لغز توت عنخ امون -القصة الحقيقية- الجزء الثاني

لغز توت عنخ امون -القصة الحقيقية- الجزء الثاني

6/19/2021 0:00:01

رابط المقال

في هذا المقال سنقوم بترتيب و تنظيم قصة الاسرة التي خرجت منها قصة توت عنخ امون و التي كتبها الغرب لنا، و نقوم بتحليلها و نقدها .

——————

كان هناك ملك مصري اسمه امونحوتب الرابع ، من الاسرة الثامنه عشر و حكم مصر مدة ١٧ سنة ، و توفي عام 1334 قبل الميلاد تقريبا .

كان إمنحوتب الرابع الأبن الأصغر للملك أمنحوتب الثالث من الملكة تيي التي كانت الزوجة العظمى المفضلة لدى أمنحوتب الثالث، ولم يكن مقدراً لامنحوتب ان يكون ولى العهد حتى وفاة الأخ الأكبر له تحتمس.

بعد ان اصبح امنحوتب الرابع ملك مصر ، حاول امنحوتب توحيد آلهة مصر القديمة حيث تعددت الألهة فيها التي تعبد في مناطقها المختلفة بما فيها الإله الأكبر أمون رع في شكل الإله الواحد آتون، ونقل العاصمة من طيبة إلي عاصمته الجديدة ( اخيتاتون )

شهرة هذا الملك كانت بانه قام بالتخلي عن الالهات التي عبدها المصرين قديما و صنع ديانة جديدة تدعوا لعبادة الاله واحد اسمه ( اتون ) مصر ، و سمى نفسه باسم اخناتون و يعني ( الروح الحية لاتون ) .

كان إخناتون متزوجاً بزوجته الملكة الريئسية نفرتيتي التي كانت تشاركه الفكر في عبادة آتون وتظهر معه في الاحتفالات الدينية. وتزوج زوجة ثانية تدعى ” كيا “، و كان لديه خمسة ابناء و هم :

سمنخ كا رع

ميريت آتون

ميكت آتون

عنخ إسن آمون

نفر نفري رع

ست نا رع

توت عنخ آمون

انشغل الملك إخناتون بفلسفته وإصلاحاته الدينية وانصرف عن السياسة الخارجية وإدارة الإمبراطورية .

محاولة إخناتون صناعة دين مختلف عن الدين التقليدي واجهت مقاومة كبيرة ، ولكن في النهاية انتهى ذلك الدين، فلما مات اخناتون خلفه ابنه( سمنخ كا رع) و الذي حكم فترة وجيزة، ثم خلف (سمنخ كا رع ) اخوه ( توت عنخ أمون ) الذي كان صغير السن وارتد عن عقيدة آتون وترك العاصمة أخيتاتون عائداً إلى طيبة (الأقصر اليوم)، وأعلن عودة عقيدة أمون تحت ضغط كهنة أمون الذين كانوا لا يزالون على عقيدة الإله أمون رع، رافضين ما يقدمه لهم إخناتون من فكرة الإله الجديد أتون. تحت تلك الضغوط وبسبب صغر سنه فقد غير اسمه من “توت عنخ أتون” إلى توت عنخ آمون. وهدم كهنة طيبة آثار إخناتون ومدينته أخيتاتون ومحوا اسمه من عليها، وهاجرها الناس، و تم استعادة الممارسة الدينية التقليدية تدريجيًا.

لقد استمر البحث عن مقبرة الملك إخناتون منذ العثور على أولى مقابر وادي الملوك في القرن الـ19 وفي القرن العشرين دون الوصول إلى نتيجة حاسمة، حتى بدأت الدراسات التي أجراها المجلس الأعلى للآثار وجامعة القاهرة على المومياوات، حيث أعلن في فبراير 2010 أن الفريق قد اكتشف عبر تحليل البصمة الوراثية وتحليل الجينات أن «مومياء في المقبرة 55 في وادي الملوك هي مومياء والد الملك الذهبي توت عنخ آمون، وكان يعتقد أن المومياء تعود لرجل توفي بين سن 20 و25 عاماً، إلا أنه تبين من نتيجة الأبحاث أنه توفي بين سن 45 و50 عاماً، و هو نفسه إخناتون”

التاريخ يقول بان هناك شك في العلاقة بين أخناتون و بين أبنه (سمنكارع) ، والعلاقه بين أخناتون ووالدته الملكة تي.

عندما تولى اخناتون الحكم كانت لا تزال الملكة تي والدته تذكر في نقوش على انها الملكة والمحبوبه من الملك. وقد أشير إلى ان اخناتون ووالدته تصرفا كما الأزواج حتى وفاتها. وهذا من شأنه ان يتم النظر اليه ان على انه زنا المحارم في ذلك الوقت. انصار هذه النظريه ينظرون إلى ان اخناتون التاريخي هو نموذج اديبوس الملك الاسطوري من طيبة .

كان حب أخناتون لابنه لسمنخ كا رع و تعلقه به خارجاً عن نطاق المألوف فأطلق عليه لقباً نسوياً من القاب زوجته.وهو ( الجمال الفائق لآتون) ولا يخجل من ان يطلق عليه (محبوبه) ولكن من المرجح ان سمنكارع كان الأخ غير الشقيق او ابنا لاخناتون ، بل ان البعض اقترح ان سمنكارع كان هو الاسم المستعار لنفرتيتي أو كيا ، وبالتالي واحدة من زوجات اخناتون.

بعد وفاة اخناتون تولى ابنه سمنخ كار رع الحكم ، و لم يحكم الا مدة سنة ، ثم تولى بعده الحكم توت عنخ امون .

تولى توت عنخ أمون حكم مصر من 1334 إلى 1325 ق.م.

عندما توت عنخ أمون حكم مصر كان عمره 9 سنوات، واسمه باللغة المصرية القديمة تعني “الصورة الحية للاله أمون”، كبير الآلهة المصرية القديمة.

لقد عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد ابوه أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد، و تم في عهده التخلي عن عبادة الاله (اتون ) و العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة التي يمثلها ( امون ) .

فأثناء حكم توت عنخ آمون بدأت ثورة من تل العمارنة ضد حركة الفرعون السابق أخناتون الذي نقل العاصمة من طيبة إلى عاصمته الجديدة أخت أتون بالمنيا وحاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله أمون في شكل الإله الواحد آتون. في سنة 1331 ق.م أي في السنة الثالثة لحكم توت عنخ أمون الذي كان عمره 11 سنة وبتأثير من الوزير آي رفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة.

و اعلن عن تخليه عن اسمه السابق توت عنخ اتون و تسمى باسم ( توت عنخ امون ).

تزوج ( توت عنخ امون ) من اخته التي احبها ( عنخ إسن أمون).

توفي توت عنغ آمون في ظروف غامضة ومجهولة، ليحكم بعده وزيره السابق آي و الذي تزوج من عنخ إسن أمون أرملة توت عنخ آمون.

هناك اعتقاد سائد أن وفاة توت عنخ آمون لم يكن لأسباب مرضية وانما قد يكون من جراء عملية اغتيال قام الوزير خپرخپرو رع آي وهناك العديد من الأدلة التي يوردها المؤمنون بهذه النظرية منها على سبيل المثال زواج الوزير خپرخپرو رع آي من ارملة توت عنخ أمون حيث عثر على ختم فرعوني يحمل اسم آي وعنخ سون أمون أرملة توت عنخ أمون .

الأدلة التاريخية تشير إلى وجود وزيرين لتوت عنخ أمون أحدهما آي الذي تم ذكره والأخر كان اسمه حورمحب وهناك ادلة أثرية تؤكد انه بعد وفاة توت عنخ أمون أستلم الوزير آي مقاليد الحكم لفترة قصيرة ليحل محله الوزير الثاني حورمحب الذي تم في عهده إتلاف معظم الأدلة على فترة حكم توت عنخ أمون والوزير آي وهذا يؤكد لدى البعض نظرية المؤامرة وكون وفاة توت عنخ أمون بسبب مرض الملاريا التي كانت منتشرة في الجنوب.

اكتشفت مقبرة توت عنخ امون في 1922 من قبل البريطاني هوارد كارتر .

كان يعتقد بان توت عنخ امون هو ابن نفرتيتي ، لكن بعد اكتشاف مقبرة اخناتون في عام 2010 و بعد فحص الحمض، تبين بانه قبر اخناتون و بان توت عنخ امون هو ابن اخناتون من زوجته كيا و ليس من نفرتيتي ، و لهذا فتوت عنخ امون يكون قد تزوج من اخته غير الشقيقة .

———————

هذه خلاصة قصة هذه الاسرة و قصة الملك توت عنخ امون، و لا نحتاج اطلاقا لاي تفاصيل اخرى او سيناريوهات تاريخية درامية.

الان …… ماهو الشيء الغريب في هذه الاسرة ؟

– انجبت ملكين مشهورين :

الملك الاول و هو الاب ….. شهرته بسبب اعماله ، لانه بدل الدين في مصر .

الملك الثاني و هو الابن …. شهرته ليست بسبب اعماله، بل بسبب مقبرته المكتملة و بسبب لغز وفاته فهناك احتمال كبير بان تعرض لاغتيال من قبل وزيره.

– الملكين حملوا اسمين اثنين ، واحد من الاسماء مشهور و الاسم الاخر غير معروف :

الملك الاول و هو الاب ………… كان اسمه امونحوتب الرابع ، و لكنه بدل اسمه الى ( اخناتون ) بعد ان بدل الدين ، و طغى الاسم الثاني عليه حتى ان القارى العادي لا يعرف بان اسمه كان امنحوتب الرابع.

الملك الثاني و هو الابن …… كان اسمه توت عنخ اتون ، و لكنه بدل اسمه الى ( توت عنخ امون ) بعد ان اعاد الدين السابق، و طغى هذا الاسم الثاني عليه، حتى ان القارى العادي لا يعرف بان اسمه كان توت عنخ اتون .

امون حوتب نتر —تبدل الى —- اخن اتون

توت عنخ اتون —–تبدل الى —– توت عنخ امون

– الملكين بدلا الدين

الملك الاول و هو الاب ………… تخلى عن عبادة الاله (امون) الى عبادة الاله (اتون – قرص الشمس )

الملك الثاني و هو الابن ………… تخلى عن عبادة الاله (اتون – قرص الشمس ) الى عبادة الاله (امون )

– الملكين كان لهم علاقات زنا محارم و زواج محارم .

الملك الاول و هو الاب ….. هناك شكوك بانه كان بعلاقة زواج مع امه .

الملك الثاني و هو الابن ………… تزوج من اخته غير الشقيقة .

– شكوك حول هوية والدة توت عنخ امون

فالبعض يقول نفرتيتي و البعض يقول كيا

– شكوك حول علاقة الابن بالاب

هناك شكوك حول سمنخ كارع هو ابن اخناتون ام اخوه .

– شكوك حول اسم سمنخ كارع

بسبب عشق اخناتون لسمنخ قارع ، فالنظريات تقول بانه قد يكون اسم نفرتيتي و اخرين يقولون بانه اسم كيا

– لم تستطع النقوش الكتابية من تحديد هوية مقبرة الاب اخناتون .

اكتشفت مقبرة اخناتون في عام 2010 ، و لكن النقوش لم تكن الاداة في تحديد هوية صاحب القبر ، بل الفحص الحمض النووي و مقارنته بالحمض النووي لتوت عنخ امون دون غيره من الابناء .

——————-

و مع ذلك …….. دعونا نفكر في كامل القصة بشكل منطقي.

– اولا …… نحن لا نستطيع ان نقرا تاريخ حديث مدون في كتب الطابعة و بكامل ثقتنا عن شخصيات حديثة ، و هناك شخصيات من حولنا مشهورة و لا نستطيع ان نتحدث عنها بثقة و بتفاصيل حولها ، فما بالك بشخصيات عاشت قبل عشرات الاف السنين و تاريخهم مدون بكتابة بدائية جدا و صعبه تحتاج الى جهد كبير ، فمن اين جاءت كل هذه الثقة المطلقة لدى الغرب حتى يكتب تفاصيل تلك الاسرة ، و يتحدث عن زواج و علاقات و مشاعر و معتقدات و حروب و الخ .

و اذا كنا نختلف حتى اليوم في ادراك مسميات المواقع الجغرافية و الشعوب و البلدان، فلماذا الغرب عندما كتب هذا التاريخ لا توجد لديه خانة احتمالات حول هوية المواقع و الشعوب، بل لديه يقين مطلق في تحديد مسميات الجغرافيا في مصر و خارجها و كانه اله لا يقول الا الحق .

بل لماذا يتعامل الناس مع هذا الكم الكبير من التاريخ الذي يكتبه الغرب لنا، و كانه نصوص سماوية مطلقة مؤكدة يقينيه لا تحتمل الشك او التكذيب .

– ثانيا …. مسالة تغير العقيدة ليس بالامر السهل في مجتمع قديم ، هل تعتقد بان معتقد عميق لشعب يمكن لحاكم ان يبدله في لحظة مزاجية، و يبدل معتقد شعب و يبدل اسم الاله ايضا. هذه الاشياء تحتاج الى هندسة ذكية و الى قوة متوحشة تقوم بهذا الامر، و ليس بهذه الطريقة الكرتونية التي كتبها الغرب .

– ثالثا …. حسب التاريخ مصر عبدة اله ( راع – الشمس ) مع الهات اخرى، لكن اخناتون قرر توحيد الالهات تحت عبادة الاله ( اتون )، و اتون هو قرص الشمس .

يعني كان امنحوتب يستطيع توحيد الالهات في اله واحد اسمه ( راع )، فلماذا يخترع اسمه جديد ( اتون ) و يعني قرص الشمس

ما الفرق بين الشمس و قرص الشمس ؟

من عبادة الشمس الى عبادة قرص الشمس قصة مضحكة، و كانك اخناتون انتقل من عبادة الدائرة الى عبادة محيط الدائرة .

فاذا كانت الشمس تعني ( رع ) …. فعلى الاقل كان قرص الشمس يعني عند المصرين ( راعتون ) حتى نعتقد بان (رع) تعني شمس و( تون ) تعني قرص الشمس … لكن ( راع) و( اتون) لا علاقة بينهما حتى يشير كل منهما لشيء واحد اسمه الشمس .

– رابعا …. هل هولاء هم اجداد المصرين الحالين؟

نعم … اذن فمن المنطقي ان المصرين اليوم قد خرجوا من ثقافة تلك الاسرة و عالمهم ، و العكس صحيح، ما ينطبق على المصرين اليوم ينطبق على تلك الاسرة .

السؤال : هل يوجد واحد في مصر يتزوج من امه او اخته ، بل هل يوجد في اي بلاد او في اي ديانه ، من يتزوج من اخته او امه؟

لا

فطرة في الناس ، و من الاستخالة بان حاكم مشهور و اسرته كانوا يقومون بهذا العمل ، و لو حدث في السر فرضا فمن المستحيل ان يدون هذا الكلام في وثائق كتابية عامة تعرض على اي انسان .

اذن …… كيف تجاسر الغرب على كتابة هذا التاريخ المزيف، على الاقل سيضع احتمالات بان هناك خطا، لكن الغرب واثق من نفسه و يؤكد الامر بشكل غريب … بل كيف يصدق الناس مثل هذا التاريخ المكذوب، بل كيف تسمح دولة بجعل مثل هذا الكلام تاريخ وطني رسمي للناس ، و تتربي اجيال على ان اجدادها كانوا يتزوجون من امهاتهم و اخواتهم و الامر طبيعي .

– خامسا …. اذا كان الغرب قد نجح في فك نقوش مصر ، و وزارات الثقافة و التعليم و الاثار في مصر تشكر الغرب على تلك الخدمة، فمن المنطقي بان الغرب و مصر لم تعد بحاجة لفحوصات حمض نووي حتى يتاكدوا من هوية اي مومياء.

لان قراءة الاسم تكفي في معرفة هوية اي صاحب مقبرة او تابوت، يقرا اسمه في المقبرة ، و سيتاكد بانه اخناتون و الخ .

– سادسا ……….. المعرفة تحتاج الى تسمية المسميات باسماءها الصحيحة، حتى نستطيع التفكير في اي امر بشكل صحيح ، لان من اكتشف مقبرة من اطلقوا على اسمه توت عنخ امون ليس عالم اثار بل لص بريطاني، و اسرة الخديوي ليسوا حكام مصر ، بل كانوا عملاء بريطانيا و فرنسا قاموا بتنصيبهم على حكم مصر بعد غزوها، و العملية سرقة تامة تمت و ليس موضوع علم و اثار و تنقيب في ظل حكم مصري وطني ، بل تحت وضع احتلال .

– سابعا ….. كيف يعقل بان كتابة قد تم فكها بشكل صحيح من قبل الغرب ، و استطاع الغرب اخراج كل تلك المؤلفات من نقوش مصر، و كل تلك التفاصيل ، لكنهم لم يستطيعوا معرفة اسم ام توت، هل هي نفرتيتي ام كيا ؟

– ثامنا ……من المنطقي بان اغتيال الرئيس الامريكي جون كنيدي لغز، فهو شخصية معروفة ، و تم اغتياله و لا نعرف السبب، فعلا لغز يحتاج لتفسير سببه و هوية الفاعل الحقيقي ، لكن من غير المنطقي ان تستخرج لي جثة لا اعرفها اصلا من مقبرة ، و لا اعرف هويتها و تنسج لي قصة حولها ، ثم تكلمني عن بانه قتل اغتيال و بان موته لغز، و كانك تريد ان تقنع الجمهور باني الان قد اصبحت اؤمن بان التاريخ الذي كتبته لي صحيح ، و لا خلاف عليه ، و الان علي ان نعيش في داخل جو لغز معقد و خطير .

اللغز الحقيقي ……… ليس اغتياله ، بل من يكون صاحب تلك المقبرة بالاول و لماذا يملك كل تلك المقبرة و ما حقيقة تلك الكتابات داخل مقبرته

ثم حتى لو كان التاريخ الذي كتب صحيح و اغتيل ، فما اهمية ان يكون الامر لغز ، و تنزل كتب كثيرة حول القصةةمثل مسلسلات المكسيك .

خلاص شخص كان موجود في مصر و مات و اغتيل …. و هناك الكثير في مصر تعرضوا لاغتيال …. فلماذا سنجعل التاريخ قصة مثيرة حول اغتيال واحد .

هناك مئات المومياوات فلماذا هذا الشخص من تحول امره الى قصة اغتيال، و ماهو الشيء الذي جعلهم يعتقدون انه اغتيال، هل بسبب اكسار في الهيكل العظمي ؟ …. لكن من الطبيعي ان يحدث كسر في الهيكل بسبب شيء طبيعي اخر ، فلماذا الاصرار على ان امره قتل و اغتيال ؟

ثم ان الامر لا يحتاج الى مكتب التحقيق البريطاني و استدعاء شارلكهولمز ….. حتى يفتح تحقيق تاريخي …… فلو تعرض لقتل او اغتيال ستكون هذه المعلومات مدونه في النقوش الكتابية الموجودة في مقبرته .

اه … نسيت .

كلما نطرح مثل هذا المنطق ، نجد الغرب يكتب لنا قصة تتحدث عن محو للاثار و الوثائق ، لان من جاء بعد توت هو الوزير الذي يحتمل انه اغتاله ، و بالتالي هذا الشخص قام بمحو الوثائق التي تدينه … فلم هوليود .

تماما … كما تم محو اثار اخناتون و ديانته من مصر ، بعد عودة الديانه السابقة .

و تماما …… كما تم محو اثار الهكسوس من مصر ، بعد ان تم طردهم على يد احمس .

و تماما …. كما اختفت اثار منارة الاسكندرية ، بسبب زلزال هدمها و تم الاستفادة من احجارها في بناء قلعة .

و تماما …. كما اختفت اثار مكتبة الاسكندرية ، بسبب الحريق .

لكن لنفرض بان من قام باغتياله ، قام بمحو اي شيء يدل على انه القاتل ، فالسؤال المنطقي المضحك : هل يخفي الحقيقة عنا ام عن الناس في تلك الفترة ؟

لماذا يخفي القاتل هويته ؟ … هل يخاف ان ياخذ الى السجن ثم يعدم ، ام يخاف على سمعته لو تم فتح مقبرة توت عنخ امون بعد عشرة الف سنة ، و قرا الناس قصة توت عنخ امون و ادركوا بان الوزير ( اي ) هو القاتل ؟ ????

—————–

الان …. الامنطق مليء بهذا التاريخ الذي كتب ، فعلا لغز، يحتاج الى حل ، لكن ليست قصة الاغتيال ……. مؤكد بان هناك سر لا نعرفه الشيء الطبيعي بقزل لا داعي لكتابة مثل هذا التاريخ، لماذا يكتب مثل هذا التاريخ، هل الامر تسلية ام هناك شيء يراد اخفاءه من وراء هذه الزحمة في التاريخ ؟

لو تراجع الاشياء الغريبة التي كتبناها حول هذه الاسرة مع هذا التاريخ ، ستجد بان اهم ملاحظة هي وجود ثنائية غريبة داخل تاريخ الاسرة ، متطابقات في حالات ، و في حالات متعاكسات، و شكوك تحدث في ثنائية .

ثنائية الاب و الابن

ثنائية الزوجات ( نفرتيتي – كيا )

ثنائية الالقاب ( اخناتون – توت )

ثنائية علاقة الاب بسمنقارع( الاخ او الابن )

ثنائية وزراء توت ( حور محب – اي )

ثنائية زنا المحارم ( زواج اخناتون مع امه – زواج توت مع اخته )

ثنائية والدة توت ( نفرتيتي – كيا )

ثنائية الدين ( امون – اتون )

ثمائية اسم سمنكارع ( اسم لنفرتيتي – اسم لكيا )

هناك شيء غلط في الامر ، الصدفة لا يمكن ان تكرر هذه الثنائية، الا نتيجة شيء خطا في الامر ، يا ترى ما هو السبب ؟

هل يمكن ان السبب هو ترجمات الغرب للكتابة القديمة في مصر،؟

اعتقد بانه اقوى احتمال يمكن ان يفسر الامر ، ف الترجمات الخاطئة ستجعل الزوجة ام ، و تجعل الام اخت ، و تجعل الاب ابن و الابن اب ، و تجعل الوزير وزيرين و هكذا .

دعونا نذهب لرؤية اسماء الاب و الابن و الام و نشاهد قواعد ترجمة الغرب للاسماء .

الان انظر لصورة المقال …… لقد وضعنا اسماء الابن و الاب في ديانه امون في يمين الصورة ، و ستجداسماء الابن و الاب في ديانه اتون في شمال الصورة .

الان لاحظ معي جيدا

لاحظ كيف ان كتابة اسم الابن و الابن في يمين و شمال الصورة متطابقين في ترتيب الحروف و في موقع المقطعين الصوتين ( امون ) و ( اتون ) .

في شمال الصورة :

الابن ينطق …. توت عنخ ( اتون )

الاب ينطق … اخنا ( اتون )

لاحظ كيف ان المقطع الصوتي( اتون ) ياتي في نهاية الاسم

لكن في يمين الصورة :

الابن ينطق ….. توت عنخ (امون )

الاب ينطق …. (امون ) حوتب نتر

لاحظ كيف ان المقطع الصوتي( امون ) موضعه متغير بين اسم الاب و اسم الابن ، و من المفروض اما ان الاب يقرا ( حوتب نتر امون ) ، او ان الابن ينطق ( امون توت عنخ ) .

اما

امون توت عنخ

امون حوتب نتر

و اما

توت عنخ امون

حوتب نتر امون

فعلا …… …هناك تحريف واضح في ترجمات الغرب ، و عليه فاذا كان هناك خطا واضح في ترجمات الغرب، فمن المؤكد بان الجذر الاساسي للمشكلة هو خطا في فك الغرب لنقوش مصر، و هذا يعني بانه لا جدوى من معالجة هذا التاريخ اذا كانت المشكلة اصلها هو من الجذور، فربما نحن داخل تاريخ غير صحيح اصلا و ربما توت عنخ امون اسمه الاصلي الحقيقي غير هذا الاسم الذي قدمه لنا الغرب .

الان السؤال : هل يمكن ان الغرب اخترع لنا قصة ملك مصري دعى الى عبادة (اتون) ، من اجل اقناع الناس بترجماته المحرفة لنقوش مصر القديمة ؟، بينما هي قراءة واحدة مثلا ، و عليه فليس هناك اب و لا ابن ، بل هما شخص واحد ؟

بل السؤال الهام : لماذا في الصور الموجودة في مقبرة توت عنخ امون، يتواجد الملك توت مع امراة فقط ( سوى كانت المراة امه ام زوجته)، لكن والده اخناتون غير حاضر في المشهد، و لماذا مقبرة توت الوحيدة في مصر التي يوجد فيها كرسي و اشياء اخرى ؟

الجواب في مقال قادم ……

 

 

اترك تعليق