو كان فعلا صادق …… لانها قيمتها الصوتية هو المعنى الذي يمثله الرمز باللغة الجبتية التي ادعى بانها لغة النقوش .
و نحن نعتقد بانه سيصل لها بسهولة جدا من البداية لو كان صادق فعلا ، بدون احتياج الى صناعة حجر مزيف ( حجر رشيد ) و بدون حاجة الى قصة شامبليون و تصميم تمثال له في داخل جامعة باريس و بدون احتياج لصناعة تقويم زمني للمسلمين في مصر الذين يحملون معهم القراءن ، و جعل تقويمهم الزمني ياتي بعد التقويم الزمني للاقباط الذين يحملون معهم كتاب العهد القديم باللغة الجبتية .