3/14/2021 0:00:01
نزل باحث اسمه عباس شمس الدين منشور في الفيسبوك يقول فيه :
[ ان اكذوبة مولد ابراهيم في اور لا اصل لها وانما نتجت عن التحريف.
فقد ترجمت عبارة “انا الرب الذي اخرجتك من نار الكشدانيين” (وهم قوم ابراهيم)
الى “انا الرب الذي اخرجتك من اور الكشدانيين”.
لان من معاني اور في العبرية (النار، النور) ومنه في العربية (اوار). (انظر الصورة)
لتتحول لاحقا الى “انا الرب الذي اخرجتك من اور الكلدانيين”
التوراة العبرية في الاصحاح الخامس عشر ، الفقرة 7 تقول: من اور كشديم מֵא֣וּר כַּשְׂדִּ֔ים
في الفقرة التي نتحدث عنها :
זוַיֹּ֖אמֶר אֵלָ֑יו אֲנִ֣י יְהֹוָ֗ה אֲשֶׁ֤ר הֽוֹצֵאתִ֨יךָ֙ מֵא֣וּר כַּשְׂדִּ֔ים לָ֧תֶת לְךָ֛ אֶת־הָאָ֥רֶץ הַזֹּ֖את לְרִשְׁתָּֽהּ:
الظريف ان الكلدانيين ما ظهروا الا في القرن السابع قبل الميلاد ولا علاقة لهم بالسومريين بناة اور ]
صحيح ان رد عباس شمس الدين، ينفي كون ما تسمى اور بمكان ميلاد ابراهيم، و يدحض كلام البابا الباطل و الذي شدد في زياته للعراق بانه يحج الى مدينة ميلاد ابراهيم ، لكن الحقيقة بان رده باطل ايضا، و لم يقم بشئ الا ان دحض باطل بباطل اخر .
و بالرغم من ان الباحث يصف ترويج البابا لمنطقة اور في العراق بانها ميلاد ابراهيم بانها ضمن مشروع الصهيوني، لكن الحقيقة بان الباحث عباس شمس الدين يروج لرواية صهيونية ايضا، و يدحض الرواية الصهيونية برواية صهيونية ايضا .
هناك تقريبا 8 اخطاء في رد الباحث عباس شمس الدين دينية و تاريخية و منطقية .
1- الغريب ان هذا الباحث المسلم بدل ان يستدل بالقراءن الحق من اجل دحض الباطل، ذهب ليستدل بكتاب البابا نفسه لينفي باطل البابا .
اي منطق ؟
ذهب لارضية الاخر يفتش فيها لدحض رواية الاخر، بدل ان ينطلق من ارضيته لدحض رواية الاخر .
مؤكد بان هذا الباحث يعتقد بان اليهودية جاءت قبل الاسلام و من عند الله، و ربما يعتقد بان ابراهيم عبري، و عليه فمن المؤكد بان كتابهم فيه معلومات عن ابراهيم، و يجب الرجوع اليه لفصل اي مسالة تاريخية .
2- ايضا الكاتب عندما نقل نصوص كتاب البايبل، و حاول تصحيح التحريف فيه في كلمة اور و الكشدانين ، يكون قد اخطىء في نقطة و هو لم ينتبه، فهو لم ينقل النص بشكل حرفي، لان كتاب البايبل يتحدث عن شخص اسمه ابرهام و ليس ابراهيم قال له الرب :” يا ابرهام انا الرب الذي اخرجت من نار الكشدانيين ” ، فكيف يعتمد كتاب يتحدث عن شخص اسمه ابرهام في فصل موضوع شخص اخر تماما اسمه ابراهيم .
3- ايضا الباحث ينطلق من ايمان مسبق بان قوم ابراهيم اسمهم الكشدانيين، و لا نعرف على اساس يؤكد هذه المعلومة، و يبني عليها رده . فلا توجد اي حقيقة حول هذا الامر ، و هل على المسلم ان يؤمن بها رغم ان الله لا يقولها في القراءن للمسلم .
4- ايضا الباحث يعتمد فكرة ان كلمة اور تعني نار في العبرية، و يستدل على ذلك بمقارنتها بالعربي في كلمة اوار، مع انه لا يوجد اي داعي لذكر كلمة في العربية لتاكيد معنى كلمة في لغة اخرى مستقلة تماما عن العربية .
الان هل ذلك المكان في العراق اسمه اور، من قام بتسميته، و متى تم تسميته، لان الارض لا تتكلم لتخبرنا باسمها ، الانسان هو من يطلق عليها الاسم، فهل الناس سموها، ام ان الاعلام يروج للاسم حتى اصبح الناس يتداولونه بدون تركيز .
هذا الباحث بدل ان يكحلها اعماها، فبدل نفي كون اور مكان ميلاد ابراهيم حسب رواية البابا و انتهى ، عاد ليثبت تسمية في البابيل و العبرية على مكان في العراق ، و يؤكد بان مدينة اور في العراق تعني بالعبري النار او النور. و بدل ان يطرح سؤال من الذي أطلق اصلا على ذلك المكان اسم اور ، راح ليوكد بان ذلك المكان اسمه اور ، لكنه ليس مكان ابراهيم .
الان لو سالت عراقي : ما اسم ذلك المكان ؟
سيقول لك : اور
و عندما تساله : ما معنى اور ؟
سيقول لك : النار او النور بالعبرية
هذه النتيجة التي خرج بها هذا الباحث
5- ايضا الباحث مشغول باثبات بان كلمة الكشدانين تحولت فيما بعد الى الكلدانين، مشغول باثبات ان الكشدانين غير الكلدانين ، حتى يؤكد نفيه.
و هل انا عرفت معنى الاولى (الكشدانين) حتى افهم معنى الثانية( الكلدانين) التي يتحدث عنها ؟
منهج غريب يقوم على مسلمات خاطئة يقوم عليها لاقناع مسلم لا يعرف هذه الالفاظ و الكلمات و المسميات و ليست موجودة في ثقافته .
ما الفرق بين الكشدانين و الكلدانين، و كانهما تسميتان حقيقيتين كانتا في الواقع موجودة و هناك فرق بين الاثنين.؟
بالنسبة لي لا اجد اي فرق بين ان يقال بان قوم ابراهيم الكشدانين او ان قوم ابراهيم الكلدانين او ان قوم ابراهيم المسطولين ، مجرد اسم فقط لا يعني لي شيء او فارق .
6- هذا الباحث الان يؤكد وجود الكلدان في العراق ، و لا يعرف بانه الان يؤكد تسميات في كتاب البابا البايبل ، فاسم كلدان في كتاب البايبل، يعني الباحث مشارك في تثبيت مسميات كتاب البايبل على بلاده ، و لا اعرف هل هو واعي ام غير واعي
7- هذا الباحث يطلق على كتاب العهد القديم اسم التوراة العبرية، و لا اعرف من اين جاء بهذا المصطلح و هو المسلم الذي لا يسميها الله له بالتوراة العبرية بل يسميها بالتوراة فقط.
يعني هذا الباحث مازال داخل رواية الصهيونية و هو لا يعلم، لكن اذا كان الباحث يسميها التوراة العبرية ، فهل نستطيع القول بان هناك ايضا التوراة العربية ؟
8- لا اعرف كيف عرف الباحث بان الكلدان ظهروا مثل الديدان في القرن السابع قبل الميلاد في العراق، حتى يضحك من الامر.
ليست اور الكلدان و لكن اور السومرين … هذه الخلاصة التاريخية التي خرج بها .
الحقيقة بان هذا الباحث لم يقم باي تنبيه هام ، بل قام بتثبتت ان المرجعية في هذه المسألة هو كتاب اليهود البايبل، والاختلاف انما في القراءة و التفسير الصحيح و الترجمة ، و سناخذ الامر بحسن النية و نقول ربما ان هذا الباحث لا يدرك الامر ، لكن الشيء المؤكد بانه لا يعلم و يقول مثل قولهم فقط ، فلو كان باحث حقا لكان تقيد بتسميات الله في رسالته له الموجودة في القراءن .
لان هذا الباحث كان يستطيع ان يختصر المسالة ببساطة شديدة، لو رجع الى نص صغير جدا فيه معلومة واحده تشرح له كل القصة ، بدل ترديد مثل اقوالهم في كتاب البايبل، و يدرك بان التوراة التوراة ليست كتاب اليهود و ليس كتاب بغلافين ، بل خط كتابي قديم كان يكتب به الانبياء كلام الله، و الله انزلها نور و هدى للناس، و هي الخط الذي كتب بها القراءن و التي اخفاها الغرب، ثم قاموا بعدها بتاليف كتاب البايبل و صنعوا له لغة اسموها عبرية و لغات اخرى ، حتى يجعلوا مثل هذا الباحث يدخل في كل هذا اللامنطق.
{ ما كان ابراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما }
{و قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}
{ كتاب فصلت آياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون * و ان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب و ما هو من الكتاب و يقولون هو من عند الله و ما هو من عند الله و يقولون على الله الكذب و هم يعلمون}
و انتهى كل شيء