لماذا ملوك مصر القدماء حملوا اكثر من اسم واحد ؟

لماذا ملوك مصر القدماء حملوا اكثر من اسم واحد ؟

6/21/2021 0:00:01

رابط المقال

لماذا ملوك مصر القدماء حملوا اكثر من اسم واحد ؟

لو تحاول ان تقرا في تاريخ مصر القديم سوى من موقع ويكبيديا او من اي مرجع تاريخي في الكتب، و تقرا عن تاريخ ملوك مصر القدماء الذي استخرج الغرب اسماءهم و تاريخهم، ستجد بان المعلومات التي كتبها الغرب لمعظم الملوك كانوا يحملون اكثر من اسم في حياتهم ، يصل الى اربعة او خمسة اسماء ، و بجانبها عبارة مثل : الاسم الملكي ، الاسم الشخصي ، الاسم الذهبي الخ .

يا ترى ما السبب ؟ ، او ما هي الفكرة المنطقية الواقعية التي تجعل شخص يحمل تقريبا خمسة اسماء في حياته ؟

لو فكرنا بمنطق الواقع ، يمكن ان يحمل الشخص عدة اسماء ، مثلا لو هناك واحد اسمه (محمد احمد النجار ) ، فيمكن ان يحمل بجانب اسمه لقب (الدكتور او الرئيس او الملك ) بناء على مهنته، فنقول مثلا ( الرئيس محمد احمد ) ، او يمكن ان يحمل اسم ابوه او لقب اسرته، فنقول مثلا ( ابن احمد ) او ( ابن النجار ) .

هناك منطق واقعي.

ف هل هذا المدخل المنطقي الواقعي هو نفسه المدخل الذي توصل منه الغرب لمعرفة اسماء ملوك مصر القدماء، او بمعنى اخر كيف توصل الغرب لمعرفة تلك الاسماء العديدة لملوك مصر القدماء ؟

الحقيقة ان مدخل الغرب ليس مدخلنا بل مدخل اخر مختلف تماما.

كيف ؟

المدخل الحقيقي لتلك الاسماء العديدة التي وضعها الغرب لملوك مصر ، هو حجر رشيد الذي اكتشفه الغرب اثناء غزو مصر و احتلالها ، و الذي عبره تم فك نقوش مصر ، لان حجر رشيد كان يحتوي على ثلاثة خطوط، الهيروغليفي و الديموطيقي و اليوناني، و تتكلم في موضوع واحد بلغتين اثنتين المصرية و اليونانية، و النص الهيروغليفي كان يحتوي على اطار دائري مكرر عدة مرات و تحتوي على كلمة واحدة ، و قالوا بان الاطار لابد ان يحتوي على اسم ملك، و لان النص اليوناني تكرر اسم الملك بطليموس عدة مرات، فتم مطابقة اسم بطليموس باليوناني برموز التي داخل الاطار الملكي .

لكن المشكلة بانه عندما اكتشفت عدد من قبور ملوك مصر القدماء، وجدنا في داخل المقبرة الواحدة للملك عدد كثير من الاطارات الدائرية ، و لان الاطار لابد ان يحوي اسم ملك ، و لانها مقبرة ملك واحد ، لكن وجدنا الاطارات لا تحتوي على نفس الكلمة او رموز كتابية متشابه بل رموز مختلفة، فكيف يعقل ان الاطار الدائري في المقبرة الواحدة تحمل عدة اسماء لملك واحد، قد تكون المقبرة تحتوي على عدة اسماء ملوك، لكن القبر يحمل تابوت لملك واحد، و هي مقبرته الشخصية ، فكيف تكون مقبرته تحتوي على اسماء لعدة ملوك.

و من هذا المدخل …… جاءت فكرة ان اي ملك مصري قديم كان يملك عدة اسماء و القاب في اثناء حياته.

و وفق هذا المنطقل كان اي ملك مصري قديم يملك ( اسم شخصي ، اسم ملكي ، لقب ديني ، اسم حورس الذهبي ، الخ )

فقبل ان يصبح ملك ، كان يملك (اسم شخصي) ، و بعد ان اصبح ملك حمل ( اسم ملكي ) مختلف ، و اصبح يحمل اسم ديني كحامي للدين ، و حمل ( اسم حورس) ، لان الاله حورس كان هو حامي مصر ، و الخ .

و هذا التاريخ الذي كتبه الغرب لنا حول هذا الحالة التي وجدت في ملوك مصر ، يشبه تماما تاريخ الشخصيات التي وصلت لنا في كتب التراث ، و اقرب مثال متطابق هو شخصية صلاح الدين الايوبي .

فصلاح الدين ليس هذا اسمه الحقيقي بل صفة حملها بعد ان تولى الحكم، فاسمه الحقيقي يوسف ، ثم حمل اسم صلاح الدين بعد ان اصبح حاكم ، ثم حمل لقب الناصر .

يوسف

صلاح الدين

الناصر

و كذلك ملوك مصر ، فمثلا كان احد ملوك مصر اسمه ( رع مسيس ) و قبل ان يصبح ملك كان اسمه ( من بحتي رع )

من بحتي رع

رع مسيس

و هذا التشابه بين المنطق التاريخي الذي كتبه الغرب لملوك مصر القدماء و بين المنطق التاريخي للشخصيات القديمة التي وصلت لنا من كتب التراث ، يجعلنا نعتقد بان الاحتمال كبير بان العقل الذي كتب لنا ذلك التاريخ التراثي الذي وصل لنا هو الغرب الذي صنع لنا قصة اسماء ملوك مصر .

لكن السؤال : ماذا لو اكتشفنا اطار دائري في احدى مقابر ملوك مصر يحتوي على كلمة ، و اكتشفنا وجود اطار دائري في مقبرة اخرى و فيه نفس الكلمة ؟، فما هو المنطق التاريخي الذي كتبه الغرب لنا ؟

في هذه الحالة … الغرب قال لنا بانها اسرة ملكية واحدة حملت نفس الاسم ، لكن الفارق بينها هو في الترتيب.

كيف ؟

الغرب قال لنا بان هناك اسرة من ملوك في مصر حكموا في فترة واحدة حملوا اسم واحد رعمسيس و تحتموس .

فهناك

رعمسيس الاول

رعمسيس الثاني

رعمسيس الثالث

رعمسيس العاشر

و هناك ايضا

تحتموس الاول

تحتموس الثاني

تحتموس السادس

و هناك

امنحوتب الاول

امنحوتب الثاني

امنخوتب الرابع

و هذا التاريخ الذي كتبه الغرب لنا حول هذا الحالة التي ظهرت في اسماء ملوك مصر ، يشبه تماما تاريخ الشخصيات التي وصلت لنا في كتب التاريخ ، و اقرب مثال متطابق هو الاسرة الملكية الفرنسية التي حملت نفس الاسم لكن مختلفة في الترتيب .

لويس الثامن

لويس العاشر

لويس السادس عشر

و هذا التشابه بين المنطق التاريخي الذي كتبه الغرب في هذه الحالة لملوك مصر القدماء و بين المنطق التاريخي لملوك فرنسا ، يجعلنا نعتقد بان الاحتمال كبير بانه عقل واحد من كتب التاريخ.

——————

الان انظر الى صورة المقال ، لقد وضعت مثالين ، A و B .

الان تخيل نفسك رحت زيارة الى مصر ، و زرت مقبرة ملك مصري.

1- وجدت في المقبرة مكتوب على جدرانها الثلاث تلك الاطارات في العمود A .

حسب منطق الغرب ، فالملك يحمل اسمين ، الاسم باللون الاخضر هو الاسم الملكي ( رعمسيس ) ، و الاسم باللون البنفسجي هو الاسم الشخصي ( من حبتي رع ) .

الان لاحظ كيف ان الاطار الاول متشابه مع الاطار الثاني بكل رموز الكلمة ، لكن الاختلاف هو رمز واحد ، و لهذا السبب قال لنا الغرب بان الكلمتين تقران بنفس النطق تمامل ( رعمسيس )، و الرمزين المختلفين بالشكل هما متطابقين في النطق ( s )

لذلك الاطارين واحد في النطق و لا اختلاف .

لكن الاطار الثالث مختلف تماما عن الاطارين الاولين، التشابه فقط برمز واحد و هو الدائرة التي تشبه الشمس و التي تقرل ( رع )

الان لاحظ كيف اختلفت قراءة الاطارات ، ففي الاطارين الاولين شاهدنا بداية الاسم يحمل القيمة الصوتية ( رع ) ، لكن في الاطار الثالث شاهدنا نهاية الاسم يحمل القيمة الصوتية ( رع ) .

يعني الاطارين الاولين كانت القراءة من الشمال الى اليمين

و في الاطار الثالث كانت القراءة من اليمين الى الشمال .

2- وجدت في المقبرة مكتوب على جدرانها الثلاث تلك الاطارات في العمود B .

حسب منطق الغرب ، فالملك يحمل ثلاثة اسماء ، الاسم باللون الاخضر هو الاسم الملكي ( توت عنخ امون ) و اسم اخر باللون الاخضر لكن يحوي مقطع باللون الاحمر ( اتون ) و هو ( توت عنخ اتون ) ، و الاسم باللون البنفسجي هو الاسم الشخصي ( نب حبرو رع ) .

الان لاحظ كيف ان الاطار الاول متشابه مع الاطار الثاني بكل رموز الكلمة ، لكن الاختلاف هو رمز واحد ، و لهذا السبب قال لنا الغرب بان الكلمتين تقران (توت عنخ امون ) و ( توت عنخ اتون ) و الرمزين المختلفين بالشكل غير متطابقين في النطق ( ت ، م )

لذلك الاطارين مختلفين في النطق و هناك اختلاف .

لكن الاطار الثالث مختلف تماما عن الاطارين الاولين. و يقرا ( نب حبرو رع ) .

الان لاحظ كيف اختلفت قراءة الغرب ، في المقبرة الاولى و المقبرة الثانية .

ففي الاطارين الاولين في المقبرة الاولى ……. كانت القراءة من الشمال الى اليمين .

بينما الاطارين الاولين في المقبرة الثانية ……. كانت القراءة من اليمين الى الشمال .

ايضا

في الاطارين الاولين في المقبرة الاولى ……. كانت القراءة واحدة بالرغم من وجود اختلاف في رمز واحد .

بينما الاطارين الاولين في المقبرة الثانية ……. كانت القراءة مختلفة بسبب وجود اختلاف في رمز واحد .

الان الاسئلة المنطقية :

لو افترضنا اننا امنا بهذا المنطق التاريخي الذي وضعه الغرب في اسماء ملوك مصر ، فنحن قد نقتنع لو قيل لنا بان الاطارين الاولين في المقبرة الثانية يقران ( توت عنخ امون ) بنفس طريقة النطق ( رعميسيس ) كما في المقبرة الاولى حتى لو اختلف رمز واحد، فالرمز يقرا بنفس النطق كما في الحالة في المقبرة الاولى، فلماذا حمل الملك في المقبرة B اسمين ملكين مختلفين و ليس اسم واحد كما في المقبرة A ؟

لابد من منطق علمي و واقعي و تاريخي يفسر الامر

هذا الاختلاف في المقبرة الثانية ، هو السبب الحقيقي الذي من اجله اخترع الغرب لنا قصة ديانه ( امون ) و ديانه (اتون )، و تفسير اسباب قراءة الكلمة بشكل مختلف .

فقال لنا الغرب ان هذا الملك ( توت عنخ اتون ) ، عندما صعد للحكم خلف لابوه اخناتون الذي اخترع ديانه عبادة قرص الشمس( اتون ).

فعندما صعد (توت ) للحكم كانت ديانه مصر هي عبادة ( اتون ) لكن بعد ان وجد الكهنة يثورون و هناك مشكلات بسبب الديانه الجديدة التي اخترعها ابوه، قرر العودة لديانة ( امون ) و بعدها تخلى عن اسمه الملكي الاول و اخترع له اسم ( توت عنخ امون ) .

اذن كل القصة الضخمة التي اخترعها الغرب حول اخناتون الذي اخترع ديانه في مصر و هي ديانه عبادة قرص الشمس (اتون ) ، و قام بتوحيد الالهات في اله واحد، حتى يحب اي مصري هذه الشخصية و ديانته و تجعله يؤمن بان تلك الرموز تقرا ( اتون ) لاجل منع الناس من الوصول الى القراءة الصحيحة لتلك الكلمات الموجودة في تلك المقابر . و التعرف على حقيقة تلك المقابر .

————

الان … لاحظ كيف ان ذلك المنطق الفاسد الذي اخترعه الغرب للاطارات في تلك المقابر انعكس على ترجمتة لكتابة مصر كلها .

انظر الان للمثال الموجود في وسط الصورة

الكلمة الاول تبدا بصورة طفل و رمزين … و تقرا …. ( مس )

الكلمة الثانية تبدا بصورة طفل و ٣ رموز .. و تقرا .. (احمس )

الان لاحظ كيف ان هذا الرمز لوحده يحمل معنين اثنين او اسمين اثنين ( ابن ، خادم ) ، و كلمة ابن ( مس ) و كلمه خادم ( احمس ).

مثلما ملوك مصر حملوا اسمين اثنين ، فكذلك رموز كتابة مصر حملت معنين و نطقين اثنين .

الان

لاحظ الرمز الموجود في الكلمة الاولى باللون الاخضر ، موجود في الاطار الاول في المقبرة الاولى و ينطق ( s ) .

و لاحظ الرمز الموجود في الكلمة الثانية باللون بالنفسحي، موجود في الاطار الثاني في المقبرة الاولى و ينطق ( s ).

و لاحظ … كيف ان الكلمتين تشتركان في مقطع صوتي واحد ( مس ) .

و لاحظ … كيف ان الكلمة الثانية تنطق ( احمس ) لكن رمز الكوب ينطق ( ح ) ، و ينطق رمز الغصن ( إ ) .. فمن اين جاء حرف ( م)؟

كلمة مكونة من رمزين ، و كلمة مكونة من ثلاثة رموز ، فمن المنطقي بان الكلمة الاولى تحتوي صوتين ساكنين ( م س ) ، اما الكلمة الثانية تحتوي على ثلاث اصوات ساكنه ( م س ح ) ؟

الا تجد معي هذا الحالة تشبه تما حالة موجود معنا في واقعنا و نحن غير منتبهين .

اين ؟

في القران ، هناك حالة غريبة موجودة في احدى قصص القران متعلقة باسم نبي ، فلا تعرف لماذا يحمل اسمين ، و هذا الرسول اسمه المسيح عيسى .

كلمة ( عيسى ) … تحتوي صوتين ساكنين اثنين ( ع س )

كلمة ( مسيح ) … تحتوي ٣ اصوات ساكنة ( م س ح )

و الكلمة الاولى … تحتوي صوتين ساكنين ( م س )

و الكلمة الثانية … تحتوي ٣ اصوات ساكنة ( م س ح )

بل ان القصة في القران تتحدث بشكل واضح على ان الرسول كلمة من الله .

{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}

السؤال الان …. ماذا لو افترضنا بانك قد دخلت الى المقبرة B التي يوجد فيها تابوت اصغر ملك مصري قديم حكم مصر ، و وجدت في جدران المقبرة اطار رابع، و مكتوب في داخل الاطار الكلمة الاولى التي باللون الاخضر في مثالنا الموجود فيها رمز الطفل و التي تقرا حسب ترجمات الغرب ( مس ) ؟

{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا}

اخيرا ………. الا تجد معي الحالة التي وجدناها في مثالنا السابق حول المقابر و الحالة في مثال رمز الطفل الصغير ، مقارب نوعا ما لخطاب موجود في القران :

{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}

 

 

اترك تعليق